مهرجان الجان للانتخابات القرقوزية

 

 

شبكة المنصور

امير المر / برلين

يسم الله الرحمى الرحيم

يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطاناً مبيناً

 

قرأنا في الكتب والمراجع السياسية ودرسنا أن أي نظام ديمقراطي يجب أن تتوفر به عدة مميزات وسمات ومن هذه السمات التعددية الحزبية، والانتخابات الدورية، ومؤسسات المجتمع المدني، والفصل بين السلطات، وحرية الصحافة.  وحين نطبق هذه السمات علي مجتمعنا العراقي فإننا نرى العجب........... كفانا زيف و كذب على أنفسنا وعلى الناس فالديمقراطية ليست مؤسسات والسلام  وإنما هي قيم ومبادئ أسمى واجل من تلك الممارسات فالسياسة ليست فن المكر والنفاق ولا إتقان الكذب، السياسة فن واسلوب حضاري لإدارة الحكم الذي يحقق المصلحة لأبناء وطن يتكاتف فيها الجميع من أجل تحقيق تلك القيم السامية والمبادئ الإنسانية والعمل الدئوب من اجل البناء والتقدم والرخاء ....

 

قلنا في الانتخابات  السابقة التي رعاها المحتل الامريكي وكررنا ولانزال نكرر ونقول من يستطيع من الفائزين بها أن يقول لقوات الاحتلال الامريكي والايراني  نريد عراق حر موحد لا يتدخل فيه احد لا من قريب ولا من بعيد ؟ ومن يستطيع أن ينتزع سيادة العراق من بين مخالب الاحتلال ؟ واليوم نقول بعد مهرجان الجان للانتخابات القرقوزية  أن القادم أسوأ لمعرفتنا التامة بالعقلية الامريكية الاحتلالية  ومعرفتنا بنوايا الاحزاب النفعية التي ساقهم المحتل من دكاكين الخيانة والعمالة الامريكية ..........

 

لا ننكرأن هناك تعددية حزبية ولا نستطيع ان نشك في ذلك فهناك العديد من الاحزاب الاحتلالية، والجميع هدفهم واحد هو البقاء تحت مظلة الاحتلال لخدمة المشاريع الامريكية والايرانية ، لكنهم يختلفون في كيفية تحقيق ذلك الهدف، ولكل حزب برنامجه السياسي ومؤيديه ومناصريه، والهدف الأسمى لكل حزب من هذه الأحزاب هو كيف ينهب ويفسد و ينهي ويقضي على الحزب الآخر ليتسنى للمحتل تبديل الوجوة لتكملة المشوار الاحتلالي .

 

وكالعادة فالمواطن العراقي مدعو كل يوم ان يساق تحت التهديد والوعيد الى صناديق الاقتراع سواء كانت انتخابات تشريعيه أو انتخابات رئاسية فالاحزاب الموجودة اليوم في بلدي العراق المحتل تملك مليشيات مسلحة ، وتتداخل هذه المليشيات والاحزاب مع قوى مخابراتية اقليمية واخرى دولية  لتحقيق مصالح المحتل والتي في مقدمتها التغطية على هزيمته وخزيه ومازقهه والحفاظ على كبريائه وانفه الذي مرغ  في التراب العراقي بفعل وتضحيات المقاومة البطلة .

 

فمستنقع العراق اليوم أصبح ساحة لصراع للقتلة والسراق وقطاع الطرق التي جندتها المخابرات الاقليمية والدولية  لتمضي بالعراق الى الضياع والمجهول ، فاقول ان اي من الاحزاب الفائزة بنزاهة او تزوير بالانتخابات لا ولن تستطيع تغير واقع العراق المحتل ، لانها تعمل بأجندات خارجية وتفرّط بمصلحة العراق من أجل مصالح الدول التي اشترت ولاءها .

 

 ما هذه الديمقراطية ؟؟...........ديمقراطية مزيفة كشفت دهاء وخبث ولؤم مجموعات السماسرواللصوص الذين لا هم لهم الا الربح........ ديمقراطية تحمي هؤلاء الطفيليين الجشعين الذين يسرقون تعب وإنتاج الآخرين وتسمح لهم بتدمير حياة الانسان....... ديمقراطية تهدم على رؤس الناس بيوتهم وتتركهم في العراء، وتسلب الناس كل مقومات الحياة ،وتهدر كراماتهم وتستبيح حرماتهم، وتتجسس على حالهم واحوالهم، وتقدم لهم المعلومات الكاذبة والمضللة التي تقودهم الى المجهول.

 

ما هذه الديمقراطية ؟؟.........الديمقراطية التي تواصل التأمر على شعب  عانى ماعانى من قتل وجوع وعوز ، وتواصل خداعه وطمس حقوقه... ...الديمقراطية الامريكية التي انزوت فيها امريكا  اليوم جانبا لايهام وخداع قليلي الدراية بانها بعيدة عن ما يدورفي الانتخابات من تزوير لارادة الناخب و هي تراقب حلفائها وهي تخوض الانتخابات والتي نشرت كل المحافظات خروقات وتزيف ونقل صناديق مزيفة تحت جنح الظلام .... ديمقراطية تقوم انتخاباتها على تشويه الوعي وتضليل الناس، وتمنحهم فقط حق اختيار أصحاب الملايين وأباطرة المال والنفط والملشيات والسلاح.

 

ما هذه الانتخابات ؟؟.......انتخابات تقوم على مبدأ ان من يصرف وينفق ملايين أكثر في حملته الانتخابية فانه سيفوز حتما...... طبعا اذا اراد ذلك المحتل..... ، ومن لا يملك هذه الملايين فليبقى وينزوي يراقب ويتحصر ويموت وليستسلم لبطش المضاربين والسماسرة الماجورين واللصوص والمنافقين .ما هذه الديمقراطية؟.......ديمقراطية تدعم الاحزاب الفاسدة والمخربة على طول العراق وعرضه، ما دامت هذه الاحزاب تحافظ على مصالح المحتليين الامريكان ، حيث يذهب اي كلام ويتبخرادراج الرياح الصفراء  ..........كلام عن العدل والشفافية والانسانية والحرية وما إلى ذلك من تعابير رائعة أفقدتها هذه الديمقراطية الاحتلالية  معانيها الرائعة وحولتها إلى تعابير جوفاء لا معنى لها .

 

ما هذه الانتخابات ؟؟....... انتخابات تقوم على البحث عن جواسيس واتباع جدد مهيئة سلفا ، للإيقاع بهم وربطهم بها وادخالهم مستنقعات العمالة والرذيلة والذل والخسة، وتوريطهم بأعمال غير أخلاقية وغير إنسانية وغير قانونية، ما هذه الانتخابات ؟......انتخابات تبحث عن عملاء لوضعهم على سكة العمالة للاجنبي المحتل دون اي احساس أخلاقي أو وطني أو إنساني، ليسهل ابتزازهم لفترة احتلالية محددة بعد تحويلهم الى وحوش مسلوبي الارادة والقيم................وبعدها سرعان ما تنقلب  الديمقراطية على جواسيسها وأتباعها بعد انتهاء أدوارهم أو عندما تجد من يقوم بهذه الأدوار بشكل افضل.............

 

ما هذه الديمقراطية ؟........ديمقراطية تُفقد الإنسان إنسانيته، وتركز على طائفته ولونه ودينه وجنسه على حساب الثقافة والفكر والوعي والعطاء والذكاء........ ديمقراطية تسعى لتحويل الناس الى ما يشبه الاحجار، فاقدي التصرف، مجمدي العقل، محدودي التفكير،عديمي الابتكار والاجتهاد.......

 

ما هذه الديمقراطية ؟......... ديمقراطية تذهب بالإنسان ليغوص في بحور من الظلام والهم والغم والمشاكل والسعي المحموم وراء العيش الكريم ، حتى لايبقى عنده متسعا للتفكير لما يحدث...... ديمقراطية احتلالية بلا واعز اخلاقي اوذوق اومشاعر،  ديمقراطية تفرض على الشعب المقهور أجواء من المفاهيم المنحرفة الذي عفى عليها الزمن والتي يصعب الاستمرار في الترويج لها الا عن طريق البطش والقتل والتظليل والتزوير .

 

ان دعات الانتخابات والديمقراطية المريضة في العراق في ظل الاحتلال وتحت حرابه المسموم ..... هؤلاء يتزلفون ويذلون أنفسهم ويضعونها في خدمة الاحتلال لتمرير مخططاته العدوانة ويقومون بما يعجز الأعداء عن القيام به ، يستجدون عطفهم ورضاهم ويطلبون منهم العون لقتل ذويهم وبني قومهم، ، ولا نبالغ إذا قلنا أنهم في سبيل جلب رضاهم يساهمون بشكل فعال في تخريب بلادهم وتدمير اقتصاده...............

 

اخيرا اقول لكل  المتابعين لما يجري على أرض الرافدين وكل غيور على عروبته حريص على وطنه وشعبه ،.....اقول ان حجم الضرر الناتج عن أولئك الذين أصبحوا دمىً تحركهم أمريكا كيف تشاء،اقول حجم  الضرر كبير لا يمكن نسيانه او اخفائه......... وادعوكم ان لا تنسوا كيف يتكلمون بلسانهم وبدلا عنهم ويمشون خلفهم كالعبيد  ويفدونهم بأنفسهم ويسهلون عليهم مهمتهم في تكريس الاحتلال عن طريق انتخابات مزيفة محكوم عليها بالفشل الذريع ومطعون في نزاهتها وتصب في خدمة المحتل ولا تمثل الحقيقة لا من قريب أو بعيد،. ومعلوم سلفاً نتائجها وما ستسفر عنه من حتمية أن يكون المنتخبون ممن يوالون سياسة وأوامر المحتل الذي اغتصب الأرض والعرض ...... والسلام عليكم

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة  / ١١ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٦ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م