صور شتى وتساؤلات

 

 

شبكة المنصور

سعد الدغمان
 
الصورة الأولى : جثث مجهولة الهوية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تطالعك الأخبار يوما بعد أخر على مشاهد ألفها الواقع العراقي وأصبحت وإن أختفت لبعض الشيء لكنها لم تكد تمحى من الذاكرة؛جثث مجهولة الهوية عاودت الظهور من جديد في أنحاء متفرقة من العاصمة الجريحة ومدن أخرى أغلى من القلب على القلب.


تفجيرات متكررة وقتل مستفحل كالسرطان في جسد العراق؛وسؤال كبير بحجم الكون يقول أما شبعوا؛وضحايا أبرياء يدفعون الثمن تلوا الثمن؛ويخلفون أجيالا تتلقفهم أيدي اليتم ومصائرهم مجهولة؛من يقتل من؛سألني بروفيسور هندي؛ ألستم شعب واحد ؛دارت في راسي فكرة أن أقول نعم ولكني أستدركت أن تلك ال(نعم) ستجرني الى مجاهل يصعب معها مجارات ذلك العالم الهندي الودود؛فكيف لي أن اجيب على سؤال بحجم القلب لكنه يتسع للألاف التأويلات التي أحتوت مضامينها أن نكون على تلك الشاكلة؛ وبكل الأحوال نحن الخاسرون.


وأني لأتسائل هل نحن كذلك؛الواقع يفرض القول إننا كذلك؛لكن هل نيأس ونسلم بالواقع لنفتح الباب على مزيد من القتل والدمار؛أين العقول الراجحة أم أحتوتها إيران وأمريكا......................كل ظني أن كفى...وما حك جلدك مثل ظفرك.


الصورة الثانية : تعويضات الفرس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حرب ضروس دارت رحاها على مدى ثمان سنين تكبد خلالها طرفي النزاع ما تكبد من خسائر؛آتت نتائجها على الأخضر واليابس وأضحت في الذاكرة؛تتلقفها فجوات النسيان وتحوكها خيوط التباعد بمنظر مقزز ينكر بحار الدم التي سالت دون طائل إلا من الحفاظ على تراب الوطن الذي ضاع فيما بعد؛ولكن حينها كان المشهد دفاعا عن الوطن وقد كان؛ولولا تلك الوقفة الجسور لجيش عريق مقتدر وقرار سياسي شجاع من قائد شجاع لكانت المشاهد التي نراها اليوم على خارطة العراق مضمخة بالدم والجراح قد حدثت منذ ذلك الحين؛وتلك فضيلة التصدي للعدوان أيا كان ومن أي جهة أتى ؛فلا الفرس أشرف من اليهود ولا أولئك بأحسن من الأمريكان وكلاهما عملة واحدة ؛وحكومتكم قد كانت وما زالت ألعوبة بأيدي هؤلاء وهؤلاء ؛وشاهدنا العراق؛ فهو الملعب اليوم وهو الميدان.


ومن صميم تلك المأساة التي تحملها ذاكرتنا القريبة ومن هول ما عانينا تطالب إيران بتعويضات عن حرب أدامت هي دون غيرها زخمها وأججت أوارها تطالب بأقتطاع أجزاء من العراق الحبيب تعويضا عن تلك الحرب؛ويطالب الرئيس الجسور الذي سبق وأن وجه شكره الى دولة شقيقة على نظارات طبية وفرتها له بطريقة الأستجداء وكأنه مدير حضانة (مع الاحترام للوطيفة وللحضانة) ولكن (......) يبقى على ما هو عليه؛يطالب تلك الدولة المارقة الماجنة الشريرة التنازل عن المطالبة بالتعويضات التي ترتبت جراء تلك الحرب؛ والسؤال ... من أفتى بأحقية الفرس بالتعويض؛ومن قضى بأن العراق يجب أن يدفع الثمن من ماله أو أرضه فوق ثمن دماء أبناءه؛وزعيمهم الراحل (ولاتجوز هنا غير الرحمة على الميت ) كان قد ذكر أنه قد تجرع السم وهو يوافق على قرار وقف القتال؛فمن المعتدي ؛وهذا أعتراف ضمني بالعدوان؛وأعتراف بأنه هو البادىء وهو من أطال دوران عجلة القتل والدمار (والبادي أظلم)؛ كما تقول الشرائع.


ألا يعرف الطلباني هذا الكلام أم أعماكم حقدكم على العراق وعلى صدام حسين حتى أمسيتم أذلاء لاتفرقون بين مصالحكم وهوانكم؛هذه المسألة تخص العراق وأجياله ومستقبله ولا تخص أحدا أو أحقادا شخصية؛ هم من بدؤا الحرب وهم من أطال أمدها والمفترض أن تطالبون أنتم بالتعويضات ؛ولكن من يطالب من؛وضخامتكم تقول (أن زيارة هذا المجرم رفسنجاني الاخيرة لصبيانه في الخضراء) رحمة من الله؛ومع ذلك تقولون زمن الديمقراطية وإنطلاقا منها نقول لانسمح لك أو لغيرك ان يتطاول على العراق وحق أهله ودماء شهداءه وتاريخه وأمواله؛وإن كانت تلك غفلة من الزمن فلابد لنا أن نصلح ما كان وتعود الأمور الى نصابها؛وساعتها لايحق إلا الحق؛والله ناصر عباده المؤمنين.


الصورة الثالثة : أبو غريب بعد التفجير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تفجيرات أبي غريب التي حدثت من أيام قلائل ولاتزال عالقة صورتها في الأذهان وبالذاكرة لا كغيرها التي تبخرت ويحاولون طمس معالمها وأعني بها (جسر الائمة وضحاياه الأبرياء)؛(الزركة التي أبيدت فيها مجاميع مسلمة كانت تقصد الحسين الشهيد ولم ترتضي ظلم وجورصنائع الفرس واليهود؛فتلقفتهم يد الحسين الطاهرة لتأخذهم بعيدا عن تلك الرذيلة)؛وذهبت دمائهم أدراج الرياح؛لكنها لن تنسى؛(ابوغريب الذي طال ما طال من سمعة الناس)؛(الفلوجة والنجف الاشرف؛مقاتل أهلي في البصرة؛تفجيرات الكرادة المتكررة)؛(سجون صولاغ سيئة السمعة والصيت)؛أم تراكم هربتموه الى المالية ليداري على فضائحكم؛ولينسى الناس ما أقترف من بشاعة؛(مجزرة الحديثة ؛وساحة النسور)؛والقائمة تطول وتطول.


تفجيرات أبي غريب من أيام كشفت زيف من يدعي أن الأمان مصان وإن قدرة قوات الأمن لاتحدها حدود؛وأن كذب من يدعون قد تجاوز وعلا حتى على حدود المعقول؛حين تكشفت الحقيقة وكشفت الأحداث هشاشة الموقف وأوضحت ما عليه القدرة القتالية لقوات الجيش والشرطة اللذان أسس لهما الأمريكان والفرس وما زالوا.


تصريحات قائمقام أبي غريب جاءت صريحة وواضحة ونصت على أن كل تلك القوات التي جاءت لتؤمن منطقة الحدث لم تكن إلا (نمور من ورق) تطايرت وأختفت عند دوي قنابل ذلك الزنديق الأنتحاري الذي فجر نفسه ليحيل المنطقة الى جحيم أحترق فيه هو وحرق معه أبرياء لاذنب لهم سوى فطرتهم الطيبة وتواجدهم في ذلك المكان الذي أعتقدوا أن حكومة ما قد أمنت أرجاءه؛فما كان إلا أن فقدوا أرواحهم نتيجة أن وضعوا ثقتهم بأناس ليسوا محلا لها.


والمشهد اللاحق للواقعة يقول أن القوات الباسلة هربت تاركة ورائها جثث القتلى والمصابين دون أن تقوم بأخلائهم أو حتى تقديم العون والمساعدة على أسعافهم.


نحن لانعيب على تلك الأجهزة أدائها كونها تربت في كنف وأحضان المحتل وتبنت معتقده الذي ينص على قمع المواطن وتكميم الأفواه؛ولكن نعيب عليهم( الغيرة العراقية ) التي تابى إلا تقديم العون والمساعدة للملهوف؛فما بالكم والقضية تتعلق بحياة أو موت؛وأي غيرة تبقى بعد ان تأخذ أوامرك من اليهود والفرس.


أين خطة القانون وأين الوزارات الأمنية السيادية التي تتنازعون عليها ؛وأين القائد العام الهمام الذي لايشق له غبار وأرواح الناس تزهق على أيدي مرتزقة لايعرفون حرمة ولاذمة ولاشرف؛وهذه فعال الفرس دون غيرهم.


والسؤال هل في أداء تلك القوات ما يدفعنا للأطمئنان على مصير البلد؛والأهم من هذا كله هل البلد بأيد أمينة سيما وأنهم قد سبقوا هذه بأخرى قبلها حين سلموا عدتهم وعتادهم وعديدهم الى المليشيات عند البصرة وفي صولة كانوا يسمونها (صولة الفرسان)؛وفروا من المواجهة.


إنها مجرد تساؤلات ليس إلا؛فهل نتعض عند الأجابة عليها.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ١٩ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٦ / أذار / ٢٠٠٩ م