نافذة / تداخلات في المفاهيم والقيم  ٤- الثورية والانفعالية

﴿ الجزء الثاني ﴾

 

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

ان الانظمة  الثورية الحقيقية صعدت من المواجهة مع الامبريالية ودخلت ساحة المواجهة وبدون مساندة دولية ومراهنة على قوة التأيد الجماهيري فقط , وهذا ما ادركته الامبريالية فاضافت الى إستراتيجيتها فقرة اسقاط الجدار الجماهير لهذه الثورات و بالرغم من ان ذلك سوف يجعل شعوبا تدفع ثمنا غاليا لثورية انظمتها وقد تصل معدلات الخسارات الجماهيرية لاعداد مأهولة ولنوعيات مأساوية مثل موت الالاف بل حتى الملاين من الضحايا البريئة وهي في كل الاحوال هذا سوف لايجعل الامبريالية تتراجع عن إستراتيجيتها وهي بالاساس لا يعني لها موت  الملايين من الضحايا البريئة شئ ,فالحرب التي شنتها الامبريالية و الرجعية في عام 1991لم يتيح لها من تغير نظام الحكم في العراق  و لكنها نجحت في تجويع الشعب العراقي وقتله ببطء و امام العالم الذي لا يتجراء على الاعتراض وقد كان من اسباب التي مكنت الامبريالية الامريكية وحلفائها من ازاحة النظام الوطني و الشرعي في العراق.ويكون بذلك النظام الوطني في عراق ما قبل الاحتلال قد دفع ثمنا غاليا هو خسارته لنظام الحكم وشهداء و تجربة كبيرة كل ذلك في سبيل الثبات في المواقف و التمسك بالثوريةسمة ملازمة للتجربة.


والان وبعد مرور حوالي ستة سنوات على الاحتلال وحركة الثورة العربية تقود المقاومة العراقية ضد المحتل وهو الذي بدء يعيد حساباته التي اعتمدها قبل شنه العدوان على العراق وهويريد الان وعن طريق الشرعية التي اكتسيها من خلال سكوت الحكومات الثورية التي في أطراف الرأسمالية المعولمة في النظام الإمبريالي ,و ظل شكل آخر من الثورة على جدول الأعمال. إلاَّ أن هدفه ظلَّ ملتبساً ومشوشاً هل هو تحرر وطني من الإمبريالية والإبقاء على الكثير، بل على الأساس من العلاقات الاجتماعية الخاصة بالحداثة الرأسمالية، أم أكثر من ذلك؟ وظلَّ التحدي نفسه اللحاقأو صناعة شيء آخر أكان ذلك متعلقاً بالثورات الجذرية في الصين وفيتنام وكوبا، أو غير الجذرية في مناطق أخرى من آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية.

 
من خلال الذي قلناه والمتعلق بحركة الثورة العربية وطليعتها حزب البعث العربي الاشتراكي وما احاط هذه الثورة من جملة المتغيرات الموضوعية والذاتية والتي تأثرت واثرت بهذه الثورة العملاقة فان حزب البعث تحمل الكثير من عواقب هذه المتغيرات عربيا ودوليا فقد خسر في عام 1963 ثورته الفتية وتعرض للانشاقاق وخسر ثورته العملاقة باحتلال بغيض في 2003 وقدم الرجال الرجال شهداء على مذبح الحرية الذي افترشته مبادئ و قيم الثورة العربية ..كل هذا ولم يحيد عن مسيرته الثورية التي جعلها رمح يدمي المحتل وبنصله المتمثل بالمقاومة البطلة الصامدة و المؤمنة... وامام كل هذه الصورة المنورة بثورية المسيرة ,ليس من المعقول تقفز من هذه المسيرة العملاقة اصوات واقلام ومواقف تخاطر بالاصالة الثورية لتجرها (لا سامح الله) الى مواقف انفعالية مدفوعة اما بنيات لتشويه خطوات المسيرة وتعطيها طابع بعيد تماما عن المنابع الاصيلة للثورة العربية والتي قدمت الكثير من الضحايا , اولحرف المسيرة العظيمة التي قادها و يقودها البعث الخالد في تحقيق الوحدة والحرية والاشتراكية والتي من اجلها انتمينا لحزب الامة الخالد..

 

ان مسيرة الثوري للبعث الان  من خلال المقاومة هي جزء من نهج الحزب أي بمعنى اوضح ان المقاومة نهج بعثي وهو ليس طارئا بحكم ظروف الاحتلال ,وبما اننا نعيش مرحلة ثورية من نمط جديد فبقدر ماهي ايجابية في الاندفاع والتوجه وايظا تتخللها مظاهر سلبية مثل الاندفاعات العاطفية والانتهازية والتي احد امراض الثورة.فهنالك فرق كبير بين المواقف الثورية و المواقف الفوضوية ,ولا يجوز ان نحسب التعاطي مع المواقف بانفعالية وفي بعض الاحيان استخدام التهكم و المهاترات واستخدام النعوت التي لا تخدم مسيرة الثورة هي مواقف ثورية ,ان هذا تشويه حقيقي و مؤذي للثورة,وهو بالضبط ما يتأمله اعداء الثورة ,فكما ان الجيش يفتح في ميادين المعارك غرفة عمليات تدرس كل التضاريس وتحركات العدو ووضع خطط استيعاب هجمات العدو والكيفية التي من خلالها استغلاله لقيام بالهجوم المعاكس مع البراعة في استخدام الاسلحة المتوفرة وكذلك اسلحة العدو ,وبنفس الكيفية لابد ان نتبع هذه الخطوات والسياقات في معاركنا و حربنا مع اعداء الثورة . واخيرا لابد للثوار من وضع المصافي المصنوعة من المبادئ لتصفية الاصوات المبحوحة الانتهازية التي قد تسئ للعمل الثوري وتشاغله بامور لا تخدم الثورة ابدا,واخيرا لابد ان تكون لنا كل الاستعداد لسماع الالحان و الاصوات الناشزة وان لا تكون ردود الافعال مبنيةعلى الاندفاعات الغير مدروسة وان الثورة لا تعني باي شكل من الاشكال مقاطعة حتى الذين نسجل عليهم مواقف لا نقبل بها او لانرتضي وادعم رأي هذا بتحالفات المتحققة في ثورة 17تموز و التصحيحات التي جرت في 30تموز عام 1968 .. 

 

ارجو ان يفهم الثوار ان مراجعة المواقف في بعض الاحيان لخدمة الثورة لا يعني ابدا انها الميكافيلية وهذا بحد ذاته يشكل موضعا يحتاج لطرحه صفحات شفافة و تقراء بقلوب بيضاء و عقول واعية لطبيعة المرحلة وتمتلك ثقافة ودراية بالعقيدة البعثية الحقيقية و ايظا تنظر ببصيرة  الثوار الشجعان الذين يلتزمون بتحقيق الثورة العربية الشاملة .ومن رب العالمين التوفيق لثورة البعث الحقيقة ... امين

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

السبت / ١٧ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٤ / أذار / ٢٠٠٩ م