ماأبلغه من
قائل : ( متى يبلغ البنيان تمامه
.. إذا كنت تبني وغيرك يهدم ؟! )
، وكأنه إستقرأ مستقبل العرب في
حكوماتهم التي دبّجت أطنانا من
أوراق الإحتجاجات والإستنكارات
والإدانات على مدى عقود ، مع
أطنان من محاضر الجلسات التفاوضية
وغير التفاوضية ، بين حماسة حمقاء
ونفاقات خرقاء ، دون أن تحرّر
فلسطين من قبضة ( حلفائها ) ،
وكأن ( المؤمن ) لابدّ أن ( يلدغ
من ذات الجحر ) العربي أبدا !! .
ولأن
التعامل مع حكوماتنا صار علما
مستقلا بذاته ، دون كل العلوم
الدبلوماسية ، في الغرب ، من حيث
أن طلاّب ( الحق ) العرب
المهرولين الى هناك منذ عقود هم
ذات العرب الذين باعوا ( الحق )
سرّا وعلانية ، فقد سمّيت مهزلة
عرب العصر ( عالما عربيا ) قائما
على قاعدة ( علاّوي يجرح ويداوي )
، كما يقول المثل العراقي ، حيث
يرى المرء الوجوه التي ( رفضت
وإحتجت وإستنكرت ) إحتلال فلسطين
والعراق تستقبل من إحتلوا العراق
وفلسطين بالأحضان والقبلات ، وكأن
( شيئا لم يكن ) !! .
نفاق
لاأعجب منه ولا أغرب ، حائر بين
ذلّ طالب الدواء المريب وهبل
المعالج ( الطبيب ) ، عندما ترى
شعوب الأرض ( عالمنا العربي )
يهرع ، ملهوفا محرور الفؤاد ،
لإغاثة ضحايا المجازر البشرية في
فلسطين والعراق فيغدق في العطايا
لمن تبقى حيّا من ( أولاد العم )
، ولكن ذات الملهوف محرور الفؤاد
على ( أهله !! ) يهرع على بسط
حمراء لإستقبال ذات مجرمي الحروب
الذين إرتكبوا أبشع الجرائم ضدهم
في أواخر القرت الماضي ومستهلات
القرن الحاضر ، وكأن ( عالمنا
العربي ) يرث الذل ّ والنفاق
الرسمي ، إذا لم يرث الهبل الموثق
.
شعوب الأرض
كلها ، ومنها الشعب العربي ، ترى
أن ( المظلوم ) العربي ، محمود
عباس ، يصول ويجول مبتسما في وجوه
وأحضان من ( ظلموه ) ، ولكن وجهه
عبوس طموس غير محمود في وجوه عرب
فلسطينين عارضوا ذلّه وماراثونات
زحفه على أبواب ( رباعية ) كرّست
، وتكرّس ، لإحتلال فلسطين من قبل
إسرائيل أبدا ، بل وبلغت وقاحتها
، ومعها أوربا وأميركا ، بالإعلان
عن فرض الحصار على غزة المحتلة من
كل الجهات برا وبحرا ، ولكنها لم
تسائل إسرائيل عن أسلحتها النووية
وأسلحتها المحرّمة دوليا .
وشعوب
الأرض كلها ترى أن ذات الوجوه
العربية التي إستنكرت وإحتجت
ورفضت إحتلال العراق تستقبل ذات
مجرمي الحروب وتجار دماء البشر
الذين إحتلوا العراق ، وقتلوا
مليونا وشردوا ستة ملايين ، وشعوب
الأرض كلها ترى وجوه الذل ّ
الرسمي تضيف الى طينتها ( بلّة )
اعلان أنها : ( تدعم ) جواسيس
علنيين ، خانوا بلدهم ، وأعانوا
أجنبيا على إحتلاله ، وكأنها ّ
تؤسس لتوريث ذل ّ لمثل هذه الحالة
اذا حصلت مرة أخرى في بلدان عربية
أخرى ، في حالة لايمكن وصفها بغير
: إنتحار رسمي ثقافي يتعاطاه (
العالم العربي ) وحده دون كل (
العوالم ) الأخرى .
ولهذا
الإنتحار الجماعي الرسمي للحكومات
العربية سمات واضحة :
أولها :
تبعية واضحة بدرجات كرامة محسوبة
، حسب القرب والبعد من أجندات
أميركا وأروبا وهما الفاعل الأول
في كل ماعاناه العرب من كوارث
دموية منذ قرون .
ثانيها :
سحب خلافات حكام عرب مع بعضهم ،
زائلين حتما ، على مصير أمة ،
باقية على قدر الله في خلقها
عربية حتما ،، مضحكها ومبكيها في
آن أن مواطنين عربا عاديين
يستعيرونها في التعامل مع عرب
آخرين ، وكأن هؤلاء ظلال غبية
لقامات أغبى منها.
ثالثها :
صورة ( المارد العربي ) التي
سمعناها في أناشيدنا القومية ،
الممنوعة من التداول الآن ، تؤرخ
لصورة ( الشارد العربي ) في هذه
الأيام ، مع أن هذا ( الشارد )
يمتلك كل مقومات الصمود والمقاومة
، وكل أنواع الأسلحة الفتّاكة ،
وأولها حرية الشعب العربي ، وحقه
في فرض الحصار ، بكل انواعه ، على
كل من إعتدى عليه .
طيب ! .
أميركا
وإسرائيل تدمران ما تشاءان ،
وللجواسيس، أجانب وعربا ، ( حق )
التجوال في ( بلاد العرب أوطاني
.. من الشام لتطوان ) ، و( الشارد
العربي ) الرسمي يعوّض من تبقى
حيّا من ( أولاد عمّه وإخوانه
وأخواته ) في العراق وفلسطين ،
مقابل الا ّ تصادر أميركا وأوربا
أمواله ( السيادية ) خرافية
الأرقام ، التي لايستأمن مصارف (
عربه ) عليها ، ويخاف عليها من (
أبنائه وبناته ) ، حسب الخطب
الرنّانة الطنّانة ، ومقابل الا ّ
تحاك المؤامرات ضده كما حيكت
للفلسطيين والعراقيين ، ولكن
السؤال الأهم هو :
الى متى
يبقى ( الشارد العربي ) الرسمي
يتعاطى هذا الإنتحار الجماعي ؟! .
لم نسمع
بأسود تنتحر جماعيا ، ولكننا
شاهدنا حيتانا تفعل ذلك .
|