نافذة  / ومضات على مسيرة التحرير ...
الاحتلال .. هل هو غلطة الكبار ام هفوة الصغار

﴿ الجزء الثالث ﴾

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

اليوم الولاياة المتحدة تخشئ من تعرضها لانتكاسة جيوسياسية ومن شأنها تقويض الحرب على ما اسمته ب(الارهاب) وايظا كل الدلالات تؤكد ان الشعب الامريكي غير مستعد لتحمل انتكاسة كالتي حصلت لهم في فيتنام بل الى اقوى واكثر مهانة لهم.و الولاياة المتحدة راغبة وبقوة الى نوع من النجاح في العراق ففي حين اعلن بوش المجرم انتهاء العمليات العسكرية في العراق بعد اكثر من شهرين من الاحتلال  كانت المقاومة العراقية البطلة تصعد من ضرباتها للعدو الامبريالي الصهيوني و اليوم تتكشف الفوضى في العراق سواء بين طبالي وزماري الاحتلال او ممن روجوا للاحتلال من دول التوابع ,واهم انواع هذه الفوضى تتجلى في الاخفاق في التمييز بين الحرب الشرسة التي اطاحت النظام الثوري في العراق وانهيار النظام الاجتماعي والاقتصادي في العراق والذي جعل مهمة الامريكي في العراق اصعب جدا وتعطي قوة لتنامي للخطاء الامريكي في الاحتلال, وان استدراك الامريكي المحتل لحقيقة كبيرة جدا وهو فشل مشروعهم الخبيث في ما اسماه (تحرير العالم من عراق  الثورةونظامه البعثي). قد يكون نجح في عملية عسكرية الا ان جلب او ايجاد النظام الى العراق ما بعد ثورة البعث الذي كان يحضن كل الطوائف والاديان من خلال فلسفته الرائعة و ايظا من خلال تنظيمه القوي ,الامر الذي غاب بشكل نهائي بعد الاحتلال لتبرز ظواهر غريبة عن المجتمع العراقي كالطائفية المقيته و القتل والسلب و الاختطاف والرشاوي والفساد..

 

ولقد تورطت الولاياة المتحدة في تجربة اعادة بناء مدنية  الولاياة المتحدة متعددة الاطراف واصبح امرا شبه مستحيل وتحول الاحتلال الامريكي ضائعا بين صراعات طائفية وان الذين جاء بهم و معهم على دباباته يتقاتلون من اجل الكعكة بحيث حول العراق الى ان يكون بالمرتبة الثانية من حيث الفساد الاداري و المالي في العالم وهو في هذه الحالة المزرية التي يتحملها هو ويعتبر المسؤول عنها وهو المسبب لها , و فشله في اعادة بناء مدنية متعددة الاطراف بسبب عجرفته وعنجهيته في انه قادر لوحده بذلك وبدون ان يستشيرالاخرين وهي مزية العنجهية الامريكية في حكم البوشين من ان يبني نظام في العراق, ان العلة في التركيبة الامريكية في انها لا تقر باخطائها بسهولة العقلاء وهذا يهدد المستقبل العالمي بقدر ما يثقل الماضي من السلوك الامريكي وذلك بحكم تحكمها في السياسة الدولية وكذلك في الاقتصاد العالمي ايظا , فمثلا وبدلا من ان تقر امريكا بخطئها في غزو العراق و محاولة تصليح الخطاء الذي يرتقي الى مستوى الجرائم ولكننا نلاحظ انها تضع هدفها الجديد في انقاذ (مصداقية) الولاياة المتحدة امام العالم وهذا الانقاذ يتحدد في تقوية ودعم حكومة الاحتلال في العراق وهذا ما يحاول ان يروج له الكثير من المسؤولين الامريكين واخرهم تصريح  وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس و كذلك المتحدث باسم البيت الابيض حول انجازات حكومة الاحتلال من ما اسموه بالانتخابات البلدية او في الواقع الامني.

 

وبدلا من ان تحاول الادارة الجديدة تصليح الخطاء تذهب الى مدارات الاخطاء وترقيع المازق الامريكي في العراق.ان المدرسة الواقعية تقر بفشل امريكا من تحقيق اهدافها بالكامل في العراق, و الامر الذي لم يفهمه الأمريكان وعملائهم ان أي نجاح امريكي لا يمت باي صلة للنجاح الذي يهم شعب العراق و العكس صحيح ايظا.ان الامريكين ولغاية اليوم لا يريدون ان يعترفواان تصحيح الخطاء الامريكي لا يمكن ان يتحقق الاوفقط الا بانسحاب القوات الامريكية بالكامل من العراق أي ان الاحتلال الامريكي للعراق هو الخطاء الذي لا يزال والذي سوف يزال و يقلع من قبل المقاومة العراقية البطلة ,وكلما اطالت الادارات الامريكية من فترة الترقيع الذي هو بالاساس سيفشل  كلما زادت تمرغا في الارض العراقية وكثر تلطخها بالجريمة وتعقدت عملية تراجعها أي انسحابها وهي نصيحة لله للسيد اوباما وملخصها يا سيد اوباما سوف تنسحبون بمشيئة الله وذراع المقاومة والان هو الوقت المناسب وذلك لان ادارتك لازالت غير متورطة في الجريمة وافضل من الوقت اللاحق حيث ستكون ومع ادارتك انذاك متورطون في العراق وسيصعب اكثر عليكم الانسحاب وبالنتيجة وفي كل احوال التحرير قادم ومهانة المحتل حاصلة وبكل الاحوال وبعون الله رب السماء و الارض .

 

اذن كيف يمكن ان يفسر احتلال العراق؟هل هو  غلطة الكبار ام هفوة الصغار؟

للاجابة عن هذا التسال نقول ان خطة لاحتلال العراق وضعت منذ انبثاق 17-30 تموزوتقدم الثورة باتجاه الاطماع الامريكية ,وساهم في التخطيط للاحتلاله اقوى العقول المشرعة للاستراتيجيات الامريكيةوشارك في جريمة الغزو دولا كبرى تهدف إلى الحصول على مطامعها في العراق و المنطقةومنها ماهو معلن و مكشوف كالعجوزة بريطانيا واستراليا وذيول الدول  ومنها ماهومتستركما ساهمت ايران وبقوة وبتستر تجنبا من ردود الافعال للرأي العام العربي و الاسلامي, وكلهم كانوا يتصورون أو صور لهم ان غزو العراق اقل من نزهة ولم يتصوروا ان فعل المقاومةالذي بدء من أول يوم و بقوة.وانجر الاخرون وراء الولايات المتحدة بكذبة هم اعترفوا بها فكانوا كلهم مغفلين ,فهي غلطة الكبار من الدول في هذا العالم ,وانجرار أمريكا وراء وعود وادعاءات وكذب العملاء من الذين خدعوا الادارة الامريكية وهي انجرت ورائها تحالفا كبيرا وكان العملاء يتصورون ومعهم اسيادهم بان الشعب العراقي سيستقبلهم بالورود وإذا يفاجئهم بالرفض والرصاص فهي هفوة الصغار وفي مقدمتهم الصغير الكذاب المجرم بوش..وواقع العراق المقاوم يثبت هذين الاحتمالين وتفكك جبهات العملاء و اختلافهم يعطي دليلا قوي على تورطهم وتوريطهم لاسيادهم من الأمريكان وحلفائهم.

 

انهم زائلون وهذا حكم التاريخ, والتحرير اتيا ببركة الرب وذراع المقاومة العراقية وانشاء الله ... امين

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس / ٢٩ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٦ / أذار / ٢٠٠٩ م