تأملات / البعث ضرورة نضالية عربية وعالمية

﴿ الجزء الرابع ﴾

 

شبكة المنصور

سمير الجزراي
الحقيقة ان الذي اريد ان ابتدئ به  في مساهمتي المتواضعة بتحقيق حالة الفصل بين النماذج المشوهة والنماذج الحقيقة في مفاهيم وتجارب يراد منها خلطها امام الرأي الجماهيري وصولا أولا لبناء ثقافة جماهيرية بان القوى الثورية العربية وفي مقدمتهم البعث الخالد فشلت في تحقيق اي تجربة تمثل  اي من الامال العربية,  وثانيا تدجين هذا الرأي للاقرار بان الواقعية تقضي بالتعامل مع نماذج تدفع بها الامبريالية والصهيونيةوالدفع في ابرازسلبيات اي تجربة ثورية في الوطن العربي كالتجربةالناصريةالفريدة ومحاولات السادات ومن جاء من بعده بابراز والدفع بسلبيات التجربة الناصرية إلى الواجهة وانتقادها بل حتى التجريح برموزها وبهدف اسقاطها كثقافة وايمان ومن ثم لفضها كحلم وامل عربي وضعهما في رفوف الافكار الطوباويةوالخيال الذي لا يمكن تحقيقه ,ونفس الوقت اخفاء انجازاتها العظيمة كتأميم قناة السويس وبناء السد العالي والتجربة الاشتراكية في القطاع العام.

 

وبنفس الأسلوب والغاية الان يجري مع منجزات ثورة العراق العظيمة والكثيرة كالتأميم وبناء القاعدة المادية والعلميةالرصينة في العراق و القضاء على الامية وحماية العراق بل والعرب من الاطماع الاجنبية, والاهم من كل ذلك هوانضاج العقل العراقي المستقل والوطني وخلق ثقافة وطنية وعربية مبنية على الاسس اهمها حب الوطن والامةوهذا اكثر ما اثأر غيض وحقد الاعداء والذي جعلهم لا يصبرون على الثورة فما ان اجتازت ثورة العراق مؤامرة الحرب العراقية الايرانية حتى تحركت الرجعية العربية في 1989 لتؤدي الدور المرسوم لها من تأمروظمن حلقة من حلقاته المتعددة, واستمر المسلسل التأمري والى نظجت المؤامرة بغزو العراق باعتبار المطلوب حسم محاصرة هذه الثورة والاجهاض على هذه التجربة العظيمة فكان غزو العراق في عام 2003عاما حاسما لقوى الاعداء.

 

ولكن المطب الذي ظهر بعد الغزو وبعد مؤامرة الصراعات الطائفية والتشويش الذي واكب ظروف الاحتلال وان المجموعة التي جاء بها المحتل لم يكن بينها الخلافات بل الاختلافات وبعد الاحتلال تطور الامر الى الصراعات وبقنوات متعددة منها الصراعات الطائفية والصراعات على السلطة وكذلك صراع على سرقة ثروة العراق وبالتالي وصل الامر الان الى الفشل التام بادارة السلطة وتشتتهم الى مجاميع وفرق وتحالفات غير مستقرة و متذبذبة ,وامام ذلك اكتشف المحتل ان حزب البعث ظهر في حقيقته النضالية وبالتأكيد هذه الهوية لا يفهمها الامبرياليون ولااتباعهم لعدم ورود تفسيرا لهافي قواميسهم السياسية وبالتالي هذه الهوية أو السمة النضالية هما اللتين يحددان حقيقة الحزب و جعلت الحزب اكثر قوة جماهيرية لأنه حزب جماهيري في نشأته واستمراريته وليس حزب سلطة و ما السلطةالا وسيلة من وسائل تجسيد مبادئه ولم ولن يعول عليها في برامجه بل ان تواجده في الوسط الجماهيري دون السلطة اكثر طمئنانا وأكثر فعالية في ترتيب البيت ألبعثي من حيث نوعية التوسع في القاعدة وكذلك الطابع العقائدي في قراراته وتحركاته ,فحزب البعث وسطه الصحي هو الوسط الجماهيري لان نشوئه كان من هذا الوسط وديمومته مرتبطة بذلك ,واحترامي لكل من يخالفني ويختلف معي في القصد أو في التحليل وليس بسر على احد ان  بعض الظواهر والتقاليد التي أضعفت وطغت في بعض الاحيان على حياة الحزب الداخلية كانت قد تسربت إلى الحزب عبر بعض الكسب الضعيف لبعض القيادات الادارات والوظيفية في الدولة والتي  أضعفت الحزب وخلقت في داخله ممارسات اقدر ان أصفها بانها غريبة عن الأصالة الحزبية وقريبة من ارستقراطية الاحزاب كبناء المقرات الحزبية ونقل تقاليد العلاقات الإدارية وبعض الصيغ في التعامل اليومي إلى داخل الحياة الداخلية في الحزب.وبالرغم من ذلك فقد كانت بين الحين والحين تظهر محاولات لايقاف هذا التدفق والخروقات الغريبة الى عقل وجسم هذا الحزب العظيم سواء كان ذلك من خلال توجيهات القيادة او من خلال المؤتمرات الحزبية ,وانا اقول ان المرحلة الحالية والتي يقود فيها الحزب الثورة المسلحة في العراق هي مرحلة تجديد وتشذيب لبعض الممارسات والمفاهيم والتي لصقت بالحزب وفي ظروف غير طبيعية وذلك ايماننا مني بالايةالقرانية الكريمة((عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم )صدق الله العظيم))..

 

ان الامريكان لم يضعوا فقرة مهمة في ستراتيجتيهم لاحتلال العراق ان اكثر من 62سنة من النضال المتوارث بين المناضلين ومن خلال جيل يسلم الامانة (مفاهيم الانقلابية للحزب وترجمتها النضال) لجيل قادم ولم يكترثوا في حساباتهم الاستراتيجية ان 35سنة من البناء النضالي لشعب العراق وان اعداده ثقافيا وعسكريا لمحاربة الطامعين بالبلد (وبالمناسبة ان العملاء يسجلون على النظام الشرعي قبل الاحتلال بعسكرة المجتمع كحالة سلبية وبكل ما تحمله الكلمة من الغباء واللامسؤولية )ولولا هذا النهج لما تراصت الرجال وتناخت للمقاومة الباسلة للدفاع عن العراق وهي في نفس الوقت تفاجئ المحتل ةالان هي ترعبه  وتجبره على الانسحاب..

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس / ٠٦ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٢ / نـيســان / ٢٠٠٩ م