ثورة الإمام الحسين عليه السلام و سلوك الجهلة

 

 

شبكة المنصور

زامـــل عــبـــد

أثارني وبالرغم من الاختلاف الفكري والنظرة للحياة مع من استهدف من قبل المعممين المستغلين لذكرى عاشوراء أمثال الزنيم عدو العزيز الحكيم وابنه عميرة ومن هم على شاكلتهم لتمرير نواياهم وأهدافهم  السياسية الدنيوية التي تتعارض أساسا مع القيم التي أدت بالإمام الحسين عليه السلام أن يضحي بنفسه وأل بيته وأصحابه نصرة للدين وإحياء لسنة جده النبي العربي الهاشمي ألمضري محمد بن عبد الله صلى الله عليه وأله وصحبه  وسلم  حيث نشر موقع الفرات فتوى نسبت إلى المراجع فيها تفسق ونعت بالارتداد إلى السيد حسن الشامي مستشار رئيس حكومة الاحتلال الرابعة ألهالكي لأنه صرح بأن التطبير والتشبيه  واللطم بدعة تركية فارسيه أدخلت على شعائر إحياء ذكرى عاشوراء  وإنها  تنعكس سلبا" على سلوك وأداء متبعي منهج أل بيت النبوة

 

هذا الموضوع تناوله بالتفصيل الداعية الإسلامي المرحوم الدكتور الشيخ احمد الوائلي  مستهجنا" هذه الممارسات لما فيها من إساءة لشخصية الإمام الحسين بفعل الممارسات المتخلفة التي تخلو من إحياء القيم الروحية التي تبرز  القيم الإنسانية وشخصية  الإمام والعطاء الروحي الذي يمكن الدلالة عليه  من خلال تحليل الظروف المحيطة بمعركة ألطف ومن أبرزها  حادثة بكاء الإمام على الجند المهيأ لقتله وسلب وسبي عائلته والقضاء على أهل بيته وأصحابه وعند السؤال منه عن سبب البكاء  كان الجواب  بعمقه الإنساني هؤلاء يعرفون من أنا  وعازمين على قتلي وفعلهم هذا سيدخلهم جهنم وبكائه عليهم  كون الإمام كان يتمنى عليهم العودة إلى رشدهم  والاحتكام إلى العقل دون إتباع الشهوات  والمجهول الذي وعدوا به ، حيث قال (( الشعائر يجب إحيائها بالدين، بالأخلاق، بالقيم، بالوسائل المشروعة و الوسائل العلمية الحسين فكر، الحسين عطاء، الحسين جهاد في سبيل ألله  لــــو إنني امســــك  بهؤلاء  المخرفين لأدفنهم في البــالوعــة وهم أحياء ، تأدبوا بآداب الحسين، تخلقوا بأخلاق الحسين ، إحملوا عزيمة الحسين ، احملوا فكر الحسين ، احملوا آداب الحسين ، اتبعوا مبادئ أهل البيت ))  وكان للعلامة محمد حسين فضل الله رأي مطابق في هذا الاتجاه ويعد مثل هذه الممارسات خروج حيث قال  (( إن التطبير يسيء إلى الإسلام ؛ باعتبارها تجعل من ذكرى عاشوراء مناسبةً لتعذيب النفس وجلد الذات"، مضيفا "أنه أفتى قبل سنوات بحرمة التطبير لسببين: الأوّل لحرمة الإضرار بالنفس، وثانيا: لأنّ ذلك يؤدّي إلى تشويه صورة الإسلام والمسلمين الشيعة بالخصوص ))


ودعا فضل الله معظم خطباء المنبر الشيعة وبعض علمائها في عاشوراء إلى تحمّل مسؤولياتهم إزاء مشكلة الممارسات المسيئة وتوجيه الناس إلى تكليفهم الشرعي، وليس تشجيع العواطف التي يمكن أن تنحرف إلى الخرافات والتطبير )ضرب الجسد بالسلاسل والسيوف ولبس كفن أبيض (وممارسات إيذاء النفس باسم الإسلام، وذلك في معرض حديثه لصحيفة "الوطن" السعودية الجمعة 11-1-2008.


ورفض فضل الله "أن تمارس العادات التي لا تنســــــــــجم مع ألمنهج الإسلامي باسم الحسين عليه السلام، مشدّدا على دور النُخب الدينية وبخاصة الخطباء الذين يُصغي إليهم الجماهير في عاشوراء، قائلا "إنّهم يتحمّلون مسؤولية مضاعفة في ذلك؛ لأنّ الناس مهيّأة من الناحية العاطفيّة النفسيّة لتلقّي ما يطرح على المنبر بشكل أكثر فاعليّة مما يُلقى من على غيره"، وأضاف "ونحن ندعو الخطباء أن يبتعدوا عن إثارة الخرافات التي لا تنسجم مع شخصيّة الحسين".


وكان فضل الله طالب الشيعة في العالم الإسلامي، في بيان سابق بالاستفادة من ذكرى عاشوراء لـ"تكون مناسبة إسلاميّة منفتحة على قضايا الوحدة، برفض كل أساليب الإثارة التي تسيء إلى قوّة الإسلام في وحدته ومستقبله


مما تقدم نبين  إن القائمين حاليا على إحياء عاشوراء في العراق  يبتعدون كليا عن منطق العقل  والواقعية  والعلمية في أن واحد لان ديدنهم الأساسي  هو تخريب  الفكر والمنهج وبما ينسجم والثقافة التي يؤمنون بها ويعملون على إشاعتها ألا وهي الثقافة الفارسية الصفوية المكتسبة وان ما لحق بإحياء الذكرى  من بدع وممارسات وطقوس هي بعيدة كل البعد عن الإسلام وجوهر نهضة الإمام الحسين وأهدافها ، بل الأبعد من ذلك هو ألاسائة إلى العرب  والحط من قيمهم  من خلال الإيحاء بان ما يتم  ما هو إلا للتكفير عن الذنب الذي ارتكبه الأجداد مضاف إليه الخبث الطائفي الذي تعمل كل القوى المعادية للأمة  وجوهرها الإسلام لتكريسه وإطفائه على كل القيم ، والذي يعزز وجهة نظرنا  إن إيران الخميني تحدد أساليب الإحياء للذكرى ولا تسمح لممارسات التطبير واللطم بالزنجيل  والتشبيه  وغير ذلك الذي تقوم بتغذيته في العراق الجديد الذي يدعوه بكل ما تتمكن لغرض الإمعان في  إشاعة روح الإيذاء والانتقام وأيقاض الفتنة الطائفية كونها الأرض الخصبة لشرورها متناسين  بل يتعمدون القفز على حقيقة هي لقد تحمّل المسلمون الأوائل مسؤوليّة الإسلام بكلّ طاقاتهم، حتّى يوصلوه إلينا، وساهم كلٌّ بحسب تجربته وثقافته في صناعة التاريخ، وأن علينا -ونحن الامتداد لكلّ الأجيال الإسلاميّة- أن نعتبر الإسلام أمانة الله في أعناقنا، فكراً وروحاً ومنهجاً وشريعةً، وأن نتحمّل المسؤوليّة في صيانته عقيدةً وشــــــريعةً وقيماً ومنهجاً  ، وأن نجعل من الاختلاف  مصدر غنى  ينتظم بالحوار، وموقع عزّة ينطلق من الوحدة في قضايانا المشتركة، ومنطلق قوّة في مواجهة التحديات التي تتعرض لها الأمة العربية في فلسطين والعراق والمغرب العربي والسودان حتّى نصنع -في مرحلتنا الحاضرة- تاريخاً جديداً يصنع للأمّة عنفوانها الذي يصنع النصر  ولأغير النصر ويهزم الأشرار بكل مكوناتهم  وأجناسهم، ويعيد للإسلام حركيّته وحيويّته كدين محبة وتآخي   إنساني ينمي كل قيم البناء والتطور والارتقاء

 

إن أمثال هؤلاء الجهلة المتلاعبين بعواطف البسطاء والمساكين  والذين يبذرون المال العام المنهوب من  واردات العتبات المقدسة لأغراض دنيوية نقول لهم انكشف  الغطاء وبان الوجه الكالح لكم واخذ الشارع العراقي يلعنكم يوميا لما ارتكبتموه بحق أل بيت النبوة أولا  وبحق الشعب من قتل وتهجير وحرمان وتضليل وإشاعة الفساد بأنواعه متسترين بالدين والدين منكم براء  وان يوم الحساب الدنيوي قرب إنشاء الله أما حساب الحق فان الله الجليل الكريم سلط عليكم عقاب الدنيا  بذمها إليكم واحتقارها  لكم وياله من عقاب

 

ألله أكبر           ألله أكبر               ألله أكبر

خسئ الخاسئون المنافقون الدجالون الأفاقون

العزة  للإســــــــلام والمسلمين المؤمنين حقا

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة  / ١٩ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٦ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م