كم تمنيت لو كان أبي مجرما ..!

 

 

شبكة المنصور

عبد الله الشعيبي / كاتب وروائي يمني
عفواً إنها مجرد أمنيه ليس إلا وعمر الأماني ما تتحقق ولكن الأهم هو لماذا هذا السؤال بالذات ؟ وهل فعلاً أني أتمنى لو أن أبي كان مجرماً " مجرم بحق الإنسانية والتنمية والثقافة وفي مختلف أنواع الإجرام " ؟ وما هي دواعي تمنياتي ؟


1-   أولاً السؤال جاء في مرحلة بلغت فيها الأمور إلى حد لا يصدق ... إلى حد أن هناك أناس لا يحترمون وظائفهم ويتعاملون مع الأمور بطريقة عنادية أو هروب من تنفيذ واجباتهم والظهور أمام الرأي العام وكأنهم جنوداً مؤدبين ومطيعين وأمناء رغم أن ممارساتهم تنفي عنهم ذلك .


هناك أناس في السلطة لا يحترمون توجيهات فخامة الرئيس وتراهم أول من يتمرد على فخامة الرئيس ويساعد على زيادة عدد المتمردين يوماً بعد يوم ضد الرئيس والوطن .


ومثل هؤلاء يحبون التعامل والتعاون فقط مع أصحاب السوابق في الإجرام الإنساني والاقتصادي والاجتماعي تحت مسمى " القط يحب خناقه " وهذا يزيد الأوضاع تعقيداً ويزيد من نسبة العاطلين على حساب الصالحين والشرفاء . اليوم سنكتب بالرموز من غير أسماء ومع الأيام سنكتب بالأسماء فأنا أعرف أسماء تمرست على الإجرام والتعذيب تم التعامل معها بصورة سخية وعلى حساب مصالح الأمة ... أعرف أسماء فاسدة تم ترقيتها وهي لا تجيد إلا فن الفساد والإفساد وشئون اللطش والهبش والنبش للقبور إن أمكن واللعب على الثقيل في كل شيء ومن غير وازع إنساني كما يجيدون فن اللعب على طاولات القمار بالآلاف من الدولارات من غير أن يفوزون وأيضاً يجيدون التخفي في مواخير !!!!!! والعياذ بالله وكل هذا من أموال الشعب المسكين ومن غير إحم ولا دستور .


2-   السؤال الثاني فهو وجد غصب عنه لأني عرفت ما لا يمكن تصديقه رغم أن أبي عاش ومات شريفاً  ومخلصاً للوطن رغم قساوة أهل السياسة وبعض من ممتهني الإجرام ضده وتجرع ظلمهم بمصادرة أملاكه من العقار حتى الأرض والتي لازالت تحت المصادرة وربنا يستر ، ثم تجرع مرارة التشرد من الوطن وبعض ممن ارتكب مثل هذه الأفعال لازال يحظى بالرعاية الفائقة فتباً لهم ، أنا أعتز بتاريخ والدي المثقف والإنسان والإداري والقائد وأترك لمن عرفوه بأن يحكوا عنه .. المهم لو كان أبي مجرماً فلا شك أن الكثير من الأبواب ستفتح أمامنا وهناك من شارك  بالظلم على أبي وغير أبي من أبناء الوطن ونالوا مكافآت سخية في كل شيء وربنا سيعطيهم ولكن بحسابه هو فهو يمهل ولا يهمل .ولو كان أبي مجرماً فلن تصادر حقوقه ولن يتعرض للظلم والتشريد عن الوطن مع العلم أنه قبل التشريد تم ترقيته من وكيل وزارة إلى مدرس مدرسة ابتدائية ، واليوم هؤلاء الظالمين يعيشون في بحبوحة من دماء وعرق الغلابا من أبناء الوطن .. آه يا وطني المجروح .

 

3-   وأما دواعي تمنياتي فهو غيظي من الذين لايحترمون إرادة وقرارات فخامة الرئيس في معالجة أوضاع أبناء الوطن فهؤلاء قد اختصروا الوطن في أشخاصهم ويعتقدوا في قرارة أنفسهم أنهم يسقطون شخصية الوطن في أشخاصهم بل ويسقطون معاناة الناس في تصرفاتهم المخجلة والمتعبة والظالمة على البسطاء من أبناء الأمة وهم بذلك يستفزون مشاعر الأمة ضد الوطن وقيادته كي يظلوا هم وحدهم من يرتزق ومن يأكل ومن يضرب ومن يعتقل ومن يقتل ... الخ هؤلاء ليسوا كثر ولكنهم قلة عابثة وحاقدة وفاشلة تتعامل مع قضايا الناس على أساس العبثية والحقد ... ولا ندري فيما إذا كان فخامة الرئيس يدرك ذلك أم لا ؟


ومع ذلك نقول لفخامة الرئيس : ( افتح صندوق خاص على بوابة قصر الرئاسة أنت وحدك من يملك مفتاحه وضع عليه إعلان أنه خاص بشكاوي المواطنين من اللذين يحملون أوامر وقرارات وتوجيهات من فخامتكم إلى الجهات الحكومية المختلفة ولا تنفذ على أن تتضمن الشكاوي أسماء الأشخاص الذين يتجاهلون توجيهاتك وقراراتك ... وأنا أول من يقول لك من هم . )


إن هذه الحالة ينبغي أن لا يتم السكوت عنها كي لا يستشرى الظلم والفساد ويتفرعن الفاسدون والمجرمون وعلى كل من لا يقدر على التعامل مع توجيهات وقرارات فخامة الرئيس وهم أنفسهم القادمون والقابعون على الكراسي بقرارات الرئيس عليهم الترجل من مواقعهم وكراسيهم لمن يجيدون التعامل مع الناس وتوجيهات وقرارات القيادة ... إن من أبرز المشاكل التي يعانيها الوطن هي الازدواجية في الأخلاق والأفكار والسياسة وأيضاً الفساد ... ثم العناد والمماطلة وقبلهم وتلك هي المصيبة سوء الأخلاق .


والله ورب الكعبة أننا كمواطنين تعبنا من هذه العينات القذرة التي عاثت بالبلاد وثرواته والتي ينبغي أن نضعها في إحدى الجزر اليمانية وهي كثيرة وهناك نعلمهم من جديد أصول الحياة والإنسانية والأخلاق والعلم والمعاملات الإنسانية والإدارية وكيفية احترام آدمية الإنسان ، إنه مجرد مقترح إلى فخامة الرئيس / علي عبدالله صالح بحيث من لا يتعلم يتم ابتعاثه إلى تلك الجزيرة ليتعلم وليقضي بقية عمره بها عقاباً له على ما ارتكبه بحق الأمة وليقي الأمة من شرور أعماله وقذاراته وشطحاته الكاذبة والهدامة .


نجدها فرصة ونحن نواجه تحديات مصيرية صعبة وأهمها الأزمة المالية العالمية لنبدأ بوضع خطط إستراتيجية تهدف في الأساس إلى التخلص من الفساد والفاسدين والاستبداد ، والوقت مناسب أمام فخامة الرئيس .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ١٠ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٦ / نـيســان / ٢٠٠٩ م