تأملات
الشكر لشعب العراق ولرمزوه الوطنية ...

﴿ الجزء الاول

 

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

اني اخاطب بالعقل والقلب امتنا العربية و الاسلامية ومعهما الانسانية بان يقفوا ولو للحظات من اوقاتهم الثمينة من حياتهم ويقتطعوها من الزمن الكثير الذي يهدر وبدون حساب كما ان  الاخرون يهدرون مياه شرياني العراق إلى البحر ولو وقف العرب والمسلمون والعالم وتفحصوا عينات من دجلة والفرات لوجودوا كم من الدماء الزكية فيهما من دماء العراقين الطيبين ولو عاينا مياه الخليج لتحسسنا بالقداسة التي منحتها هذه الدماء الزكية وكيف تسري هذه القداسة وخلال هذه السنوات الستة لتصل إلى المحيط الاطلسي والى كل بحار العالم ..الله واكبر يا عراقين كم كرمكم هو! حتى في استشهادكم تعطون وتتكرمون باعز ما في حياة الدنيا للاخرين ...


حدد الرئيس الأمريكي اوباما نهاية شهر اب 2010موعدا لانهاء العمليات العسكرية الامريكية في العراق ونهاية 2011 موعدا لسحب القوات الامريكية من العراق.. لست بصدد ان اتطرق إلى ابعاد هذا الاعلان كنتيجة للرؤية الامريكية الاستراتيجة الجديدة ولكني اريد ان اجتهد في الاسباب الحقيقية لهذا الخطوة وبالتالي القراءة الصحيحة التي اتقنها هذه المرة المشرع الاستراتيجي الأمريكي في حسابات الخسارة والربح الأمريكي من الاستمرار بسياسة الاحتلال و البقاء في العراق ولحد الغرق والاستنزاف في القدرة العسكرية والضياع في صحراء السياسة و التي لها امتدادات تؤذي أمريكا الان وفي المستقبل أولا ومن ثم حلفائها ثانيا,اكثر من المنافع التي ستجنيها أمريكا لو انسحبت وبوابة الخلاص الأمريكي جاءت في خطاب الرئيس الشرعي للعراق الحروالابي القائد المجاهد عزت ابراهيم بمناسبة الذكرى 68 لتأسيس الجيش العراقي البطل في 6كانون عام 2009.فغريمنا الأمريكي يفكر وفق اسس المنهج البراغماتي الذي تعتمده أمريكا في صياغة ستراتيجياتها و مواقفها ,وكيف اجبرت المقاومة العراقية البطلة المحتلين على التفكير و من ثم التخطيط والان جاء دور التنفيذ بالانسحاب من العراق ونحن العراقيون نقول انسحاب المحتل مع الاحتفاظ بماء وجهه والرئيس اوباما لا يريد ان يقلد الثوار الابطال في اعتماد تعابيرهم فاستنبط تعبير (الانسحاب المسؤول).

 

والمهم ان تتركوا ارضنا و بلدنا لنا, ولاننا العرب كرماء وحتى مع اعدائنا (وليس المقصود باعدائنا جهة ولكنه يضم كل من يريد الاعتداء علينا)  , أقول المهم ان تغادروا هذه الارض وتتركوها لاهلها وكفى دجلة و الفرات من اصطباغه بدماء العراقين , غادروا و باي شكل و باي صورة أو سبب ونحن ابناء الرافدين لم نعد ان نهتم ان تنسحبوا منكسين الرؤؤس أو متئكين بعضكم على بعض المهم ان تغادروا بلدنا  وكما يقول المثل العراقي الشعبي (انت تريد العنب لو الناطور)..

 

وبعدين سنطالب بحقوق العراق كاملة وغير منقوصة. والان ماالذي جعل الرئيس اوباما يقررخطة الانسحاب ويعلنها ,وهل انها خطوة لتطيب الخواطر وجزء من الاعمال الانسانية التي تفعلها الولايات المتحدة الامريكية في العالم؟...وانا أقول وللاجابة على هذه اتسأؤلات لابد ان نتمعن في كلمة اوباما(ان الولايات المتحدة ليس لها اي زعم في أرضكم ولا في مواردكم. نحن نحترم سيادتكم والتضحيات الهائلة التي قدمتموها من أجل بلدكم. نحن نسعي لانتقال كامل لمسؤولية عراقية عن أمن بلدكم).

 

وهل يمكن اعتبار ما فعلته الولاياة المتحدة في العراق سلوك مراهقين واخطاء بسيطة يمكن معالجتها وبسهولة وكفى..وان بقاء القوات الامريكية ولغاية 2011وحيث ان خساراتها ولحد الان ونحن في بدايةعام 2009وقد تجاوزت الاربعة الف قتيل امريكي و الالاف من الجرحى والمرضى نفسيا وخساراتها المادية لاكثر من 5000مليار دولار هي نزهة ويمكن انهاءها بقرار!!ان الرئيس اوباما عندما ينوه عن الاطماع الامريكية في العراق وينفيها ,فهذا يعني ان هنالك ستراتيجية  مرسومة ومحددة , وهل يمكن وبهذه السهولةان تتخلى امريكا عنها وبمجرد تغير في سيد البيت الابيض ؟!اذن هنالك مخطط وضمن ستراتيجية امريكية لما اسموه بالشرق الاوسط الجديد , ومن سوء حظ الامبريالية والصهيونية ان البداية كانت من العراق ولا استطيع ان افسر هذا الخطاء الاستراتيجي الذي وقعت فيه الامبريالية الامريكية وذلك ان العراق رقم صعب في الاصطفاف وباي شكل تريده الامبريالية وهنالك حديث لسيد الشهداء عن اهمية العراق في المنطقة وحيث قال سيادته(اذا ذهب العراق ذهبت المنطقة)...

 

ولكن ان تبداء امريكا القوة العظمى في العالم بتغير كبير وقوي في ستراتيجيتها لابد من اسباب موضوعية جعلت الامريكين يغيرون في ستراتيجيتهم ولابد للمشرع الامريكي من ان يبحث عن امرين الاول الكيفية التخريجية لانسحاب امريكي غير مهين والثاني كيفية برمجة هذا القرار وبالشكل الذي لا يعطي الانتصار هبة و بدون مقابل للمتسببين في خروجهم من العراق وهي بلا شك قوة المقاومة العراقية المتنامية ولاجل ايصال الرسالة للمقاومة البطلة بان امريكا قررت الخروج من العراق وهذا الاعتراف او الرسالة جاء بشكل ما سمي بالمعاهدة الامنية بين الامريكين و سجناء المنطقة الملونة في بغدادوهدفت امريكا من هذه الاتفاقية بالاضافة الى كونها رسالة لرجال العراق الشرفاء من المقاومين بانهم مغادرين الارض العراقية التي حولها المقاومين الى زلازل تحت اقدامهم بانها عملية تجيير الانسحاب لحساب عملائهم وعسى ان يكون هذا التجيير محاولة لتصليح صورة العملاء من التبعية الى الوطنية.

 

وعدم اعتراف امريكا بان خوفهم من الحقيقة المرة عليهم والتي حسبوها هذه المرة ايظا جيدا في تعاظم المقاومة العراقية وتجاوز حساباتهم السابقة التي وقعوا في اخطاء كبيرة عندما لم يدخلوا في حساباتهم ثقافة المقاومة التي تربى عليها الشرفاء من العراقيون وفي مقدمتهم البعثيون حيث تفاجؤا بالمقاومة الشرسة ضد الاحتلال من اول لحظات الاحتلال , ولذلك قرؤا تطورات الفعل المقاوم وكل العوامل تشير الى ان الموازين ستنقلب على المحتل مستقبلا وسوف تصعب انذاك موقف المحتل وسيحشرون في زاوية لا ينحسدون عليها .

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الاحد / ٠٤ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠١ / أذار / ٢٠٠٩ م