حب على ركام المجهول ..!

 

 

شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد

عيد الحب الذي يحتفل به –عالميا ً-  في الرابع عشر من شباط من كل عام , تتخلل هذه المناسبة مراسم وطقوس تصب  - للتواصل ألحميمي بين المتحابين -  تختلف بعض ما تحتويه عن بقية الأعياد بموضوع اللون الأحمر في كل شيء وتبادل عبارات الود والغرام على سطوح البطاقات البريدية والتي ألهبت المناسبة ليصل سنا أسعار متعلقات - هذا العيد -  المناسبة لتصل إلى ارتفاعات خيالية توازي حرقة المتحابين وأشواقهم  كل ذلك من أجل تقديم – عربون - هذا العيد والذي يشترك فيه طقوس الأعياد الأخرى من إيقاد للشموع وزيارة الكنائس .وفكرة هذا العيد جاءت والاحتفال به ,على خلفية قيام القس المسيحي( فالانتاين) الذي عاش نهاية القرن الثالث الميلادي رجل الدين هذا كان يقوم بدور الوسيط في الجمع بين المتحابين ويبرام عقود زواج للمتحابين - من وراء ظهر الكنيسة - الأمر الذي أفقده  حياته حين علمت به الكنيسة وزج به في سجن  إحدى القلاع ومن ثم أعدم في روما على يد القائد القوطي (كلوديوس) لكن الأمر تغير بعد إعدامه حيث تم بناء كنيسة في عين المكان الذي اعدم فيه وقد اعتبر تاريخ 14 شباط من كل عام عيداً للعشاق والمتحابين ...

 

وهنا لا نريد نؤسس لنظرية منع الحب وقهر القلوب - وليِّها - وجعلها مطواعة لرغبات الآخرين فلا يمكن  لأحد أن يغير من الأمر شيء فلا يمكننا اختراق خلجات وشغاف القلوب- نعوذ بالله- نقول :  ليس عيباً أن يكون المرء عاشقاً فلا نكافة في ذلك, فالعشق الإلهي أسمى أنواع العشق والذي يجعل من العاشقين على أبواب الخالق متذللين خاضعين ...   فالأمر لا بد منه ,ولكن من الأجدى أن يستند إلى مقاييس تصب خانة إسعاد البشرية وتمييزها عن التصرفات الحيوانية من إباحية وفوضى وإخلال بالعراف والقيم الاجتماعية التي حرَّمتها جميع الديانات السماوية والوضعية وغايتها  - استحصال اللذة - فلم يكن (فالانتاين) غير رجل ذو مقاصد (...) للجمع بين القلوب -  صوره ذلك الوسيط النزيه الجامع  بين القلوب الهائمة في بحر متلاطم من جياش الغرام والعشق والوله والدله  قد وصل إلى ما نحن عليه في عالم ضاعت فيه حتى الأسباب الموجبة التي كان يقوم بها الرجل الى أن  وصل العالم اليوم إلى ما وصل إليه من نفور من كل شيء اسمه دين وعموم الفوضى أرجاء المعمورة من فك لقيود المشاعر والعواطف وجعلها سائبة لا ضابط لها , والعيد هذا العام سيمر على عالم تسود فيه الكراهية والحروب, عالم لم يبق فيه للحب فجوة إلا ودخل من وأد حلمها وهي في  طورها الأول, عالم دموي نبرئ( فالانتاين) من تبعاته عالم  أصطبغ باللون الأحمر ويا ليته كان لون ورد ولباس فقد ذبحوا الحمل وأبقوا الذئب يحمل في كل مرة على عالمنا الذي استسلم لقدره وأصبح يصفق للذئب ويلعن الحمل ويحمِّله مسؤولية موته ,انه لون الدم الذي تخطى حدود المعقول في هدير جريانه وهمجيته , فلم يبق للرحمة موطئ  لكي تقول كلمتها فقد  قتل دعاة الحب باسم الحرية فما أحرانا ونحن نعيش عيد الحب إلاّ أن نغذ السير بعيداً عن عادات وتقاليد انحرفت عن  الحب – العذري-  النظيف راح ضحيته متحابين قضوا وهم يذودون عن ُبلغ المحبة والنُبُل والميل في التعبير عن ما في النفوس من وله  لا يشط عن  ترسيخ قيم ومثل – مع الأسف-  تجاوزها عالم اليوم رغم ظاهر من تأثره بقصة قيس وليلى, عنترة وعبلة , روميو وجوليت والكثير من قصص الشوق والهيام  ويبقى الدين وتعاليمه ومثله هو المعول عليه و به  نستطيع أن نضبط انفعالاتنا ومشاعرنا ولنا في الحديث النبوي الشريف(يا معشر الشباب ، من استطاع الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء 4780  البخاري )

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس / ١٧ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٢ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م