تأملات
الحقيقة الواحدة ..
الستراتيجية الامريكية لن تتغير في حكم اوباما

﴿ الجزء الثالث

 

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

الحقيقة المرة والخطيرة التي يعرفها الامريكيون قبل سواهم ان فترة حكم الثماني سنوات من حكم المجرم بوش لم تشهد اي انجاز مفيد للشعب الأمريكي ولا لشعوب العالم بل نتائج هذه المرحلة السوداء كلها تراكمت واصبحت ميراث مكروه لاوباما واهم مميزات المرحلة السوداءمن حكم بوش هوكذب ادارة بوش على الامريكين والعالم في كل ما قالوه ووعدوا به.ماذا ورث اوباما... مشاكل في كل العالم وزيادة في مشاعر الكره للامريكين ففي الشرق الاوسط هي الاخطر ,فالقوات الامريكية تجابه في العراق مقاومة وطنية شرسة ضد الاحتلال وفي فلسطين ازداد الوضع اكثر تعقيدا وخاصة بعد حرب غزة الأخيرة والتي كانت احد الاسباب لتوحد فصائل المقاومة في نفس الوقت احدثت شرخ قوي في العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول العربية الملتزمة معها بشكل من اشكال المعاهدات وفي نفس الوقت سببت حرجا للدول العربية الرجعية ودفعت النظام العربي الرسمي ان يتجاوب ولو بنسبة محددة مع مطالب الجماهير العربية .

 

وفشل سياسة بوش في التعامل مع كوريا الشمالية حول قوتها النووية وتعاظم لقوة الانظمة الثورية اليسارية في أمريكا الجنوبية وخاصة مواقف الرئيس الفنزويلي هوجو شفايز والنظام البوليفي في المواجهة مع الولايات المتحدة وخاصة موقفهما من الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة والذي توج بقطع العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل و كذلك تمددا في الاطماع الايرانية في العراق والعالم العربي بل زيادة في تدخلاتها في القضايا العربية بعد ان تعاضم ذراعها العسكري,وفي العراق وصل التدخل الايراني إلى سيطرتها على مفاصل كثيرة في الدولة العراقية وخاصة الاجهزة الامنية وبعلم ودراية امريكية ,وكذلك الفشل المتواصل في افغانستان وتنامي قوة طالبان وخصوصا في توسع سيطرتها على اراضي من افغانستان والجانب الاخر من الفشل الأمريكي في عهد بوش هو بقاء اسامة بن لادن حي و بالرغم من بوش اطلق حروبه على الارهاب وكان بن لادن هو هدف رئيسي لحربه في افغانستان.ان هذه بعض ما سيرثه اوباما من مشاكل في العالم بسبب حماقة  وفشل سياسة بوش .وعليه لابد ان الإستراتيجية الامريكية القادمة و على الاقل ان تراعي هذه الموروثات وطرق المعالجات للنتائج المزرية التي خلفتها سياسة بوش ,وبالتالي ان كل الذي يمكن ان نستنتجه وعلى ضوء هذه المعطيات ان نكتشف ملامح الستراتيجية التي يمكن لاوباما وطاقمه ان يسيروا بمحدداتها و ليس بالاعتماد على التصريحات الانتخابية التي رفعها اوباما فقط... ان اهم المحاور التي سوف تتناولها الستراتيجية الامريكية لمرحلة اوباما وعلى ضوء العوامل التالية:


1.    المووروث السئ من الاخفاقات والفشل الأمريكي في عهد المجرم بوش في كل الاجراءات الامريكية السياسية والاقتصادية .


2.    المعطيات العالميةالجديدة وخاصة في الشرق الاوسط والتي حدثت في الفترة من فوز اوباما في الرابع من تشرين الثاني من عام 2008  لحين تسلمه الرئاسة الامريكية في العشرين من كانون الثاني من عام 2009.


3.    المصالح الامريكية الجوهريةوالمستجدة والتي تتعلق بمصالح الامن القومي الأمريكي.


وإذا ما اسقطنا هذه المحاور على الاوليات للادارة الامريكية الجديدة وهي :


           أولا- الموقف من الانسحاب من العراق والتدخل الايراني فيه.
           ثانيا-الموقف من القضية الفلسطينية واقامة الدولة الفلسطينية.
           ثالثا- الملف النووي الايراني ودور ايران في الشرق الاوسط.
           رابعا-العلاقات الامريكية الاوربية .
           خامسا-الملف الكوري الشمالي.
           سادسا-العلاقات الامريكية مع الأمم المتحدة على ضوء المتغيرات الجديدة   
           سابعا-قضايا الوقود و البيئة.


ان المحاور والاوليات في أعلاه التي استقرئناها هي اهم ماسوف يشغل بال المشرعين الاستراتيجين الأمريكان للمرحلة القادمة والتي وضعت على منضدة الرئيس الأمريكي الجديد اوباما لدراسة الكيفية التي سيتم تنفيذها وبحسب هوامش الاجتهاد و مديات المرونة الممنوحة للادارة الامريكية الجديدة .واننا كعراقين وعرب تهمنا ان نستقرء تفاصيل هذه الإستراتيجية في زمن اوباما الذي اثقل نفسه بوعود كثيرة و ثقيلة ومنها ما يخص بلدنا المحتل وقضيتنا المركزية كعرب وكذلك ما يخص منطقتنا في الشرق الاوسط والذي سبق ان طرحته الادارة البائسة السابقة من تحويله لشرق اوسط جديد ,ان هذا اهم ما يعنينا من هذه المحاور و الاوليات ولكن ليس ذلك يعني وبأي حال عدم اكتراثنا بالاخريات ابدا ولكننا سنحاول التركيز على التي تعنينا بشكل مباشر ومن الله التوفيق ... امين

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت  / ٢٧ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٤ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م