تأملات / الشكر لشعب العراق ولرمزوه الوطنية

﴿ الجزء الثالث ﴾

 

 

شبكة المنصور

سميرالجزراوي

ان الامبريالية الامريكية وتوابعها من دول تبحث لنفسها اما على ما يمن عليهم الامريكيون من فضلات سرقة ثروات العراق واخرون كانوا يبحثون على دور ولو ثانوي في الساحة الدولية وهم ضائعون بين الدول الكبرى ,والطامعون في احتلال العراق كانوا يمنون انفسهم بسلب و نهب النفط العراقي والذي يشكل ثاني اكبر احتياطي في العالم.

 

وكانوا هولاء الاوغاد يعتقدون ان الطريق ممهدة أمامهم تماما لتحقيق هذا الهدف من دون جهود أو تكاليف تستحقّ الذكر، ومنهم من له معرفة بالعراقين, بطباع وسلوك والايمان بالحريةعند العراقين,  ولازالت نشوة ثورة العشرين وثورة 14 تموزضد المحتل الانكليزي تسري في عروق العراقين الشرفاء فكيف تتناسى الامبراطورية العجوزة هذه الحقائق ولا تنصح الامريكان بما كان وما ذاقه الانكليز من مقاومة العراقين الا اذا كانوا يفكرون ويخططون لالحاق الهزيمة بالامريكان واضعافهم لكي تكبر فرصتهم في حلم عودتهم لقيادة الغرب ,وباحتلال العراق هم اكتفوا فقط في تواجدهم في البصرة فقط.وكانوا يحلم المحتلون من غير الامريكيون  بجزء من الثروة العراقية وهي املهم  بحصولهم على هذه الغنيمة وعلى العراق كلّه وبهذا سوف يضمنون رفاههم وتفوقهم وسيطرتهم على الأوضاع الدولية على الاقل للعشرة التالية من السنين القادمة ، فشركاتهم النفطية سوف تبقى في موقع الإمبراطور العالمي، وبلادهم سوف تبقى في موقع الصدارة العالمية بسبب ثروة العراق ,وانا متأكد من انهم لم يتخيلوا ان المقاومة العراقية ستكون بهذه الشراسة والقوة في توجيه الضربات المؤلمة ضد قواتهم وبدليل ان الاحمق بوش اعلن وبعد حوالي شهر من الاحتلال انهاء العمليات العسكرية والتي هي مستمرة لغايةالان .وعلى مقولة العراقي (عفى عليك يا امريكان هيجي واحد يقودكم,اهوج وفوضوي و متسرع ...اي والله عفاكم يا امريكان),

 

فمثلا ان الحكومة الامريكية في ظل المجرم بوش كانت قد اعدت العدة وقبل غزو العراق لرفع معدلات انتاج النفط العراقي الى ثلاثة مليون برميل في العام الاول من احتلال العراق ,وثم رفعه وخلال العشر السنوات الاولى من احتلال العراق ليصل لمعدل ثمانية ملايين برميل وحيث ان العراق لديه كل الامكانية للوصول لهذه المعدلات الكبيرة وهو كان قادر ان يصلها في زمن الحكم الوطني وقبل الاحتلال ولكن المؤامرة الدولية في فرض الحصار على العراق منع العراق من تطوير و تأهيل الحقول النفطية العراقية وبرغم من ذلك فقد خطت هيئة التصنيع العسكري في حينها خطوات كبيرة بهذا الاتجاه وخاصة في تصنيع المصافي النفطية وبالرغم من الحصار ولكن هذه المشاريع طالتها يد الخراب الاتية من الارض الصفراء لتخربها وتدمرها وكما هي حال المشاريع الاخرى في العراق.

 

وفي نفس الوقت خطط المحتل بان  يعملوا على ستراتيجية نفطية ثلاثية في العراق وهي اولا تطوير حقول النفط العراقية المنتجة,ثانيا تأهيل الحقول الغير المنتجة,وتشغيل حقول جديدة و بمعدلات عالية واعداد اكثر بحيث يجهزون مخزون نفطي بسعة لا تقل عن اربعة مليارات,وسوف يعود عليهم بعائد يكفل لهم تنفيذ ستراتيجيتهم للسيطرة على المنطقة وخاصة التي هي محصورة ما بين بحر قزوين والمحيط الاطلسي.

 

غير ان مشاريعهم وخططهم في استغلال ثروات العراق انهارت منذ البداية بفضل المقاومة العراقية التي اخذت من جهد المحتل الكثير من طاقاته وجهده بحيث انه مع تصاعد ضربات المقاومة العراقية للمحتلين وتحملهم الخسارات المادية والبشرية جعلتهم يعيدون حساباتهم ووفق المعطيات الجديدة والمتمثلة بازدياد ذراع المقاومة العراقية العسكري و المعنوي،ففي المجال العسكري والمتمثل في رص صفوف المقاومة وازدياد الفصائل التي تنضوي تحت القيادة العليا للجهاد والتحرير  و ثم تطور في نوعية العمليات البطولية ضد المحتل, ومعنويا في نشر ثقافة المقاومة ومن خلال تشجع الكثير من العشائر العراقية على الوقوف علنا بوجه المحتل ومعارضة كل عمل يؤذي العراق ووحدته ناهيك عن رأي ما يسمى بالحكومة وما توحد الموقف العشائري الاخير في استهجان و رفض استقبال المجرم رافسنجاني وقبله في التصدي للدور الايراني الخبيث في العراق وكذلك افشال مشاريع عملائها في انشاء ما يسمى باقاليم في الجنوب الا هو موقف مقاوم ضد العملاء  في وهو بالاصل نابع عن وطنية هذه العشائر وتأثير الحث المقاوم والشجاع للمقاومة العراقية ليجدالمحتل وبعد ستة سنوات نفسه في وضع كارثي حقاً ومأزق لا يستطيع فيه الا ان يرى في الخطيئة الكبرى التي فعلها في العراق ووقوعه في ازمة مادية خطيرة ضربت في ظلالها على العالم كله، حيث نفقات الحرب كانت سبباً رئيسياً في هذه الأزمة الخطيرة، الماليةو الاقتصادية، التي تعصف اليوم بالولايات المتحدة خاصة وبالعالم عامة ,والتي لم يتوقعها ان تكون وبهذا الشكل الدراماتيكي و المؤذي لامريكا والعالم وفي نفس الوقت لم تصغي امريكا بقيادة المجرم بوش لنداءات العقل وبعض النصائح من الدول الغربية من خطورة غزو العراق,ولم تقف خسائر الولاياة المتحدة الامريكية لهذا لحد الخسائر المالية العسكرية الهائلة حيث تشير التقديرات الاولية الى انها قد وصلت الى 5000مليار دولار,وتدهورا كبيرا في الوضع الاقتصادي الامريكي وازدياد معدل البطالة وحيث تشير اخر الاحصائيات الى ان اكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون امريكي فقدوا وظائفهم فقط في خلال عام 2008 فقط وان الاحصائيات الاولية تشير الى ان اكثر من 600000الف امريكي فقدوا وظائفهم خلال شهر كانون الثاني من عام 2009.

 

وكل المراقبين المعنين بحركة الاقتصاد الامريكي يؤكدون ان المستقبل سيشهد تزايدا اكبر في معدلات البطالة,وانه يمكن ان يحكم على الاقتصاد الامريكي بانه دخل الكساد, هذا من جانب الاقتصاد واما من جانب الخسائر العسكرية فقد خسرت امريكا ولغاية الان 4200عسكري والالاف من الجرحى والمرضى نفسيا والذي سيضهر من تأثيرات هذه الخسائر في المجتمع الامريكي و بشكل واضح بعد زوال غبار الحرب اللعينة التي اشعلها المجرمون وفي مقدمتهم قاتل الشعوب بوش. وان المجتمع الدولي مطالب اليوم بمحاسبة كل من ساهم في غزو العراق تحت ذرائع كاذبة وباعترافهم واولهم المجرمون بوش و بلير وهوك والباقين . وان كل منهم يدعي انه غرر به او انخدع بمعلومات كاذبة فهو شريك في الجريمة وعلى القاعدة القانونية ( القانون لا يحمي المغفلين).وانا كلي يقين ان رب السماء والارض سيحاسبهم يوم الدين على ما اقترفوه من جرائم . وهو الديان لكل الخلق ... امين

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء / ٠٦ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٣ / أذار / ٢٠٠٩ م