كلمة السرّ عند الأسرى العراقيين

 

 

شبكة المنصور

عبد الكريم بن حميدة
الفريق الركن الأسير سعدي طعمة الجبوري، وزير الدفاع العراقي الأسبق مصاب بالسرطان، والحكومة القائمة في بغداد قطعت عنه الدواء الذي كان يتلقاه عندما كان أسيرا لدى قوات الاحتلال الأمريكي..


سبعاوي إبراهيم الحسن الأخ غير الشقيق للرئيس الشهيد صدام حسين المجيد مصاب بسرطان البروستات.. ويحتاج إلى عملية عاجلة..


محسن الخفاجي أحد الأسرى العراقيين في سجون الحكومة العراقية مصاب بسرطان في الكلية وهو يحتاج للعلاج وإجراء عملية جراحية عاجلة قبل فوات الأوان..


لا يمكن لأيّ كان أن يحدد عدد الأسرى العراقيين الذين يحتاجون إلى رعاية صحية خاصة أو هم في أشد الحاجة إلى إجراء عملية جراحية قبل فوات الأوان. ومن الطبيعي أن نقول أولا إن هؤلاء الذين نتحدث عنهم ليسوا مساجين أو مجرمين أو ملاحَقين من قبل العدالة.. هؤلاء أسرى حرب اعتُقلوا أثناء حرب شنتها الولايات المتحدة الأمريكية على العراق أو إثر انتهاء العمليات العسكرية المباشرة، أو خلال أعمال المقاومة التي كانت وما تزال تستهدف قوات الاحتلال وأذنابهم والمتعاونين معهم.


وطالما أن هؤلاء أسرى حرب فإن الواجب يقتضي معاملتهم وفق هذا الأساس مع كل ما يترتب عن هذه الصفة من حقوق أقرّتها المعاهدات والمواثيق الدولية، وأولها حق الأسير في الحفاظ على حياته ومعاملته المعاملة الإنسانية اللائقة والكريمة.


هذا ما تقوله المعاهدات والمواثيق.. أما ما تفعله حكومة الطوائف في المنطقة الخضراء فشيء آخر..
في سجون العراق اليوم عشرات الآلاف من أحرار العراق وشرفائه رجالا ونساء.. ممّن آمنوا بأن كلمة حق وطلقة حق مع ما يتبعها من سجن وتعذيب أفضل وأكرم من موالاة المحتل والسير في ركابه وخيانة الوطن والمبادئ..  
لماذا نسي العالم كله هؤلاء الأسرى، ولم يعد أحد ينتبه إلى معاناتهم التي لا يبدو أن لها نهاية؟
وما الذي يمكن فعله من أجل مساعدة هؤلاء الشرفاء الأسرى؟


وما الذي يمنع من تحويل هؤلاء الأسرى إلى مادة كتابة دائمة تُبقي قضيتهم حية في الأذهان وفي الضمائر؟
ولماذا نندفع لمناصرة الطرف المظلوم والمعتدى عليه.. ثم سرعان ما تشغلنا قضايا أخرى.. فننسى الأسير ويصبح مجرّد ذكرى نسترجعها في المناسبات وكأننا نريد فقط أن نرفع العتب أو نبرئ ذمتنا؟ 


الصحفي العراقي الأسير منتظر الزيدي حكمت عليه المحكمة الجنائية العراقية بثلاث سنوات سجنا بشأن ما سمي "قضية الاعتداء على الرئيس الأمريكي بوش". ونتذكر جميعا آلاف المقالات والتعليقات والتحليلات الصحفية التي مجّدت فعلته ورفعته إلى مصاف الأبطال واحتفت بفعله كما لم نفعل من قبل مع حدث شبيه.. كما نذكر أن مئات المحامين العرب من خارج العراق قد تطوّعوا للدفاع عنه حتى بلغ عددهم 6812 محاميا لم يحضر منهم يوم الجلسة سوى محامية سورية وفق ما ذكره شقيق الزيدي.


الصحافة العربية نفسها حوّلت قضية منتظر الزيدي إلى مادة إعلانية أحسنت استثمارها.. ثم عندما لم تعد قادرة على إحداث التأثير نفسه أصبحت مجرد خبر عادي في أيّ ركن من أركان الصحيفة..


إن الزيدي وغيره من الأسرى الذين يقبعون في  معسكرات الاعتقال حيث كل أصناف التنكيل والتعذيب والحرمان يحتاجون إلى أكثر من وقفة تضامن واعتراف.. مثلما يستحق سجّانوهم مزيدا من كشف عوراتهم وفضح خياناتهم وما ارتكبوه ويرتكبونه في حق العراق وشعب العراق.


منتظر الزيدي هتف عند سماع الحكم عليه: ''عاش العراق .. عاش العراق .. روحي فداء لكل الشهداء".
قبله بيومين حكم القاضي رؤوف رشيد عبد الرحمان على سبعاوي إبراهيم الحسن بالإعدام.. فهتف أخو صدام: "الله أكبر.. عاش العراق.. كلنا على درب الشهيد صدام حسين.."


"عاش العراق.." هذه هي كلمة السر حفظها العراقيون وتوارثوها وعملوا جميعا على تجسيمها.. سيذهب أعداؤه واحدا بعد واحد.. ويبقى العراق شامخا بأبنائه الشرفاء.. مزهوّا بحرائره وماجداته. 

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس / ٢٢ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٩ / أذار / ٢٠٠٩ م