غزة هاشم أنتي  في القلوب

 

 

شبكة المنصور

زامل عبد

التأريخ لا يرحم من يتخلف عن نصرة مظلوم  أو ملهوف فكيف الحال إن كان المعتدى عليه  ابن وطن وأمة ووقفته وجهاده لا ينحصر  كنفع ذاتي عند تحقيق النصر وانهيار  جبروت الطغاة الظالمين ولكن الواقع المرير الذي تمر فيه الأمة العربية  ألان  بفعل الأنظمة العربية الخاضعة لإرادة الجاني خشية الإزاحة عن منصة الحكم بدعوى الديمقراطية والتعددية والهروب من  صفة الديكتاتورية وغيرها من المسميات التي اتخذتها العولمة وسيلة للتدخل بالشأن الداخلي للدول التي تمانع السير بركب التبعية والاعتزاز بالسيادة الوطنية  والاستقلال السياسي الاقتصادي والتحرر من كل أشكال الهيمنة  جعل المعتدي يزداد ضراوة إمعانا" بعدوانه وفرض الأمر الواقع على الجماهير وإدخال اليأس والقنوط إلى نفوسهم كي يستسلموا لأهدافه وغاياته وجعل الأمة  مسلوبة الإرادة بل الهوية وصولا إلى تفتيتها  وإيجاد النقيض المعزز لوجود المغتصب للتراب الوطني
غزة هاشم جزء حي من التراب العربي الفلسطيني أريد لها أن تكون بوابة الدولة الفلسطينية المحررة التي تبنى عليها أمال التحرير الشامل للتراب العربي الفلسطيني وان أهلها يمتازون عن إخوتهم في الجهاد بالإصرار والثبات بالرغم من ما يحيط بهم من أجواء غير مؤهلة للقيام بالدور الأساس في عملية التحرير فيتعرض أهلها بين الفينة والأخرى إلى ضغوط نفسية اقتصادية جسيمة الغرض منها الترويض للقبول بالأمر الواقع والمهادنة والسير في  طريق أللعودة ويرافق ذلك القتل  وهدم البيوت والحرمان من حق العمل والنقص الحاد بالاحتياجات اليومية من ماء وغذاء ووقود وكهرباء.

 

ولكن القضية أسمى واكبر  والأمل أوسع وابعد فتعامل أهل غزة مع الواقع المرير بروح التحمل واستثمار  بصيص الأمل إن وجد دون  الهروب من الساحة وتركها للمتاجرين بالقضية دون فعل جهاد ملموس   يراد منه  إرجاع الحق لأهله والاعتراف بمظلومة الشعب العربي الفلسطيني وفشل الهيئات الدولية من القيام بواجباتها التي توجبها الشرائع والقوانين والأعراف السماوية والوضعية لان المجرم  مكفول من راعية الإرهاب الدولي الإدارة الأمريكية المهزومة نتيجة تأثير  إفرازات الحرب المشنة على العراق  بدون وجهة حق وبأكاذيب اعترف المجرم بوش كونه خدع بها  وتسرع باتخاذ قرار الحرب على العراق ، أقول ودون الدخول في تفاصيل الشأن الفلسطيني  اتفق من اتفق قبل ذلك على العراق كي تطفأ جذوة الأمل المتأتي منه  بالمشروع القومي النهضوي الذي سيوجد قوة التوازن  الاستراتيجي فيما بين الأمة وأعدائها ومن هنا سوف تتمكن الأمة من  الانتقال إلى  الارتقاء العلمي التقني وامتلاك زمام المبادرة  للقيام بأي فعل هادف إلى التحرير  وهكذا الحال  مع القوى الوطنية الفلسطينية المتواجدة على ارض غزة كونها قوة التعارض والمقاومة لأي توجه يراد منه سلب الإنسان الفلسطيني حق تقرير المصير الحر من التدخلات الإقليمية و الدولية وعدم الخضوع لإرادة ألأنظمة التي يطلق عليها المعتدلة والتي  لديها كل الاستعداد للركوع أمام  قوى العدوان والهيمنة .

 

فتكالب عليها قوى الداخل اللاهثة وراء المناصب والاستفادة دون التفكير بأهل فلسطين ومعاناتهم والقوى الخارجية التي لا  ترغب أن ترى الشعب العربي الفلسطيني امتلك زمام المبادرة والقدرة على التعبير عن نفسه وخير دليل يبرهن ذلك الانتخابات التشريعية وما أفرزته من انتخاب حكومة فلسطينية مقاومة فما كان من المتضررين من هذه الحصيلة إلا الحرب الإعلامية والنفسية والتشكيك بالانتخابات والعمل على إقالة الحكومة المنتخبة وقيام العدو الصهيوني  باعتقال أعضاء المجلس التشريعي الذين  أصروا على مواقفهم الوطنية الداعية للتحرير ، واستمر المتحالفون  بفعلهم والترغيب والترهيب  وصولا إلى الحصار الشامل  واعتماد الحدود المغلقة وحرمان أهل غزة من التواصل  مع أهلهم في الضفة الغربية ومصر  وقيام الحكومة المصرية بغلق معبر رفح الذي يعد الرئة التي تتنفس منها غزة كي تبقى عصية على المحتل  ، ويستمر السجال بين الأطراف الفلسطينية بفعل المؤثرات العربية والإقليمية التي لا تريد أن تتوحد الإرادة الفلسطينية لان ذلك لابد وان يلغي كل المساومات والمراهنات التي  تحصل  من قبل الأنظمة العربية  وقوى إقليمية ودوليه وقد انعكس ذلك سلبا" على الواقع الفلسطيني يقابله التعنت والصلف الصهيوني من جراء التردي العربي وخنوع الأنظمة العربية للإرادة الامبريالية الصهيونية وبذرائع شتى والبرهنة على ذلك  التصريحات التي أطلقتها وزيرة خارجية الكيان الصهيوني في القاهرة على اثر لقائها بالرئيس المصري  والتي أعلنت القيام بالعمليات العسكرية على قطاع غزة  بحجة منع إطلاق الصواريخ على المدن الصهيونية وهنا التأريخ يعيد نفسه وبذات الأهداف والنوايا  والخيانة  حيث شهدت القاهرة عام 1990  القرار الذي يسمح لإدارة الشر والعدوان والإرهاب الدولي أمريكا  القيام بعدوانها الثلاثيني على العراق لتدمير قدرته العسكرية التي ترهق الحكام اللاهثين وراء الخنوع والاستسلام وقتل كل أمل يعيد الحياة  للأمة كي تتمكن من التصدي وبالقوة لأي فعل عدواني وتستعيد حقوقها المغتصبة في فلسطين والأراضي العربية التي احتلها  الصهاينة وكانت الذريعة إخراج القوات العراقية من الكويت.


المتتبع للإحداث منذ الزيارة  ولحين بدء العدوان على غزة جوا" وبحرا" وبرا" يتلمس وبدون أي جهد ذات الأدوار التي مورست  عند وقوع العدوان الثلاثيني وقرار القيادة الوطنية القومية بالانسحاب من الكويت وتوقيع وقف إطلاق النار  حيث مارس المتآمرون ذات الأدوار التي يمارسونها ألان من حيث عدم تمكين  الأنظمة التي لها مواقف مختلفة من مواقفهم بشان  ما يلحق بالقضية الفلسطينية وشعب غزة من عقد مؤتمر  القمة  وان كان الشارع العربي ليس لديه الثقة بمثل هذه المؤتمرات ونوايا الحكام العرب لان الجميع وان اختلفت نسبة خنوعهم واستسلامهم للوبي الأمريكي الصهيوني المهيمن على الأمم المتحدة وصولا إلى القرار الواحد الذي يجاز ألا وهو عدم إدانة الكيان الصهيوني وإيقاع اللوم على المجاهدين الفلسطينيين وهناك أطراف فلسطينية تتوافق مع هذا التوجه لأنها تريد الرئاسة والجاه والوجاهة الملعونة لأنها  تسلم لهم والدم الفلسطيني جار أنهر  ، إلا أن الصوت العربي النابع من إرادة الشارع العربي وقوة وعزم الجماهير العربية وإقرار أحرار العالم بعدالة القضية العربية وصراعها مع قوى الشر والعدوان والظلام خاطب أهل غزة وأبناء فلسطين في الداخل والمهجر قائلا لهم بان  الحق لا يمكن أن يعلو إن لم تكن هناك الشهادة والجهاد والصبر والاحتساب إلى الخالق البارئ الله الواحد الأحد وان إخوتكم في عراق الصبر والمطاولة والجهاد عازمون على تحقيق النصر ولا غير النصر يحلى لهم وان نصرهم هو نصركم الأكيد والمحصلة النهائية للشعوب المجاهدة  المكافحة المناضلة والخيبة والهزيمة والخزي والعار والشنار للعدوان والعدوانيون والأشرار الذي يجسدهم بدون أي شك الثالوث الغير مقدس الامبريالية والصهيونية والفارسية الصفوية الجديدة التي تستمد حقدها وكراهيتها  وعدائها للأمة العربية من إسلافهم الذين هزموا في القادسيتين الأولى والثانية على أيدي إخوتكم  العراقيين الذين يمرون بذات الظروف التي انتم فيها وان الله لناصر المؤمنين.

 
أهلنا مجاهدي غزة هاشم  إنكم في سويداء القلوب ولا تعتبوا علينا  في معركتكم صانعة النصر القريب إنشاء الله لأنكم تعودتم أن يمتزج الدم العراقي بدمكم في كل المواجهات  التي خاضتها الأمة العربية منذ وعد بلفور الشؤم وللوقت الحاضر لأننا مددكم في صنع النصر النهائي على راعية الكيان الصهيوني أمريكا  التي تبحث عن وسيلة الخلاص هي وعملائها وكلابها المرعوبة وليث العروبة حدد منفذ الخلاص وبياض ماء الوجه ألا وهو الإقرار بالقيادة الشرعية  للعراق وفصائلها المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية التي تلقن العدو وأذنابه يوميا الدروس  ، فان نصرنا إنشاء الله  متحقق  وألا الصبح بقريب وإنشاء الله نصلي صلاة الشكر في الأقصى الشريف والى اليوم الموعود سائرون.

 

عاشت الأمة العربية بجهاد رجالها المؤمنين الصادقين
الخزي والعار لكل متخاذل متهادن مع أعداء الأمة
المجد والخلود لشهداء الأمة العربية وعهدا لهم إننا سائرون على ذات الدرب

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة  / ١٢ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٩ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م