تأملات / الشكر لشعب العراق ولرمزوه الوطنية

﴿  الجزء الخامس ﴾

 

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

ونعود كيف فكرت الصهيونية والامبريالية في ستراتيجيتهم في العراق والتي المرحلة الاولى منها تتضمن في احتلال العراق وبعد اقامة نظام حكم تابع لهم و عبر عملية سياسية مصطنعة و مفبركة ( تجمع لتنوع وخليط من التجارب ) وكالتي التي يمارسها اعوانهم الان في العراق المحتل لاعطاء الشرعية لها , وثم تنتقل للجزء الثاني من ستراتيجيتهم في اقامة القواعد الثابتة وبعد انسحابهم من المواجهات اليومية وتتجنب ضربات المقاومة البطلةو لتكون مستعدة لدعم الحكومات الموالية لها حالما تطلب هي منها و وفق اتفاقية امنية صورية و كالتي وقعت قبل اشهر مع العراق المحتل,وستخرج القوات امريكية من جحورها وفي حالة يتهدد النظام السياسي الذي نصبته الولايات المتحدة للخطر لحماية النظام الذي صنعته هي وتحت بند من بنود اتفاقية الذل, و كذلك ان إنشاء القواعد في العراق سوف تكون هذه القواعد مفيدة في مجابهة إيران. وكما ان إيران أعظم مساند للإرهاب من العراق.. فلطالما دعم الإيرانيون حزب الله في لبنان و المليشيات في العراق وهم بالتأكيد يشجعون حماس في صراعهم مع الكيان الصهيوني. والأكثر من ذلك أن لهم روابط وثيقة مع تنظيم القاعدة وهنالك قوات للقاعدة وطالبان في إيران.. كما أن إيران تمتلك برنامج تطوير أسلحة نووية وتوسع أيضا من أسلحتها الكيماوية والصواريخ بعيدة المدى. ومنذ التغير الايراني في عام 1979 أصبحت إيران معادية جدا لأمريكا في بعض الاحيان وفقا للنظرية اللاهوتية التي تلقي باللوم على أمريكا للعديد من ويلاتها. وتلتقي معها في كل المواضيع التي تخص محاصرة المد الثوري العربي ,كانت إيران واحدة من العناصر الثلاثة لمحور الشر وهي: العراق، إيران وكوريا الشمالية كما سماهم المجرم بوش في خطابه في كانون الثاني 2002. إن جميع الأسباب التي توفرت لإدارة بوش لكي يهاجم العراق تنطبق بشكل أعظم على إيران. إذا كانت إيران هي الدولة الثانية التي ستتم مواجهتها فلابد اذا من القواعد في العراق.. فجميع القواعد الأخرى في المنطقة، ووسط اسيا، وأفغانستان أو حتى التي في الخليج لا تكفي لمجابهة إيران. وهذا لايعني ان ايران هو الهدف الأمريكي و لكن ايران ستكون احد هذه الاهداف في لحظات افتراقها عن التوجهات الصهيونية الامريكية..وهذا الافتراق او الاقتراب الأمريكي الايراني لا تحدده الحملات الاعلامية بل ان بعض الاحيان ان الحملات الاعلامية تستخدم كجزء من حملة تضليلية للتمويه عن الاهداف الحقيقية وصرف النظر عن مناطق الصراعات . 

 

فضروف اقامة القواعد لامريكية في الخليج من اجل السيطرة على الخليج العربي وحماية مصالح امريكا قد تبدلت  الان  وخاصة بعد مرحلة تفكك الاتحاد السوفيتي وتغير نوع العدو لامريكا ,اصبحت الحاجة لاعادة رص الطابوق وترميم القديم منه في سياج الدفاع الامريكي وتحويل بعض المناطق منه لمنصات لاطلاق امريكي في حالة الحاجة للهجوم, اصبح ضرورة لابد للامريكان ان يتعاملوا معها, و كان العراق هو المرشح لا ان يكون منصة الانطلاق الامريكي للتدخل السريع سواء في ايران او أي دولة تستدعي الضرورة لمهاجمتها..

 

اذن هذه هي الصورة المطلوبة للقاعدة العسكرية و الثقافية و الاعلامية للامبريالية الامريكية و الصهيونية العالمية وقد تم اختيار العراق لاجتماع كل الخواص التي حددتها امريكا لقواعدها العصرية..وبعد كل الذي قلناه ووصفناه للاستراتيجية الامريكية الصهيونية الجديدة  .انا اقول لو قدر ( من باب الفرض)ان امريكا استحوذت على العراق وبكل ما خططت له فماذا سيكون مصير المنطقة؟ والعالم ايظا .وهذا ما سأتركه من الاستنتاج للقارئ الكريم بعد الوصف الموجز لحقيقة التفكير الاستعماري وموقع العراق المعنوي والاقتصادي و السياسي بعد ثورة 17-30 تموز الجبارة , الثورة التي قلبت الموازين في المنطقة وفاجئت الامبريالية والتي تخلت عن اقرب عميل لها وهو شاه ايران عندما صافح يد ثوار تموز ومن خلال حنكة ثوارها ,فتخلت عنه عندما تحول من خندق يحارب ثورتنا الى خندق الصديق,فلابد من بديل يحارب ثورة تموز ومن خلال خيوط تؤذي الثورة و تشاغلها بالنيابة عن الامبريالية والصهيونية ,فكان نظام طائفي ورجعي وبحركة دراماتيكية هوليودية صعد الملالي على رأس الحكم في ايران, و بدايتها حرب دامت 8سنوات وهم مستمرون بالتامر على العراق و العرب.

 

الا يستحق شعب العراق وطليعته البطلة المقاومة العراقية الشكر و كل الشكر على اعاقة هذا المشروع الامبريالي الصهيوني في احكام السيطرة على المنطقة و من ثم العالم اذا ما سيطرة و حولت العراق الى قاعدة متقدمة ورصينة لها ,فكل السياقات العسكرية تعطي للعراق قوة في المنطقة لا ينافسه أي منطقة اخرى والموقع الجغرافي للعراق الواقع على رأس الخليج يتيح له فرض سيطرة محكمة على الخليج,الا يستحق شعب العراق وطليعته المقاومة العراقية من افشال هذا المخطط المخيف للعرب و لدول المنطقة الاخرى ...و اما الشكر الاكبر فهو للقرابين العراقية المقدسة التي قدمها شعب العراق الكريم والذي كانت اولى قرابينه على مذبح حرية العراق و العرب وامتنا العربية والاسلامية بل العالم .لايمكن ان يكتفى بالشكر للشهداء لانهم رموز العراق الاعزاء و يتقدمهم الشهيد البطل الرفيق صدام حسين والشهيد البطل طه الجزراوي والشهيد البطل عبد الغني عبد الغفور وكل الشهداء من رفاق البعث العظيم و العراقين والعرب الشرفاء..لتقف كل الهامات العراقية و العربية كنخيل العراق الشامخة تحية اجلال وتقدير لشهدائنا ورموزنا الذي ضحوا بدمائهم ليبقى العراق و الامة العربية و العالم قويا بوجه الصهيونية والامبريالية وسدا منيعا لزحفهم الاسودوايقافه ولتبقىذكرى استشهاد رموزنا فرحا عالميا واستذكار للشهادة في سبيل المبادئ والقيم وحرية الانسان.من الرب العون والرحمة ... امين                                      

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء / ١٤ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١١ / أذار / ٢٠٠٩ م