أيــة تصفيات تدعون ؟!

﴿ الحلقة الثالثة

 

 

شبكة المنصور

زامــل عــبـــد

تناولنا في الحلقة الثانية تشكيل الأحزاب الدينية السياسية أهدافها وغاياتها ومن هم القائمين عليها وبحلقتنا هذه نتناول الدور الخياني التخريبي الذي قامت به على مستوى الإخلال بالأمن الوطني وأداء دور العدو في التعرض للمسيرة الوضاءة في العراق بؤرة الإشعاع الثوري التحرري في الوطن العربي والمنطقة ، فان من أولى مهامهم هي التصدي للفكر القومي الذي يعمل لانبعاث الأمة العربية من كبوتها التي أريد لها أن تكون منذ سقوط الدولة العربية الإسلامية عام 1258 واحتلال بغداد على يد هولاكو وتدمير كل البني التي تدلل على النضج العربي والبناء الفكري وخير دليل العمل على تدمير القاعدة الفكرية حيث امتزج حبر الكتب والدم العربي مما يدلل على الأفق الذي تعمل به الشعوبية والنوايا التي تعمل من اجل تحقيقها إن كان على مستوى تصفية الإنسان العربي المؤمن بقدر أمته أو الموروث الفكري الذي يدلل على سمو ورقي الثقافة العربية الإنسانية ، وقد تكرر هذا الدور في الغزو الفارسي وما قام به الشاه عباس ألصفوي من حرق للمكتبات العربية أو نقلها إلى بلاد فارس كي يتم التخريب الفكري المتعمد لإرساء المفاهيم الشعوبية وتحقيق التسلط الثقافة الفارسية بعد ذلك


من هذه الرؤيا تم زرع الأحزاب الدينية في الوطن العربي متخذين من التنوع المذهبي قاعدة أساسية لنشوء هذه الأحزاب وذلك كي يتم تحقيق الغرض الأساس من تكوينها ألا وهو إشاعة الفرقة فيما بين المسلمين وإذكاء الصراع المصطنع فيما بينهم وصولا إلى تدمير النسيج الاجتماعي العربي ، وعند الوقوف على هوية الدعاة لها والعاملين على نشرها نجدهم في بدايات التكوين لها هم من غير العرب أو من سكن الأرض العربية ومن هنا فان الثوابت الأساسية لهم هو الفصل فيما بين العروبة والإسلام واعتماد مفهوم القومية طريق تعصبي استفزازي للأمم الأخرى ومن هنا نجد وبكل يقين التقاء أفكار هذه الأحزاب أفكارا" شعوبية تنم عن العقدة الداخلية لمؤسسيها ومنهج القوى التي تعيش الصراع الحضاري ألقيمي مع الأمة

 

العربية كونها قوى عدوانية تعتمد منهج وسلوك التوسع على حساب الأمم والشعوب أساسا" لعلاقاتها وهذا نقيض القيم التي تؤمن بها الأمة العربية وتعمل على إرسائها بعلاقاتها وهي نتاج الوعي المتجذر بأبنائها المؤمنين إيمانا" واعيا بقيم الإسلام كدين وثورة اجتماعية حصلت في المجتمع العربي امتد إشعاعها إلى الأمم والشعوب التي تعاني من الحرمان والعدوان والاستلاب ، فكان اصطفاف هذه الأحزاب بالرغم من اتخاذها اسم الإسلام ستارا" لتمرير منهجها مع من هم الأعداء الحقيقيون للإسلام والمسلمين والعاملين على تمكين أعداء الأمة العربية من تحقيق أهدافهم ونواياهم ومن أولى هذه المواقف هي التعرض لشعار الوحدة العربية ومقاومته وطرح شعار يراد منه تقويض النضال الوحدوي العربي الوحدة الإسلامية ليس إيمانا" بل إبعاد الأمل لما تحتويه الدول الإسلامية من تناقضات سياسية واقتصادية واجتماعية إضافة إلى انعدام القواسم المشتركة التي يساعد على قيام الوحدة ماعدا قاسم الدين الإسلامي وهنا تظهر على السطح المذهبية والطائفية التي شخصها حزب البعث العربي الاشتراكي وحذر منها كونها سلاحا" سياسيا بيد قوى الظلام والعدوان المستهدفة الأمة والعاملة على إيذائها ، وليس ببعيد عن ذاكرة أبناء الأمة العربية الدور الذي لعبه الإخوان المسلمين في مصر لإيقاف حالة التحول الوطني القومي التي شهدتها الساحة المصرية والانفتاح بعلاقاتها مع معسكر التحرر واهتمامها بمصالح الأمة العربية وكذلك الحال على الساحة العربية وما هي المواقف التي اتخذتها التنظيمات السياسية الدينية واصطفافها مع القوى المعادية


الساحة العراقية كان لها الحصة الأوفر من الحقد والعداء والوقوف بوجه أي تحول يراد منه الارتقاء بالواقع العراقي وخاصة بعد انبثاق ثورة 17 - 30 تموز 1968 ونهجها القومي الوطني التحرري الهادف إلى إرساء المشروع القومي ألنهوضي وتمكين الأمة من الوقوف بوجه أعدائها وكلما تقدمت الثورة إلى الأمام في عملية التحول ازداد التحرك من قبل هذه الأحزاب وصولا إلى اتخاذ الإرهاب وبمختلف أساليبه اسلونا لإعاقة التقدم وجعل الثورة منشغلة بالداخل وقد شهد هذا التحرك تحولا سافرا في عملية التعرض للأمن الداخلي بعد قيام نظام الملا لي في إيران وتسخير كل إمكانياتهم وقدراتهم لتحقيق ذلك وخاصة تصفية خصومهم بشتى الوسائل والسبل ومنها اعتماد أسلوب الاغتيالات طريقا" للوصول إلى غاياتهم وكان هناك أعداد من الشهداء الذين قضوا جراء ما قام به عناصر حزب الدعوة العميل إن كان على مستوى استهداف الأشخاص أو المؤسسات الحكومية وشهد عام 1979 بعض الحوادث في بغداد والمحافظات كحرق الأسواق المركزية في منطقة المربعة و رمي الرمانات اليدوية على بعض المراكز الأمنية والمقار الحزبية كفرقة ألحمزه سيد الشهداء في مدينة صدام وتم القبض على قسما من المنفذين وهم من أصول غير عراقية ومرتبطين بحزب الدعوة العميل وكذلك استهداف مبنى الإذاعة والتلفزيون بسيارة مفخخة أو الاعتصام داخل السفارة البريطانية من قبل المدعو سمير وهو من الأصول الإيرانية لغرض خلق أزمة سياسية للعراق وكان ذلك عام 1980 والمسئول عن العملية من حيث التخطيط والتنفيذ حزب الدعوة العميل وبدعم وتشجيع النظام الإيراني ، وان الرسالة التي بعثها خميني إلى محمد باقر الصدر يطلب منه عدم مغادرة العراق وكما جاء فيها (( قيادة الثورة الإسلامية ضد نظام البعث )) والتي تم نشورها في أجهزة الإعلام الإيرانية ووكالات الإنباء العالمية و كان الغرض منها تحقيق الأهداف والغايات التي تعمل إيران خميني تحقيقها تمهيدا" لمباشر تطبيق شعارهم القاضي بالتدخل المباشر بالشأن العراقي الداخلي وفي النتيجة التخلص من الزعامة العربية في المرجعية الدينية التي لابد وان تكون قيادتها غير عربية وتدور في فلك وأهداف ونوايا إيران إضافة إلى قيام عناصر التنظيم التي زرعت في القوات المسلحة العراقية بمهام الغرض منها تعطيل بعض المعدات أو نسفها والقيام بالعمل ألتجسسي لصالح المخابرات الإيرانية


خاب فعلهم وانكشفت نواياهم


إلى اللقاء في الحلقة الأخيرة

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٠٩ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٦ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م