نافذة / ومضات على مسيرة التحرير

الرسالات ... لا تحتاج لاعتماد من الحكام والانظمة

﴿ الجزء الثاني ﴾

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي
وبهذا نريد من كل المعنين بالوضع السياسي العربي ان لا يربط بين التشاؤمية في غزو العراق وازاحة نظام الحزب فيه وبين الاستمرارية لنضالية حزب البعث العربي الاشتراكي , فقد يطل البعض من المحللين بان غزو العراق كان ضربة قوية للحزب,وهنا يتطلب وقفة مضافة لسابقتها في اعلاه.ان الازمات الحزبية لم تعد من المسائل التي تعتبر في سرية ولا يتم بحثها الا في تستر و كتمان وغرف خاصة باستثناء المسائل التنظمية, و ما عداها فهو حق جماهيري بقدر تعلق اهداف الحزب بالجماهير ,ذلك لو لم تعرض هذه الازمات(باستثناء القضايا النتظمية والخاصة جدا) ويتم لملمتها بالتستر و الكتمان فان الامر قد يصل الى حد ان تستفحل المشكلات التي تصل البعض من افرازاتها السياسية او الاجتماعية وحتى العقائدية وهذا الامر قد يؤدي الى تداعيات خطرة على الظاهرة الحزبية والوصول بالجماهير مع معاونة من الاجنبي و الرجعية و العملاء الى مستوى ليس بنقد الظاهرة الحزبية بل برفضها من خلال تصوير الضرر الذي يلحق بالمجتمع وهذا يؤدي الى فقدان اثقة بالظاهرة الحزبية ,وهذا ما يخططله في العراق فالاساءة للظاهرة الحزبية مستمرة وقد ينبري واحد من الخصوم ليقول ان هذه الاساءة قد تشمل احزابهم الحاكمة ,انا اقول ان احزبكم مرحلية وطائفية بعضها و عنصرية وان مرحليتها بحكم كونها تخدم شخوصا او طائفة من المجتمع لفترة زمنية ويعاد تشكيلها والدليل كم هي سرعة و نوعية اعادة التشكيلات الحزبية الان في العراق فواقعها قبل الاحتلال لها صورة تختلف عن صورتا بعد الاحتلال والان تختلف وبالغد سوف تستمر هذه الحركة الامبية في تكوينية متغيرة هم يبررونها بان كمتطلبات المراحل و لكن الواقع يقول شئ اخر وهو انها احزابا مرحلية تشكلت لغايات محددة وهي الان تتغير بفعل تقلبات الواقع السياسي العراقي  وهي تتصف بسمتين رئيسيتين ومترابطتين اليوم الاولى الكيفية في نقل الموروث الذي تحمله سابقا الى المتحقق في الزمن الحاضروالثانية في عدم وضوح الرؤية الناتجة من مبادئهم الحزبية من تخبطهم و ارتباكهم في المزاوجة بين اساليب الكسب الجماهيري سابقا والتي خدمتهم في تلك المرحلة وبين قدرتهم الان سواء الفكرية او التنظيمية في الاستيعاب الجماهيري,وبالتاكيدهذا يختلف جوهريا عن الحزب الاصيل مثل حزبنا فهو نشاء على اهدافا محددة للامة والتغير الذي يواكب تطور الواقع يكون في الاستراتيجية الحزب وهذا يمكن ملاحظته في مقرات الحزب القطرية و القومية.

 

وهو كان في ظل النظام الشرعي في العراق يعمل بسرية تقريبا و صيغ التوسع الجماهيري لا تختلف في جوهرها عن الصيغ في حالة نضاله السري فالمرونة الثورية للحزب مكنته من التكيف بمورنة وبساطة.و ايظا هذا يطرح تساول كيف تستطيع ما تسمى بالاحزاب الموجودة الان في العراق من التكيف الفكري و التنظيمي مع الواقع الجديد التي تعيشه الان , وبعكسه سوف تنكفء هذه الاحزاب وتبداء تتمزق الى مجاميع ولتعيد تحالفاتها في الشكل و المحتوى وبالتالي سوف تتحول الى اشكالا غريبة عن تكويناتها الاصلية.

 

ولست بالتاكيد ارغب في خلق توترالهذه الاحزاب او التشكيلات ولكني اعرض الكيفية العلمية لتطور الحركات او الاحزاب الاصيلة وبدون ان انحياز لحزبنا, لان الحقيقة لا تحتاج الى أي شكل من اشكال الانحياز او الدعايات وهذا ما يحتاج الضعفاء فكريا و تنظيميا كما ارجو ان لا يثيرهذا التوصيف مسائل اشكالية و التباسات مفاهمية وايظا توترات نظرية وقلق من مستقبلية وجودهم عند البعض.ولست بمجتهد في هذه الطروحات بقدر ما الاحضه و ما يلاحضه كل المراقبين والمنصفين من حالة الارتباك الحكومي او ما يسمونه بالبرلمان او حتى الظاهرة الحزبية واولها الاختلالات في البنية لهذه الاحزاب و تمثيلها الحكومي و التفكك في بنيتها والتفكك في خلاياها وهذا بدوره يعكس في مؤسسستها مجموعة من الافرازات السياسية او المجتمعية..

 

اذن هي من تحتاج للاقرار بها و الاعتراف كي تعطي شرعية لها و ديمومة في الساحة السياسية وهاهي تعتمد في وجودها من وجود الاحتلال و مؤسساته التي خلقها في الواقع العراقي وحالما يذهب الاحتلال سوف تفقد شرعية او مبرر وجودها و تنتهي .اما حزب البعث لم يستمد شرعيته من النظام الشرعي (قبل الاحتلال) ولا من أي سلطة وشرعيته مستمدة من تمثيله لفكر الجماهير وكضرورة من ضرورات الواقع العربي في تحقيق رسالة العرب الخالدة فليطمئن من كان ان حزب البعث لم تخلقه سلطة او حاجة مرحلية بل هو جزء من الضرورة التي توجبها الضرورة التاريخية لامة العرب وبقدر استمرارها بالايمان بالرب خالق السماء والارض ...امين

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاحد / ٢٥ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٢ / أذار / ٢٠٠٩ م