تأملات / الشكر لشعب العراق ولرمزوه الوطنية

﴿ الجزء الرابع ﴾

 

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

اذن نستخلص من كل الذي قلناه بان الولاياة المتحدة الدولة الامبريالية الاولى كانت من ضمن إستراتيجيتها في العراق هو تحويل العراق الى قاعدة امريكية متقدمة (اولا) للدفاع عن مصالحها في المنطقة و(ثانيا) قاعدة للانطلاق في الهجوم على أعدائها أي جعل العراق رأس الرمح لقتال الولاياة المتحدة ضد أعدائها سواء التقليدين منهم او الجدد وفي نفس الوقت يكون العراق متلقي للصدمات او الضربات التي يوجهها اعداء الولاياة المتحدة لها,وهاذين الشكلين للقاعدة الامريكية متوفرة في العراق اكثر من غيره في المنطقة وللأسباب التالية:


1-    الكثافة السكانية في العراق  تجعله يتفوق عن القواعد الامريكية في دول الخليج لان العراق يملك كثافة سكانية عالية وهذا مهم جدا في منح الأمريكان مرونة وقوة إضافية وثقلا في الموازنات الإقليمية.


2-    الموقع الجغرافي للعراق ,وحيث ان العراق يقع على رأس الخليج العربي ويجاور مصدر مشاكل التاريخي للعرب ايران الملالي,وكذلك يربط موقع العراق بين الشرق الأوسط,والغرب ويعتبر شريان رابط للموصلات بين دول الخليج العربي و أوروبا.


3-    ان في العراق ثروات تؤهله ان يكون حليفا قويا للولاياة المتحدة( فالاحتياطي المثبت من النفط ولغاية 2003 هو 112,5بليون برميل (منها حوالي 75 بليون برميل لم يجر تطويرها احتياطات متوقعة ومحتملة تصل الى حد 220 بليون برميل )...وان الاحتياطي من الغاز الغاز الطبيعي ( و لغاية1/1/2003)هي 109.8 تريليون قدم مكعب.و ماعدا المعادن الاخرى كالكبريت و الفوسفات والزئبقي و التيتانيوم ومعادن اخرى..هذا كله يعطي ترجيحا اقوى للعراق في اقامة  القواعد على اراضيه.


4-    ان القدرة الانتاجية للنفط في العراق يمكن زيادتها فالحسابات الامريكية تشير الى ان الولاياة المتحدة تخطط لزيادة الطاقة الانتاجية للنفط في العراق من مليون ومئتان الف برميل الى ستة ومن ثم الى عشرة ملايين برميل في خلال العشرة سنوات القادمة من بعد الاحتلال, وهذا سلاح اقتصادي قوي ومن ثم سيكون سلاح سياسي (لا سامح الله) بيد الأمريكان في لعبتهم في المنطقة او حتى في العالم لما لانتاج النفط من تأثيرات عالميةفي الاقتصاد و السياسة معا.


5- ان القواعد الامريكية سواء في الدول العربية او الاجنبية في منطقة الشرق الأوسط تكمل الواحدة الاخرى في امتيازاتها. ولغرض توضيح ذلك نقول:


(اولا)القواعد الامريكيةفي اسيا الوسطى وتتركز بالاساس بالقاعدتين الجويتين في قيرغيزستان وتقع شمال العاصمة بشكيك ويتواجد فيها 1000 جندي,القاعدة الثانية هي قاعدة خان باد الجوية في اوزبكستان ويتواجد فيها 800جندي امريكي ولديها العديد من الاتفاقيات مع هذه البلدان من اجل السماح للطائرات العسكرية الامريكية بالتحليق والتزود بالوقود . ولكن هذه القواعد غير مضمونة من خلال الرفض الروسي والصيني ومقاومة أي تمددامريكيا في منطقة النفوذ الروسية التقليدية و التعرض لامنهما . واذا كان من سبب للسكوت الروسي و الصيني للتمدد الامريكي في البداية فانه كان يخدم مصالحهما في مواجهة العنف و الحركات الانفصالية على اراضيها و دول الجوار لها وبتمويلهما من القاعدة وطالبان ولذلك فان الحملة الامريكية قد تحقق الفائدة لهما ..ولكنهما اليوم يشعران بالخطر أن استغلال الولايات المتحدة للتحولات الكبيرة التي شهدتها النظم السياسية في الجمهوريات السوفيتية السابق لتدعيم علاقتها بها وتواجدها العسكري على اراضيها، ادى إلى تاكل النفوذ الروسي في اسيا الوسطى، وتزايد مخاوفها من خطر التغلغل الأمريكي بالمنطقة، مما دفعها الى السعي لكسب ود هذه الجمهوريات والعمل على تدعيم روابطها معها.و بذلك اصبح التواجد الامريكي في هذه المنطقة قلق وغير مضمونا...


(ثانيا)بالنسبة للتواجد الأميركي في ألمانيا وفي اليابان وايضافي كوريا الجنوبية هذا التواجد تم تقليصه لمصلحة توسيع هذا الوجود في منطقة الخليج العربي.


(ثالثا) وأن التواجد الامريكي في أي دولة عربية يصبح جزء من الاستقطابات العربية في المنطقة, يعني إن دولة عربية تستخدمه لترويع دولة عربية أخرى او ابتزازها او هز العصا في وجهها أو تجاوز الخطوط الحمراء تحت هذه الحماية وان هذا ظهر عندما نشب خلاف سعودي قطري, هذه هي المشكلة والتي تجعل الولاياة المتحدة تفكر في عدم تحويل تواجدها العسكري الى نوع من الاستخدام العربي لها بدلا من استخدام امريكا لتواجدها لحماية مصالحها وهذا جعل الولاياة المتحدة امام تحقيق توازن بين هذين التوجهين والغرضين, ويتطلب هذا جهدا امريكيا استثنائيا هي في غنى منه امام  الكم الهائل من مشاكلها في المنطقة, نحن أمام إستراتيجية عسكرية أميركية يجب أن تحقق تواجدا امريكيا في الشرق الأوسط ولفترة طويلة وربما يكون للعراق وضع خاص, هذا الوضع سادت فيه ظروف معينة ,وبدءت هذه الظروف تتبلور بالتأثير و التأثر منذ استلام حزب البعث للحكم في العراق ,والامبريالية العالمية وفي مقدمتها الامريكية والحركة الصهيونية العالمية تدرك مدى الخطورة التي اصبحت فيها مصالحها بالخصوص في الشرق الأوسط وليس بمعنى ان يتشكل العراق لمهاجمة المصالح الامريكية في المنطقة بل المقصود ان اهداف الحزب في الوحدة و الحرية و الاشتراكية هي اهداف قومية مشروعة تهدف لتحقيق رسالته الخالدة وبشعاره (امة عربية واحدة   ذات رسالة خالدة)وبالتاكيد سيصطدم المشروع البعثي بالاستراتيجية  الامريكية في الهيمنة و استغلال الامة وفرقتها ,وهي على دراية كاملة  بتوجهات حزب البعث الوطنية والقومية وتحويل العراق لنموذج الدولة العربية المستقبلية من خلال الرؤية العقائدية للبعث, وان تجربة الحزب ظلت صامدة وخلال اكثر من35سنة  ولم تؤثر عليها المؤمرات في تغير النهج البعثي.الامر الذي جعلها تنفذ برنامج لاحتواء الثورة ومن خلال عملائها وو كلائها في المنطقة بشكل خاص.وان الذي حصل في 2003من غزو للعراق واحتلاله لم يكن الانتيجة لجهود امريكية صهيونية ووكلائهما في المنطقة لازاحة النظام الوطني في العراق وايقاف المد الثوري لحركة الثورة العربية الذي انطلق من تجربته في القطر العراقي ,وعندما فشلت كل المحاولات العسكرية والسياسية لاحتواء الثورة في العراق نزلت الامبريالية و الصهيونية و بكل ثقلها المادي والمعنوي أي العسكري و الاعلامي من خلال الحرب على العراق في عام 1991ومن ثم في 2003والاقتصادي الذي تجلى في الحصار الشامل الذي بدء في مراحله الاولى اثناء الحرب العراقية الايرانية ومنها الغاء امريكا للقروض الممنوحة للعراق التي كانت ستساهم في بناء الاقتصاد العراقي وهو خارج من حرب انهكت الاقتصاد وفي نفس الوقت قيام بعض الدول الخليجية باغراق السوق النفطية والذي ادى الى خفض اسعار النفط, ومن ثم فرض الحصار عليه في عام 1990.وكذلك تسخير الماكنة الاعلامية الجبارة والتي تسيطر عليها و بشكل مطلق تقريبا لتشويه الحقائق عن العراق واطلاق الاكاذيب بشأن امتلاك العراق لاسلحة الدمار الشاملة وكذلك حول وجود علاقة بين النظام الوطني في العراق و بين تنظيم القاعدة!


وبذلك اصبح من المهم ان يتحول العراق الغني في كل الموارد الى قاعدة لشيوعة المفاهيم والتجارب الغربية  في المنطقة وحتى في اسيا الوسطى, و خاصة ان العراق كان وعلى مدى 35سنة قاعدة ووطن للثورية الحقيقةفي العالم ,وتحويله الى قاعدة امريكية يعني الكثير و من هذا الكثير سيكون كانما كسر شوكة الحركات او الدول التقدمية المعادية لامريكا و الصهيونية وجعلهم يشعرون بخيبة امل في اندفاعات الشعوب فحينما كان الشعب العراقي الصامد بوجه حصار الاشرار واذا هو بعد الاحتلال يستقيل الأمريكان بالورود و كما وعدهم عملائهم البائسين وهنا تظهر غباوة الأمريكان :


اولا  في جهلهم لتاريخ العراق ونزوعه لمقاومة المحتلين وطردهم من العراق وهذا ما قاله سيد الشهداء صدام حسين لمجرم الحرب رامسفيلد  عندما زاره هذا الاخير و القائد الشهيد كان في الاسر(الشعب العراقي شعب عنيد ولا يخاف الموت... والمقاومة أقوى مما تتصورون ولذلك أبشركم بالمزيد..).


وثانيا لتصديقهم لعملائهم الخائبين والذين صورو لهم ان الشعب العراقي سيستقبلهم بالورود ,ولكن شعبنا انتفض بوجههم من أول لحظات تدنيسهم ارض العراق. والحقيقة ان مقاومة العراقين البطلة استقبلتهم بالرصاص وحولت العراق الان لمقبرةالغزاة و كما يذكر التاريخ بالغزاة لارض الرافدين في التاريخ..

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء / ١٣ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٠ / أذار / ٢٠٠٩ م