نافذة / ومضات على مسيرة التحرير

١. كيف نواجه اقلام خصومنا وخطابات الاخرين

 

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي
 
فهم فكرة أو شخص في ظل خلفية معرفية مسبقة عن هذه الفكرة أو الشخص. كأن يقال على شخص أنه منعدم الأخلاق فيبدأ الذهن تفسير كل كلامه على أنه يقصد من ورائه كلاماً آخر. مع أن هذا ليس بلازم اذا كان وصف هذا الشخص صحيحاً فما بالنا بكونه غير صحيح..

 

بهذه البداية اقول ان المعرفة المسبقة بالشخوص او الافكار ايظا تساعد في تحديد الهويات الفكرية او الشخوص وبهذا انا اقول لندرس اقلام خصومنا وخطاباتهم ونرد عليهم بدقة وبالطريقة التي نحددها نحن وليس هم ..فالذي ينتقدون تجاربنا العملاقة في ثورتي البعث العظيم في 8شباط و17-30تموز وايظا ثورتنا الحالية والمتمثلة بالمقاومة العراقية ضد الاحتلال ,ويتجاسرون على فكرنا القومي الاشتراكي يجب ان نرد عليهم بالخزين الكبير الذي عندنا..في العمليات العسكرية عندما تنصب المصاطب الرملية وتحسب نقاط الضعف و القوة وتكشف عن التضاريس التي تخدم المقاتلين وكذلك يحسب حجم قوة النارونوعه ونوع الاسلحة والمعنويات ,ان كل هذه تخدم عملية الاعداد للقتال ودقة هذه الحسابات ستساهم في تحقيق النصر ولكن كل الاركان من القادة العسكرين يؤكدون على ان تحديد ساحة القتل يأخذ النصيب الاكبر من تحقيق الانتصار,فالقيادة التي تستطيع ان تسحب العدو لساحة القتل التي هي تحددها يكون النصر لها وحيث ان ساحة القتل تكون مدروسة بكل جوانبها التعبوية او القتالية وحتى الجوانب اللوجستية ,أي بمعنى ان نسحب العدو لمنطقة نحن اقوياء بها يعني تحقيق نسبة عالي من النصر..

 

وهذا ايظا ينسحب في الكتابات والردود والحوارات على مستوى الفكر او السياسة اوالاجتماع والاقتصاد, والذي يهمني ان حزبنا يمتلك تراث فكريا غني جدا من يطلع عليه لا يمكنه الا ان يرى فيه تحليلا وتفاعلا لكل جوانب الحياة العربية وطرحا لحلولاواقعية لكل مشاكل الامة العربية أي فكرا شموليا في استيعاب حركة التاريخ العربي وقد تميز هذا الفكر بقدرته و بكل اقتدار في معالجة احوال الامة العربية وتناقضات المجتمع العربي وحدد الروح الانقلابية والتي هي الثورية بالمعنى العام, وفي معاكسة الواقع العربي المتردي والتي هي مقاومة الاوضاع الفاسدة بالمعنى الاعم.فالذي يمتلك هذا الفكر لايهاب من محاورة أي حزب او حركة لان الرصيد البعثي كفكر يتعدى الحدود الضيقة لفكر الاخرين..واما التجرية النضالية للبعث فتتجلى من خلال تجربته في نضاله الوطني و القومي ضد كل الانظمة الرجعية و العملية ايظا تجربته في الحكم في العراق في 8شباط 1963 وثورة 17-30تموز عام 1968والتي استمرت في تفاعل متبادل مع الواقع الوطني والقومي وتوسع الخزين النضالي للحزب من خلال هذه التجربتين النضاليتين الكبريتين  ومضافة لها الثورة التي يقودها الحزب اليوم وهي ثورةوبكل ما تعنيه الثورة,فهي مسلحة والمتمثلة بالمقاومة العراقية البطلةوالتي تمثل كل تكوينات الشعب العراقي البطل,وهي فكرية لما ستنضح به هذه الثورة من تجارب ودوروس ستضاف لفكر الحزب وبعد ان يتفرغ رفاق لهذه المهمة التاريخية فحزبنا يحمل صفة الثورية بقدر تفاعله مع الواقع وباتجاهين يزق الواقع بالحاجة الايدلوجية ويتقبل من الواقع ما ينضح منه ليحوله لاضافات فكرية وهذه هي ثورية البعث العظيم.


وبعد الذي كل الذي قلناه لنحاول كلنا اقلاما وخطابا وتعليقا ان نرتقي لمستوى فكر ونضالية حزبنا ,وفي تقديري ان خصومنا والذين يختلفون معنا والمتربصين بالحزب يحاولون سحبنا إلى الدرك الذي هم اقوياء فيه وهو الذي فيه تعابير السب و اللعن والمهاترات البسيطة والذي يطغي عليها تعابير لا تليق بمن هم يحملون ثقلا فكريا وتجارب نضالية عظيمة ,وقد نجحوا في بعض الاحيان من استغلال اندفاعات وحماسة بعض رفاقنا إلى جرهم لمهاترات هم ضليعون بها و تمثلهم وتمثل الفكر الذي يحملونه وبذلك يجعلون من الصف العقائدي للاقلام وحتى الخطابات البعثية الرصينة ملونة وكما هم, وبذلك نفقد اهم خصالنا الثورية ,وان كان من يقول ان المرحلة تتطلب فانا أقول ان البعث ثري وثري جدا يارفاق الدرب لا نحتاج لهذه المخاطبات البسيطة , واني اتحدى اي حزب أو حركة في العراق على الاقل تملك مما نملكه من غنى الفكر والخبرات النضالية وهاهي ثورة المقاومة العراقية البطلة ترتقي فعلا مؤثرا في قضية التحرير ولا تحتاج إلى ان تلتفت إلى نباح وعواء العملاء ,فلنتفق ان ننقي اقلام المقاومين ولنصفي خطاباتنا ونجعلها نقية كثورتنا ولنحافظ على علمية العقيدة البعثية ولا نسمح بالصغار من العملاء و الاقلام المعوجة ان كانت عربية أو من داخل العراق الاسير باستفزز اقلامنا الشريفة المقاومة .

 

وان نساهم كلنا بالمحافظة على شبكاتنا العقائدية و التي تمثل المقاومة البطلة إلى الصورة النقية للالتزام العقائدي البعثي الرصين. وبالصدق أقول لا يستطيع من الذين يسمون انفسهم احزابا في العراق الاسير ان يستمروا في مناقشة وحوار فكري و سياسي واقتصادي معنا الا بان يلجاءو إلى الانفعالات والى الرخص في الحوار امام اي بعثي ,وهذا ليس من باب الغرور أو الاعتداد بحزبنا انما هذه الحقيقة ,فلماذا ايها الاعزاء نعطيهم ضعفا مجانا ونحن الاقوياء بالفكر و التجربة..اعتذر ان خدشت مشاعر من هم اخلص مني واكثر مني اقتدار .. والله من وراء القصد ... امين

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء / ٢٠ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٧ / أذار / ٢٠٠٩ م