نافذة  / ومضات على مسيرة التحرير

الرسالات ... لا تحتاج لاعتماد من الحكام والانظمة

﴿ الجزء الاول ﴾

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي
ان من البديهيات التي يعرفها كل البشر ومنذ ان تعرف الانسان على الهداية لله و القيم السماوية لم تنتظر اي من الرسالات السماوية تزكية بشرية في بداياتها ,وبعد ان تعرف عليها أولا بالايمان ومن ثم بالقناعة ثانياو استطاع ان يفهمها وعندها انظوى تحت مبأدئها  وعمل من اجل التبشير بها .ومن خلالها تكونت مبادئ و قيم وقواعد وسلوك ليتحدد بموجبها القاعدة الاخلاقية التي تعتمد عليها الأمم في ترميم أنواع الخلل في حياتها و التي تعتبر سندا خلقيا كريما لتعتمد عليه هذه الأمم في الصمود امام المغريات والانحرفات وامام اسباب الانحدار المختلفة.وعليه يمكننا ان نجزم ان هذه الرسالات السماوية انتشرت بين ارجاء الدنيا وبقواعد وثوابت اعجب البعض وامن بها ورفضها الاخر ولكن لم يستطيع معسكر الرفض من الغائها أو قلعها واجتثاثها.

 

وبتطور الحياة وتصادم قوى الخير و الشر في العالم واتجه الانسان لتنظيم نفسه في قوى محلية ودولية ,في المنطقة العربية تكونت قوى محلية بشكل احزاب وتنظيمات وبعضها عمل تحت غطاء الدين وبالتاكيد اساءت هذه الاحزاب إلى الدين وقيمه الرفيعة وبعضها استمد من قيم السماء لتكوين مبادئها وسلوكها الحزبي من جوهر الدين وفصلت ما بين الدين كتفاصيل دقيقة وبين العمل الحزبي كمنطلقات وسياسةواطلق عليها بالاحزاب العلمانية , والبعض من القوى تشكلت يحكم الارتباط العشائري أو المذهبي أو بحكم الانزلاق الاخلاقي للبعض فحملت اجندة اجنبية,هذا بالنسبة لتكوين القوى الفاعلة في منطقتنا العربية وهو محور موضوعنا.واما تكون القوىالدولية فقد دخلت الكثير من التشابكات في التكوين الأولي وبالاضافة إلى التي موجودة في المنطقة العربية,دخلت قوى الراسمال كقوة مضافة لتنظيم شعوب الغرب  وكان على هذه القوى الدولية ان تلتزم بالمبادئ والقيم المنصوص عليها بالتعاليم والرسالات السماوية وبكل ما سجله الإنسان من الحفاظ على الحقوق ولكن الكثير منها افترق عن هذه القيم بالرغم من ان بعضها لا يزال يحمل العناوين التي تدل على تكوينها القيمي الاولي.

 

وان اكثرية هذه الاحزاب فارقت القيم التي تكونت من اجلهاوحيث ان هذه المبادئ أضمن من الالتصاق بالمصالح الفردية للدول وخاصة منها المصالح المادية. وقد برهن الالتزام بالمبادئ والقيم على قدرته على وضع حد للحروب والصراعات الواسعة في تاريخ البشرية وخاصة منها الحروب الأممية الأخيرة.ولاجل ان اكون في جوهر مااريد ان اصل اليه ,اقول ان فكرة الحزب في الواقع العربي ارتبط بالحاجة لمعالجة مشكلة سياسية او اجتماعيةاو اقتصادية هذا حال كل الاحزاب الا حزب البعث العربي الاشتراكي ارتبط فكره بجدلية التجديد السياسي والتطوير المجتمعي في ان واحد وهذا ليس من باب التبجح او التلميع السياسي ولكن بنظرة منطقية و منصفة لاهداف الحزب والتمعن بعقلية الكبار من المفكرين والسياسين لانسكلوبيديا الفكر العربي كتاب(في سبيل البعث)وتقرير المؤتمر القومي التاسع بالخصوص,سيخلص الى حقيقة واحدة حول شمولية النظرة لعقد المجتمع العربي وسبل المعالجة لها في ما يطرحه الحزب,وبالتاكيد ان مصداقية الحزب تتجلى في الشكل التنظيمي و القيادي المتمثل بالقيادة القومية فقط.

 

وان قدرة الحزب على تسلم السلطة لاكثر من مرة في قطرين عربين وبالرغم من ان السلطة في حساباته لا تتعدى كونها وسيلة من وسائل الحزب في ترجمة بعض من ستراتيجيته او اهدافه لا اكثر و لااقل .وسلب السلطة منه لا تؤثر في مسيرته النضالية ,ولا يجب ان يفسر ابدا ان مطالبة الحزب او قيادته للمقاومة بانه يرغب في السلطة التي سلبت منه بطرق غير شرعية وانما مطالبته باعادة السلطة الشرعية انما نابع من ايمان الحزب بان تداول السلطة و بشكل ديمقراطي بند مبدئي في مسيرة الحزب ولا يمكن ان يفسر ان من شروطه على المحتل باعادة السلطة الشرعية لا يعني ان الحزب يشترط عودته لممارسة السلطة فحزبنا حزب نضالي , والنضال هويته الاساسية ,ولم ينتظر الحزب يوما من سلطة او نظام ان يعطيه هوية او مكانة معنوية او حتى ان الحزب لم ينتظر من جهة رسمية او غير رسمية ,محلية او دولية اعترفا او اقرارا بفاعليته النضالية في الوسط الجماهيري ,فهو حزب نشأء من رحم معاناة الامة العربية ووضع اهدافه بعرض و طول المجتمع العربي و بارتفاع الرسالات السماوية وعقد كل مؤتمراته القومية والقطرية في ارض عربية ,وليس مثل البعض نشاءت بدوافع من خارج الواقع العربي ووضعت اهدافها باطوال قاصرة وبارتفاع الانسان نفسه وعقدت كل او اكثر مؤتمراها خارج الارض العربية ..

 

انني اقول لمن واقع في خطاء ان حزب البعث نشاء كما قلنا من معاناة الامة وحاجتها(ويمكن ان احاور من العقلاء حول هذه الحقيقة و بموضوعية ) و ليس بقانون محلي او دولي والغائه بالتاكيد لا يكون من خلال سفسطة كلامية اومنطق حاقد او قانون لحاكم اجنبي محتل امريكي او من متئمركين بائسين,فالحزب لا يحتاج لكي يستمر الى اعتراف من احد بل يحتاج لمناخ نضالي وامة عربية ترتبط تحققها برسالتها الخالدة,واما من يتحدث عن الغير مسموح للحزب في العراق ,فاني ارى هذه سذاجة و ما بعدها سذاجة ,   الحزب لا يناضل من اجل سلطة و هذه حقيقة نابعة من فكره فعندما يقول القائد المؤسس في كتابه (في سبيل البعث) ان حزبنا حزب الانقلاب وان الانقلاب لا يتحقق الافي وسط الجماهير وحثيثيات الانقلاب لا تكون الابين الوسط الجماهيري ,فاين هي السلطة في فكره ؟

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت / ٢٤ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢١ / أذار / ٢٠٠٩ م