نافذة / ومضات على مسيرة التحرير ...
الاحتلال
.. هل هو غلطة الكبار ام هفوة الصغار

﴿ الجزء الثاني ﴾

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي
2-الاستراتيجية الامريكية الجديدة


بعد وصول المجرم بوش الى الرئاسة الامريكية ازدادت نزعة ستراتيجية الضربات الوقائية وهي ستراتيجية كانت تهدف الى زيادة  الهيمنة و التوسع الامريكي  في العالم ولكن هذه النزعة بدأت تتبلور مع نهاية الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفيتي القوة العظمى التي كانت في ضد من التوجهات الامريكية وبالتاكيد ان هذه الستراتيجية لها جذور في العقلية المشرعة الامريكية وفي دراسة نشرتها مجلة (فورتشون)الامريكية في ايار عام 1979 وبعنوان ((التدخل العسكري في منابع ا لنفط) جاء بها (لقد اوضح كل من وزير الدفاع براون ومساعد الرئيس كارتر لشؤون الامن القومي ان الولاياة المتحدة ستتخذ خطوات بينها استخدام القوات العسكرية الامريكية لحماية مصالحها.. وجاء في دراسة للدكتور بيتر تيزجر بشأن (التدخل العسكري الأمريكي في منابع النفط) جاء فيها أنه من بداية السبعينيات( بدأت المصادر العسكرية الأمريكية تتحدث بوضوح عن أنه إذا تعاظم اعتمادنا على النفط الخارجي أو تدهورت سيطرتنا في السياسة الخارجية والنفوذ الدولي فإن البديل قد يكون إرسال حملة عسكرية إلى الشرق الأوسط تجعل فيتنام تبدو بالمقارنة كنـزهة). وذكر الرئيس نيكسون في مذكراته التي كتبها سنة 1983 .

 

أصبحت الآن مسألة من يسيطر على ما في الخليج العربي والشرق الأوسط تشكل مفتاحاً للسيطرة على ما في العالم ويقول وينبغي علينا أن نكون على استعداد وراغبين في اتخاذ أية إجراءات بما في ذلك الوجود العسكري من شأنها أن تحمي مصالحنا ...وعلى اثر هذه الخلفية العدوانية و روح الهيمنة و التي بدت تنضج في عهد بوش الاب في حربه على العراق في عام 1991وبعد وصول المجرم الابن بوش راحت تتفشى طروحات الهيمنة المكشوفة  و الاعتماد على القوة المتفوقة كواحدة من اهم ادوات السياسة الخارجية الامريكية .

 

و لم يخف المجرم بوش و طاقمه في الادارة و منذ نزوعه الى احتضان هذا التوجه,بل انتمائه لهذا الخندق حين سارع لرفع راية التفوق و التفرد وباعتبارهما حقا و امتيازا خاصين بالولاياة المتحدة  لكونها القوة العظمى و الوحيدة في هذا العالم ولم يكتفي هذا المجرم باحتضان هذا التوجه بل ذهب لابعد من ذلك جعل غزواته واعتداءات الولاياة المتحدة واجب ديني وبذلك لم يختلف في فلسفة عدوانيته على شعوب العالم عن حلفائه الايرانين من الملالي .وظهر التصلف الامريكي في رفضها للعديد من الاتفاقيات الدولية او اتباعها سلوكا غير حضاريا بانسحابها من العديد من هذه الاتفاقيات وتحللها للكثير من الالتزامات..

 

وان غزو العراق كان التطبيق الاول في جوانب هذه الاستراتيجية , و بالاضافة لذلك فان الولاياة المتحدة اعادة صياغة و تعريف مصالحها الحيوية في المنطقة و مصادر التهديد ووضع سيناريوهات تكون منسجمة مع خريطة مصالحها الجديدة وحيث كانت قد اتبعت سياسة الاحتواء المزدوج للعراق وايران ولكن كان جل اهتمامها هو محاصرة النظام الثوري في العراق وايران هي وسيلتها في تحقيق ذلك وليصب ذلك في ضمان امن الصهاينة الذي سبق للعراق ان اسقط نظرية الامن لدولة الصهاينة ولكن ايران لم ولن تتعرض لامن الصهاينة ,فالتحالف الاستراتيجي الايراني(حكم الملالي) والصهاينة في تقويض النهضة الامة العربية وخاصة في استهداف الدول و الاحزاب و الحركات التي تتبنى النهضة العربية وقد تجلى هذا في التنسيق الامريكي في حروب الملالي ضد العراق في اتفاقات سرية ,وبالتاكيد لن ينخدع ابسط المهتمين بشؤؤن المنطقة بالتراشق الاعلامي بين امريكا و الصهاينة من جهة والملالي من جهة اخرى ولكن الثوار قد حسبوها جيدا , وهنالك الكثير من المناسبات كان يمكن لنظام الملالي ان يتخذ مواقف تتطابق مع دعاياتهم الاعلامية وخاصة في غزو الصهاينة لقطاع غزة في كانون الماضي, ولهذا كان الاطمئنان الامريكي و الصهيوني والا ما يفسر صمت جبهة(حزب الله) وانضباط النظام الايراني امام القتل و التدمير والمجازر في غزة ولم نلاحظ الا زعيق اصحاب العمايم وفقط قذف دولة الصهاينة بالسب المؤدب و الشتم المنظم !ولكن هذا النظام تحرك بكل خبث عندما ساند القوات الامريكية  وهي تتقدم باحتلال العراق من خلال ارسال عملائه الى العراق للضغط على العراقين الوطنيين ومشاغلتهم وهو دعم سوف لا ينساه الامريكين.

 

ولولا محاصرة العراق لما كان هنالك اتفاقية سلام بين منظمة التحرير الفلسطينية و الاردن مع الكيان الصهيوني خلال عام 1993 و  1994  وبالرغم من ذلك كان الاسد العراقي في حصار لم يشهدله التاريخ و مع ذلك كان الاسد العراقي يزئر من داخل قفص الحصار .وهنا كان القرار الصهيوني الامريكيي بالتخلص من الاسد العربي العراقي نهائيا , لان العراق كان يشكل اكبر داعم للمقاومة الفلسطينية وبزوال نظام البعث القومي تكون المقاومة الفلسطينية قد فقدت اكبر واقوى سند مادي و معنوي و افقدها لطاقتها القتالية ضد العدو الصهيوني وحرمها من داعم حقيقي لنضالها وصمودها ضد الصهاينة وما مظاهر التمزق والتراجع للمقاومة الفلسطينية  بعد احتلال العراق الا خير دليل على ذلك  ..

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء / ٢٧ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٤ / أذار / ٢٠٠٩ م