وأد الصحوات

 

 

شبكة المنصور

عبد الجبار الجبوري /  كاتب واعلامي
الصحوات بدعة امريكية تفتقت بها عقلية بترايوس القائد السابق لجيش الاحتلال الامريكي في العراق ، بعد ان اثخنت المقاومة العراقية جنوده الغازية بالجراح واذلته في مدن العراق كلها ، فجاءت فكرة الصحوات ( حبل انقاذ ) لقواته المنهارة ، وظهرت فصائل الصحوات لاول مرة في الانبار على يد عبد الستار ابو ريشة والذي زاره المجرم بوش في مزرعته في الانبار ليشكره على ما قامت به قوات الصحوة في ايقاف وطرد مايسمى عناصر القاعدة من الانبار ،

 

ثم تطورت فكرة هذه الفصائل المدنية المسلحة بعد ان اثبتت فاعليتها اللوجستية والعسكرية في حماية القوات الامريكية ودفعها الى محرقة الموت مع اعداء الاحتلال بجعلها كبش فداء لهذه القوات المحتلة وزحفت افواج الصحوات برعاية امريكية ( تسليحا وتمويلاوغطاءا رغم انف الحكومة ) الى مناطق بغداد في العامرية والاعظمية والغزالية والجهاد وغيرها وتأسست بعدها مجالس للصحوات في محافظات عراقية اخرى تحت مسميات الاسناد هكذا ظهرت الصحوات ، وهي بالمناسبة مكونة من عناصر متعددة الاغراض والاهداف فمنهم من يبحث عن جاه ومنصب حكومي واخر يبحث عن المال ومنهم من جاء لتصفية حسابات تأرية طائفية ومنهم من جاء وهم كثرة من اجل لقمة العيش فقط واغلب هؤلاء من ضحايا الجيش العراقي السابق والاجهزة الامنية المنحلة وحشود العاطلين من خريجي الكليات ممن يهيمون على وجوههم في شوارع العراق بلا وظيفة او مصدر رزق ووجد فرصته في الصحوات فأنخرط بها مكرها ، وبعد سنوات دموية عاشها هؤلاء في مواجهة الموت من كل الجهات استطاعوا ان يحققوا ما اراد المحتل من تحقيقه في خدمة اجندته العسكرية على الارض فصدر قرار امريكي لتحويلهم الى وزارتي الدفاع والداخلية بنسبة ( 20 بالمئة ) من مجموع افراد صحوات العراق البالغين ( مئة وعشرون الف صحوچي ) ،

 

الا ان الحكومة استشعرت بخطورة هؤلاء على وضع الحكومة الحالي ، خاصة بعد ان احكمت الصحوات سيطرتها على الاحياء وبعض المدن العراقية من تسلل فيلق القدس الايراني وفرق الموت والمجاميع الخاصة والمدربة في معسكرات ايرانية ، وعدم فسح المجال لاشعال حرب طائفية اخرى كالذي جرى سابقا ، بادرت الحكومة بشن حملة شعواءضد اعتقالات منظمة لقادة الصحوات ابتدئتها من الاعظمية مرورا بالفضل والدورة وعرب جبور والمقدادية مطلقلة تهما جديدة لهم ( بالباكيت ) الا وهي ( قيادة تنظيم البعث ) بالنسبة لقادة الصحوات في المناطق التي يشرفون عليها وهنا نستذكر انذارا وجهه الشيخ حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين للصحوات عندما خاطبهم ( ان الحكومة سوف تبطش بكم وترميكم على الرصيف هي والامريكان بعد ان تنتهي مصلحتها منكم ) بلى لقد تحققت رؤية الشيخ الثاقبة فهو يعرف ( دمارات الحكومة ) وكيف تفكر وتتعامل مع من تستخدمهم ( كماشة ) لتنفيذ مأربها السياسية والحزبية الطائفية . ومن حقنا ان نسأل لمصلحة من وأد الصحوات في هذا الوقت بالذات بعد التحسن الهش والوقتي للوضع الامني خاصة في بغداد .....؟

 

علما بأن القوات الامريكية اعلنت قبل يومين فقط تسليمها ملف الصحوات كاملا للحكومة فجاءت حملة وأد الصحوات متزامنة مع قرار قوات الغزو هذا، ويبدو ان هذه الحملة تمت بضوء اخضر من قوات الاحتلال بأنهاء وجود الصحوات كفصائل مسلحة فاعلة على الارض وبعد ان اصبحت ( اكسباير) لدى قوات الغزو الامريكي والحكومة معا فأفتعلت لهم الحكومة تهمة لاسقاطهم وتجريمهم وتجريدهم من السلاح واعادتهم الى ارصفة الشوارع كما تنبأ لهم الشيخ الضاري ،نقول ان هذه الحملة الظالمة على الصحوات ستخلق وضعا امنيا مقلقا للحكومة مع هشاشة وتردي الوضع الامني اصلا ، فقد تفتح عليها ابواب جهنم وسوف لن يسكت قادة الصحوات على مثل هكذا حملة تنهي وجودهم على الارض بعد ان قدموا دماءا كثيرة لها ، على الحكومة ان تعيد النظر وتنظر الى هؤلاء الناس على انهم عراقيين وقفوا معها في اصعب المراحل واخطرها ولكن دائما يكون هكذا جزاء ( سنمار) والاناء ينضح ما فيه وبعد هذا نسأل اهل الصحوات الا تتعظوا والشاهد امامكم والمستقبل ضدكم ....؟ اتعظوا قليلا وعودوا الى رشدكم فالعراق ينتظركم ولا احد سوى العراق يحتضنكم واعرفوا قدر انفسكم ورحم الله من عرف قدر نفسه ......... والا فوأد الصحوات ينتظركم .....  

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ١٠ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٦ / نـيســان / ٢٠٠٩ م