لا حوار مع أذناب المحتل

 

 

شبكة المنصور

سعد الدغمان

الحوار كلمة تحمل في معناها الاتفاق أو الأختلاف في وجهات النظر لكن تبنى على ثوابت معينة منها الشرف والعزة والكرامة وحب الوطن وصون ترابه والحفاظ على كرامة المواطن ؛وعدم التفريط بها أو بجزء منها أمام الأجنبي الغاصب او حتى الصديق ؛وهذا ليس بدعا أكتشفناه الأن بل تعمل عليه كل الحكومات التي تحكم في بلاد الله بطولها وعرضها ومن اقصى الأرض الى اقصاها؛فهل ترون في حكومة المنطقة الخضراء ما يتفق وذلك في ابسط مفاهيمه.


هناك في العراق عملية خرق للقوانين الدولية وتجاوز على كل المألوف حين أحتلت الولايات المتحدة متمثلة بإدارتها اليهودية التي كان يرأسها بوش المجرم ومن يرافقه من مجرمي الحرب العراق خارج نطاق القانون الدولي ونصبت أذناب لها في بغداد منذ 2003 والى يومنا هذا ورافق ذلك ما أقترفته الجيوش الأمريكية الغازية ومرتزقتها الذين دخلوا المدن العراقية من جرائم فاقت وصف البشعة أو جرائم الحرب؛ثم ما اقترفته مليشيات الأحزاب التي تحالفت مع أمريكا من جرائم قبيحة لاتقل عن ما اقترفه المحتل نفسه بل ربما كانت ابشع ؛بل هي ابشع فعلا لأنها موجهه من اليهود ومن الفرس سادة من جاء على دبابة المحتل ليحكم شعبا تحكمه الاعراف ويتمسك بالثوابت من الأخلاق التي كانت من بين ما استهدفه المحتل الفارسي قبل الأمريكي ليقضي عليه من خلال عملية سياسية هشة لاتكاد تغني من جوع أو تقدم ماهو نافع للناس على مدى السنين الخمس التي مرت ومازال أهلنا في العراق عموما يعانون ما يعانون من أضطهاد وذل على ايدي الاحتلال وأذنابه ؛والشرفاء منهم بالذات من امثال البطل منتظر الزيدي الذي اذل امريكا ومن فيها بفعلته التي يتحدث عنها الشرفاء في العالم الى اليوم.


أن الحوارات التي يزعم اركان حكومة المنطقة الخضراء أنهم يجرونها مع فصائل المقاومة الباسلة ما هي إلا أماني يتمنونها بعد أن اذلت تلك الفاصئل هيبة أمريكا إن كانت لها من هيبة بعد (قندرة) الزيدي ؛وقبلها كذلك فليس لكافر ملحد مشرك من هيبة ولا لتابع لهم ذليل من هيبة حتى وأن حاول أن يتصنعها؛فلا المقاومة تحاور هؤلاء ولا في فصائلها من يرتضي أن يستمع لاكاذيبهم القذرة ومواقفهم المشينة؛لا أن يجلس معهم ليتفاوض ؛وعلى ماذا على مصير البلد ؛مصير العراق وأهله؛وهل من بينهم من يستحق أن يعطى مثل تلك المكانة؛أقسم أن لا ؛ليس من بينهم رجل بمعنى الرجال ولو كان لما ارتضى ان يكون تحت طائلة هذا الوصف.


الحرب سجال منذ كانت ؛وهي كما وصفها ووصف الدهر امير المؤمنين (علي بن ابي طالب) يومان كما الدنيا يوم لك ويوم عليك؛وهي أن كانت علينا نحن العراقيون اليوم فلن تكون أبد الدهر كذلك ولابد لها من أن تكون لنا؛وهي للمؤمنين رحلة لا يتم قضائها إلا بالإيمان والأتكال على الله العزيز الجليل؛أن من يدعي التفاوض مع فصائل المقاومة عليه أن يظهر ما هية ذلك التفاوض وصوره ومكانه وتفاصيله؛والابعاد التي ترسم مساراته وما يتمخض عنه ذلك التفاوض وما هي النتائج التي تمخضت عنه؛لاأن يروج لكذب ممجوج على طريقة الفاشل بوش الذي اسس لحكم فاشل في بغداد لايتعدى المنطقة الخضراء؛فالفاشل لاينتج عنه إلا الفشل الذريع ؛ومن يتبع فاشلا فمصيره أنتم تعرفونه بكل تاكيد؛وعلى هذا نجد ان الذي يتحدثون عنه من مفاوضات ليس لها من الواقع إلا السراب الذي يدور في عقول الفاشلين؛لأننا لانتصور أن فصائل المقاومة بهذه السذاجة بحيث تجلس للتتفاوض مع مجموعة فاشلين ليس بأمكانهم أن يرتادوا طريقا عراقيا بدون حماية أسيادهم منذ خمس سنين وما زالوا على هذا الوصف الى يومنا هذا؛فماذا سيقدم مثل هؤلاء للشعب وابطاله وماذا بأيديهم ليتفاوضوا عليه ومصيرهم محكوم ببقاء قوات الإحتلال وزوالهم بزوالها.


أن عملية التفاوض التي يزعمون وأن كان لها أن تتم فمن المؤكد وحسب ما بينته قيادة المقاومة وعلى لسان الناطق بأسمها ستكون مع المحتل كطرف عسكري وسياسي ولاتحيد عن الشروط التي بينها وأولها الانسحاب الكامل غير المشروط لكامل قواته عن التراب العراقي الطاهر والاعتراف بالمسؤولية عن العدوان وتقديم التعويضات عن الخراب الذي أصاب البلد وأهله وأعلان المقاومة العراقية ممثلا شرعيا للشعب ؛وتسليم المجرمين ومن شاركوا وساعدوا العدوان ليقدموا لمحكمة الشعب جراء خيانتهم الوطن والشعب والأمة ؛لا ان تكون مع أذناب المحتل.


تلك بديهية ثابتة لا حيدة عنها ولن يكون غيرها؛فلا العراق رخيص ولااهله يمكن لنا أن نتنازل عن حقوقهم وإن أفنانا الدهر حى يظهر الله الحق الذي أمرنا به ؛أو يقضي الله أمرا كان مفعولا؛وساعتها لكل حادث حديث.

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء / ١٦ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١١ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م