تأملات / تداخلات في المفاهيم والقيم

﴿ الجزء الثالث ﴾

 

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

1-  ديمقراطية الديكتاتورية ام ديكتاتورية الديمقراطية


ان كل الحقائق في البناء الديمقراطي  لاي مجتمع تظهر من وضع المقدمات الصحيحة لاي نظام سياسي ديمقراطي والمتمثلة في تحقيق الخطوة الاولى و المتمثلة بالتوعية والتثقيف و ثم تشكيل التكوينات والتركيبات الديمقراطية في مؤسسة الدولة و المجتمع وبتناغم وتفاعل في الصيرورة الواحدة,وان تتبلور هذه الصيرورات لتكون المؤهلة لاحتضان تفاعلات العملية الديمقراطية و ما سينتج عنهاو انتهاءا من الشروط الاساسية لنجاحه واستمرارية المسيرة الديمقراطية..

 

فمن معرفة وتحليل هذه المقدمات يمكن الحكم على ان النظام يسير في الاتجاه الصحيح اوالاتجاه الخاطئ.وعليه يكون البناء الفلسفي الذي يسبق التحقق في صياغة شكل البناء السياسي الديمقراطي ,واعطاء المواطن حرية المشاركة في البناء و من ثم المساهمة الاختيارية في مسيرة العملية السياسية وكذلك في تحديد المسارات الديمقراطية وايظا المساهمة وبحرية في تحديد نوعية و شكل المخرجات عن العملية الديمقراطية سواء من حيث شكل وتركيبة الحكومة او في تحديد مسارارتها في انتاجات التمثيل الشعبي السليم والمتمثل في المجالس الوطنية او النيابية , وكذلك التوزع الاختياري بين المولاة او المعارضة لبرامج وسياسات الحكومات,ان هذه الخيارات في المساهمة في تحديد نوع وشكل الديمقراطيات وبدون التد خل في التأثير على قناعات الفردية او القناعات الجماعية في هذه التحديدات, هي الديمقراطية الحقيقية وليس بمقدار لبس عباءات الاخرين والاصطباغ بالالوانهم في رسم حياة مجتمعاتهم .

 

ان في الغرب وفي امريكا بالاخص الكثير من التأثيرات على قناعة الناخب ,ومنها ما يتعلق بالمغريات المادية ومنها ما يتعلق بدور اللوبيات في التأثير باساليب ترغيبية او اساليب ارهابية وكذلك هنالك دور بارزلاجهزة الاعلام المرئية والمقرئية و المسموعة,والخطر ان هذه الاجهزة ان اغلبيتها  مسخرة بل ومسيرة لمصلحة اللوبيات سواء تلك المتنفذة في النشاطات العقارية او في البنوك او في الصناعات العسكرية او أي لوبي تشكله الطبقة الارستقراطية في تلك المجتمعات,وهي بذلك تتدخل في قناعة الناخب ففي سبيل المثال يمكن ملاحظة دور هذه الاجهزة في خلق القناعات الجماهيرية وباتجاه مصلحة هذه المجموعة المتنفذة (اللوبيات).فمثلا في امريكا قامت المجاميع التي تسيطر على مفاتيح الاقتصاد الامريكي وفي مقدمتها اللوبي الصهيوني ومنذ قيام ثورة 17-30 تموز وقراءتها لاهدافها المعبرة عن ايدلوجية عربية اشتراكية وثورية باتخاذ المواقف المتشنجة ومن ثم لتطورها الى المعادية للثورة وخاصة في المواقف القومية والثورية التي اتخذتها الثورة وكانت تتخللها مواقف للمهادنة كانت الامبريالية الامريكية تتأمل في الحد من ثورية النظام الوطني القومي الذي ولدته هذه الثورة البعثية ,ولكن بعدما فشلت هذه الامبريالية في الاحاطة بثورة البعث لجئت الى الاعلام المبرمج لتشويه صورة الثورة وباختلاق  الاكاذيب وصعدت من هذه تضليلها للشعوب بحق الثورة بعد فشل عملائها في ايران في التصدي للثورة في عدوانهم في عام 1980,والامر الذي حتم نزولها في المواجهة العسكرية بنفسها وهذا ما لاحظناه في ام المعارك الخالدة في 1991وفشلت امريكا وحلفائها في احتواء ثورتنا مرة اخرى وبدءت حملة تضليل كبرى ساهمت فيها كل القوى الصهيونية والصمت العربي الرجعي .وحيث نجحت في خلق رأي عام امريكي من خلال الاعلام المضلل بان العراق ونظامه يشكلان خطرا على امريكا والعالم وبكذبة امتلاك العراق لاسلحة الدمار الشامل وعلاقته بتنظيم القاعدة وبعد غزو العراق في عام 2003 وبدت الحقائق تظهر بكذب المسؤولين الامريكين وتتابع المسؤولين والمنفذين للغزوبتصريحاتهم بانهم انخدعوا بمعلومات كاذبة وفي حين الان يبحثون عن مخرج فاختلقوا كذبة الديمقراطية والديكتاتورية, أن هذه الخدع للرأي العام الأمريكي والعالمي بأن هجومها على العراق هو (عملية من أجل الحرية)!! ومن أجل هذه (الديمقراطية ورفاهية شعب العراق) وصدقها الامريكيون وبعض الغريبيون وصمت بعض العرب كما تصمت الحرباء،والخطير في الامرفي تكرار هذا السيناريووقد تلجأ غداً لارتكاب جرائم أكبر للخروج من الطريق المسدود الذي دفعته إليه عقليتها المغامرة المهووسة في العراق او في أي مأزق دولي وتحت يافطات الديمقراطية والديكتاتورية. أن يقال أن هذه الحملة تشن ضمن إطار الحرب النفسية التي تتولاها وكالات الاستخبارات الأمريكية ، وهي حرب على درجة كبيرة من الأهمية لامن واقتصاد  الولايات المتحدة الأمريكية وقد أصبحت في الآن عينه ضرورية عامة في الحروب الحديثة، وغالباً ما تكون أكثر أهمية من النزاع العسكري نفسه.

 

والى جانب ذلك المئات من الأقنية التلفزيونية والمحطات الإذاعية والصحف العالمية، وآلاف من حملة الأقلام المسخرين للترويج لكل عمل امبريالي وصهيوني وتصويره بانه لمصلحة الشعوب ومن ابسط واكثرها شيوعا هي (اقامة اليمقراطية), وبغض النظر عن القناع الذي يضعه كل منهم ,وبغض النظر عما ما اعلنوه عن انفسهم من عدائهم للامبريالية او صداقتهم لها اوكونهم مع الحرب على العراق او ضدها ,ولكن الذي يقراء من الواقع العراقي بعد الاحتلال هو ان الشعب العراقي قد خسر الكثير من المنجزات التي حققتها له ثورة البعث وفي مقدمتها الامن و الاستقراروالبناء الحظاري و الاقتصادي و العلمي والنفسي ووحدة الشعب العراقي، وهم يساهمون  بشكلٍ إراديٍ أو لا إرادي بالمشاركة في دعم الحرب النفسية التي تمارسها الإمبريالية الأمريكية ضد العراق ومقاومته البطلة الان فلاجل الفرز في المواقف بين الاقلام التي تروج للمحتل الاجنبي وتلك التي حبرها عربي خالص ونصلها حاد في المواجهة مع الطامعين بالامة وارضها سواء كان هذا الطامع في ارض فلسطين او في العراق او في الجزر العربية الثلاث او في البحرين او في  الاحوازاوفي جزيرة ام الرصاص العراقية وليفهم من يريد ان يفهم ان تجراء الصفويين واحتلوها فان مقولة هيروقليط لا تصح هنا فسيعيد رفاق الشهيد صدام التاريخ ولكن هذه المرة بمرارة لا يلحق العدو ان يقول ان هزيمته اشد من السم وهاهي المقاومة العراقية تضرب سيد الصفويين وتوجعه فحذاري من ان يكرر الحمقى فعلتهم . .


 فاية مفاهيم هذه التي يتكلمون او يكتبون عنها ,هل اصبحت الديمقراطية عملية فرض وبالاكراه ام هي عملية استخراجية من عقلية الفرد او المجتمع ومن حاجتهما وليس ترفا يورد من خارج البيئة والواقع الذي يعيشه الانسان او المجتمع ؟ وهل ان الديكتاتورية اصبحت الكفر بالقتلة والمجرمين واللصوص ,وان عدم السماح بالعبث بالامن هو ديكتاتورية!وان ملاحقة الذين يسرقون البنوك وقوت الشعب هي الديكتاتورية!وان ملاحقة العملاء والقتلة الذين يضعون المتفجرات في المرابي وبين الاماكن العامة هي الديكتاتورية!وان عدم السماح للعملاء والقتلة بالدخول في المجلس الوطني هي ديكتاتورية!وان الدفاع عن العراق وامة العرب هي الديكتاتورية!.وان استباحت الوطن واحتلاله من الاجانب هي الديمقراطية!وان قتل الشعب وبالخطاء كما يدعمون هي الديمقراطية!وان اقتتال الاخوة وذبح الواحد للاخر وعلى الهوية هي الديمقراطية!وان سرقت ثروات البلد ومنح الارض و النفط والمطالبة بتعويضه بمئات المليارات الدولارات عن عدوانه على العراق ولهذالجار القاتل لشعبنا ومن قبل من كان يعيش في جحوره العفنة لم يرى شمس العراق الحر ولا يريدها ان تشرق ابدا(خسئوا ) ستشرق و تحرقهم وهي الديمقراطية!ان اقامة مؤسسات (حكومة ,مجلس نواب,وزارات,وكل المؤسسات القضائية) على مبداء المحاصصة الطائفية وليس على مبداء الوطنية فهي هذه الديمقراطية!وتذلل اعلى منصب في العراق المحتل الى مجرم وقاتل للعراقين رافسنجاني والذي يتذلل لهذا المجرم ويستخف بارواح شهداء العراقين في القادسية الثانية المجيدة وبذلك يعطي هذا المنصب اشارة لاتفه الشخصيات في حكومة المحتل بوجوب ان ينتفض ويرفض ان يمثله هذه الشخصية المهزوزة التافه ان كان يملك قليل من الغيرة العراقية ام الذي يسكت على هذا ما يسمونه رئيسا فهو الذليل والقبول بهذه المهانة .اهذه هي الديمقراطية؟!


 اهكذا هو فعل القوة في التلاعب بالمفاهيم وتغيرها بالشكل الذي يناسبها ويريحيها؟فان كان منطق الضعفاء بان الذي حدث من جرائم وفضائع بحق العراقين بعد الاحتلال والمستقبل ينباء بوضع عراقي مؤذي ان بقت هذه الديمقراطية المشوهة وهم يحسبونها قرابين لديمقراطيتهم المسخة ,فالسؤال الذي يستحق الاجابة  ما هي الاسس و الحقائق التي تثبت ان على العراقين ان يسلكوا هذه الطرق المعوجة والغبية لكي يصلوا لديمقراطيتهم الا يوجدفي التاريخ العربي الاسلامي نماذج للحكم الديمقراطي ,وبتكيف الضرفين الزماني و المكاني ومرحلة التطور الحضاري يمكن لمفكري العرب ان يستخرجوا الديمقراطية التي تلائم واقعنا العربي وهذا ما قام به البعث العظيم في طرحه للديمقراطية الشعبية وبمنظور عربي وواقعي,واما  من لايؤمن بامته و بتراثها و بحضارة العرب التي امتدت لقرون طويلة وغطت بنور علمها دولا كثيرة, صعب وصعب ان يفهم هذه الحقائق, فمن لا يؤمن بالله سبحانه و تعالى خالقا للحياة لا يستطيع ان يفهم حقائق الكون ومن لا يحب صعب عليه ان يفهم رب السماء و الارض لانه هو المحبة وكل المحبة ... امين

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الاربعاء / ٠٧ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٤ / أذار / ٢٠٠٩ م