البرلمان وتهديدات الرعيان

 

 

شبكة المنصور

عبد الجبار الجبوري  / كاتب واعلامـي

عربة الغزاة تسير بهم الى هاوية الفشل والهروب الى الامام لينتهي مشهدهم هذا باحتراق العربة ومن فيها من مانرينز ويانكي ومجندات وعمائم وغلمان بلاط ولحى كثة تخبئ شياطين ترقص على جثث عراقية متفحمة وانصاف رجال كذابين مخنثين وبائعي محابس ومسابيح ومزوري شهادات وشهود زور افاقين ومروجي طائفية داست عليها اقدام اهل البصرة ونينوى وبغداد وكربلاء وديالى ،هؤلاء هم (نفرات) عربة الغزاة التي داست على جسر الجمهورية عام 2003 ودخلت بغداد العباسية عاصمة الشهداء والمجد ،وتحيل كل مافيها الى رماد وخراب وفواجع وجثث تملأ الشوارع والمزابل ،هذا هو المشهد الدموي العراقي بعد الاحتلال الامريكي الذي يدخل عامه السادس دون ان يرى العراقيون ضوء في نهاية النفق ،

 

حكومات تزرع بيديها الطائفية وبرلمان يتقاتل ليل نهار من اجل الرواتب المليونية والامتيازات والايفادات الخارجية والمناصب الشخصية والعائلية ونهب منظم للنفط والثروات تديره احزاب طائفية وكتل محمية من دول خارجية همها الاول تدمير العراق وطمس هويته القومية والعروبية ، هذا البرلمان الطائفي التحاصصي يعيش اسوأايامه منذ اقالة رئيسه المسكين ( المشهداني) الذي كان يدير جلسات البرلمان بالعصا والجزرة ، فمنذ شهرين وهو يعاني ( سكرات) الموت على ايدي فرسان الطائفية ، وفي كل مرة ينعقد لاختيار(رئيس) يفشل وتتعقد ( الامور) ويخرج على الفضائيات اعضاء البرلمان ،فيهددون ويتوعدون بالويل والثبور لمن لا يصوت (لمرشحيه) فجاءت تصريحات اقل مانصفها بانها (صبيانية) يدعو فيها ويهدد(بتخريب العملية السياسية كلها) واخر يهدد بحل البرلمان واقالة الرئاسات الثلاث واخر يهدد ( بالانفصال) ومثله يهدد باحراق الشوارع واحتلال مبنى محافظة الانبار وهكذا تهديدات وقحة تنم عن جهل وتسيب و فلتان اخلاقي لاتفعله (....) وكاننا في مسلسل (غوار الطوشي) (حارة كلمن ايدو الو) علما بانهم وضعوا (دستورامسخا) لهم لينضموا امور الدولة والحكومة فمن يحاسبهم اذن على هكذا تصرفات و تهديدات وينظم علاقاتهم الرسمية غير (الدستور) ولكن يبدو ان لا الدستور ولا الحكومة قادران على لجم وايقاف هكذا تصريحات لا ابالية وغير مفهومة بالنسبة لنا نحن( المستضعفين) ابناءالشعب الجريح من اناس يسمون انفسهم بالعراقيين والحريصين على مستقبل العراق ويدعون(الوطنية) وهم بهذا لايمتون بصلة لا للعراق والعراقيين ولا الى الوطنية التي يتشدقون بها ، وربما بهذا يعبرون عن افلاسهم وفشلهم الذي واجههم في انتخابات مجالس المحافظات والذي ثبت لهم وللعملاء اجمع ان العراقيين قالوا كلمتهم الحقة الفاصلة ورفضوهم ورفضوا ان يتسيدوا عليهم وما عليهم الا ركوب اول عربة امريكية والعودة مع اسيادهم الى مجاهيل الغرب وحاناته التي تنتظرهم وهم نزلاؤها السابقين ،نعم فازمة رئيس مجلس النواب اثبتت هشاشة وضحالة وسطحية من يبحث عن المناصب والكراسي وجمع اموال السحت الحرام على حساب الشعب العراقي الجريح ،

 

لذلك تفاقمت الازمة عندما استبعدت رئاسة المجلس المرشح اياد السامرائي وخليل جدوع ،فاخذ يهدد الحزب الاسلامي ثانية ويتوعد بتخريب العملية السياسية وقلب الطاولة على رؤوس اعضاء المجلس ورئاسته ويصر بفوزه بالرئاسة بغير وجه حق قانوني ويطلق(عنترياته)( الحزب الاسلامي) بوجه الحكومة والمجلس بعد فشله الذريع في اغلب المحافظات وسكوته المريع امام تهديدات ابو ريشه رئيس صحوة العراق في الانبار فاخذ يبحث عن (نصر) حزبي في مكان اخر ولم يجده الا في مجلس النواب ،يدفعه في هذا الاصرار اعضاء وكتل سياسية انتهازية ، وتقابله كتل طائفية واحزاب كبيرة داخل المجلس بمعارضة شديدة علنية همها افشال ( اي مرشح) سوى مرشحها الذي يخدم اجندتها (الخارجية) وهي بذلك تريد ابقاء المجلس هكذا لتمرير(قرارات واتفاقيات واستثمارات) مع جهات كانت وما زالت تدرب مليشياتها وتسلحها وتمولها، وهكذا يبقى المجلس بلا رئيس لاطول فترة ممكنة لتنفيذ اهداف شريرة مع اعداء العراق ممن لا يريدون للوضع الامني والاقتصادي والعسكري ان يستتب ويتخلص العراق من الاحتلال ،لا سيما وان ادارة اوباما اعلنت بانها تريد سحب قواتها خلال اسابيع (لااشهر) وهذا الامر يضر بمشروعها الطائفي التدميري للعراق ،فمن غير المصلحة ان ياتي الى رئاسة المجلس شخصية وطنية تعارض قراراتها ومشاريعها واهدافها الشريرة ،

 

وتعمل على جعل مصلحة العراق والعراقيين في مقدمة اعمالها واهدافها الوطنية بعد ان رأت الشعب يعيش اسوأحالاته الامنية والمعاشية والاجتماعية وتفشي الفساد الاداري وانعدام مستوى الخدمات والكهرباء والماء ومفردات البطاقة التموينية وتوقف النشاط الصناعي والزراعي والاقتصادي بشكل مخيف يهدد بالكارثة الحقيقية لبنية المجتمع العراقي ، ناهيك عن ملايين المهاجرين والمهجرين خارج وداخل العراق وملايين الشباب والكفاءات والخريجين الذين يعانون البطالة القاتلة ،كل هذا والرعيان هناك يتقاتلون على الكراسي والمناصب والنهب والتفريط بحقوق الشعب وتدمير مستقبله ،ولكن لاباس فالعراقيون جادون تماما في التخلص نهائيا من الاحتلال وعملائه في الانتخابات البرلمانية القادمة بعد ان اكتشفوا بايديهم اللعبة القذرة الذي يلعبها هؤلاء معهم بغياب الضمير والاخلاق وفضلوا الركوب في عربة الغزاة ... لاسفينة العراق المبحرة نحو التحرير ودحر الاحتلال الامريكي ....

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الاحد / ٢٧ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٢ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م