( إسرائيل ) وجودها  بين العرب للزعامة فقط

 

 

شبكة المنصور

طلال الصالحي

الحلف الشيطاني  ألأنكلو  سكسوني ـ  اليهودي  الذي  تبلور أخيراً  في الربع  الأخير من النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي كان هدفه كما هو معلوم الاستحواذ على منطقتنا العربيّة  بالكامل  بعد انتزاعها  من جسم الإمبراطورية العثمانيّة  المسرعة نحو الانهيار  في ذلك الوقت , وذلك الحلف يحمل أماني وأحلام تاريخيّة   لكلا  المتحالفين وخاصّة  اليهود الذين وجدوا  في ذلك  الحلف  المعبر  التاريخي  الذي حانت فرصته لتحقيق  عودة  "عـُزَير"  الذي  طال انتظاره  !  كما  طال انتظار الصفويّون  لـمهديّهم  "الشيطان الأكبر"  لتحقيق حلمهم  بالاستحواذ على العراق وعودة  إمبراطوريّتهم الفارسيّة  لتهيمن على المنطقة من جديد بعد أن عجزوا  عن تحقيقها  بطائفيّتهم  على العراق  رغم  سنوات الحرب الثمانية  التي شنوها  ضدّه !  ...

 

اليهود  ,  (ولا يخرج علينا من يعزل الديانة اليهوديّة عن  الصهيونيّة  بحجّة  عدم  جواز الخلط بين السياسة  وبين الدين وأن الشعب اليهودي  ليست لديه  علاقة بالموضوع ! فمن يدقق  في قراءة نصوص التوراة  يعلم أن اليهود  هم الصهاينة  لأن تعاليم دينهم  تحضـّهم على قتل كل من  يخالف  اليهود , وليس اليهود  فقط , بل  الشيعيّة الصفويّة  لها نفس التعاليم ! ) , اليهود هؤلاء  وجدوا  في حلفائهم  المطيّة المناسبة  لإسرائهم  نحو حائط المبكى  "البراق"  في حين  وجد السكسون  في اليهود  ثور الزريبة الذي ينطح  كل متجاوز على حدود  سايكس بيكو  التي فرضها  الحلفاء على  أمّة العرب ..

 

اليهود يستندون في مشروعهم على قوّة  الغرب العسكريّة  لحين تحقيق مشروعهم من النيل إلى الفرات  "بفضل نوعيّة  كانت مسبتة  منذ قرون  من بين المنوفيّين قرب النيل وبفضل نوعيّة سابتة من الطويرجاويّين عند الفرات !"  عندها سيكونون  هم القوّة المنافسة للغرب  بعد  تحقيق  كامل  مستلزمات عمقهم السوقي  في أمّة العرب ! ...

 

 والقوّة الغربيّة وجدت في  خزائن اليهود  "بنوكهم"  القوّة الماليّة اللازمة  لاستمرار  نهب  ثروات  العرب ومنطقة الشرق الأوسط .. وهذا بالضبط  نفس  ما  يستند  عليه الصفويّون  في حكمهم للعراق حين  استندوا على  قوّة الغرب في احتلال العراق  العصيّ عليهم  ليدخلوه آمنين عبر وكلائهم  صراصير  مراحيض الدبّابات الأميركيّة ..  بينما الصهيونيّة والغرب وجدوا  في الصفويّة   الأدلاّء  المناسبون  "حرامي البيت"  لاختراق المجتمع العراقي  إضافة للعبهم  دور الكشـّافة  في فك طلاسم  الجغرافية السكنيّة العراقيّة وفتح أبواب أزقـّتها  ودروبها  وأبواب بيوتها ...

 

عندما ندقق  معطيات  حرب  الكيان الصهيوني  الأخيرة  على غزّة  نجد أن  اليهود  قد  حققوا  بسرعة  قياسيّة  أهم  ما  كان  يتمنوّه  بل أكثر مما كانت  تحتويه أمانيّهم  التاريخيّة  رغم العمر القصير  قياسيّاً  لإنشاء دولتهم العنصريّة الطائفيّة , لقد حققوا  من اتفاقيّة كامب ديفيد  أهم  ما أرادوه من تلك الاتفاقيّة الخيانيّة  ألا وهو حلم العمق السوقي العربي الذي تحقق  لهم  في  ما سمّته الدوائر الصهيونيّة بـ"دول الاعتدال"  المتكوّنة من قطرين كبيرين  هما مصر ونجد والحجاز إضافة للأردن ومحميّات الخليج  تساندها عند اللزوم  أقطار عربيّة أخرى  من خارج هذه المنظومة عند  شنـّها الحروب  ممثلة بالمغرب وتونس  وموريتانيا  ( أكو بعد أحله من هيجي  عمق ! ) وما حربهم  على غزّة  إلاّ  عمل  "بروفة"   لتحقيق  مرحلة  "التطبيع العسكري"  بعد  التطبيع المدني  الذي ابتدأ  بعد كامب ديفيد  الساداتيّة القذرة ..

 

 العراق  في حربه الدفاعية ضد الطائفيّة الإيرانية  كان عمقه السوقي  هي هذه  الأقطار نفسها  "أقطار الأشقـّاء ألله  يجرّم !"  التي  تجوقلت اليوم  ستراتيجيّاً  وسوقيّاً مع الكيان الصهيوني  وهي نفسها التي حطـّمت  العراق  عندما مرّرت جميع  جيوش الصهيوغربيّة  للوصول إلى تخومه  على مرحلتين  وعبر زمنين عبر أراضيها  ودعمت هذه الجيوش  بمئات  المليارات من الدولارات  لخراب العراق , وهي  نفسها  هذه اٌقطار المنحطـّة  التي حاصرت العراق والتي كانت  تدعوا وتطالب عبر قممها  الخليجيّة الخنازيريّة  قيادة العراق  طيلة 13 عاماً من  حصارها  السافل على العراق من الامتثال لقرارات الشرعيّة الدوليّة  والتخلّص من أسلحة الدمار الشامل  التي لديه ! وهي نفسها التي  انتقلت  بكامل ثقلها  نحو الحليف  "الشقيق" الجديد  "إسرائيل"  متجاوزين  الآية القرآنيّة الصريحة  ( لتجدنّ أشدّ لناس عداوة  للذين آمنوا  "اليهود"  والذين أشركوا ! ) وتجاوزا غير هذه الآية الكريمة الكثير من الآيات القرآنية التي تحرّم موالاة غير المسلمين ! ..

 

وهي نفسها  أقطار الخيانة هذه  من تسعى لتـُزعّم  الدولة الصهيونيّة  على العرب ولتقودهم  بحسب سياساتها  مستقبلاً  في جميع حروبها  القادمة , بل ولتجنـّد العرب  في  "سفربرلك"  جديد ! , فهل يوجد  في العالم  وفي التاريخ العربي والعالمي  قوم  سفلة ومنحطـّين  يريدون هلاك أمّة العرب  ويذبحوها من الوريد إلى الوريد مثل هؤلاء المجرمين  المنحطـّين القرود  المحسوبين ظلماً وبهتاناً وتزويراً مفضوحاً  على أمّة العرب ! هل  رأيتم  أو سمعتم  أو قرأتم  لسير  وتراجم مجرمي  الأرض وسفلتها  أشنع  وأحطّ  من هؤلاء المتخفين  برداء العروبة والدين الحنيف  وهم أبعد ما يكونون عنه  بل هم أقرب  لقراد الكلاب من أن  يكونوا  قـُمّل ! المصيبة أن "شعوبهم"  ساكتون  هادئون  موافقون مستسلمون خانعون مضارطة  عفطيّون  غثاء كغثاء السيل من كبيرهم إلى أصغر واحد  فيهم  , تخرج  شعوب العالم  حتى أشد الناس  إلحاداً  مظاهرات عارمة  لنصرة غزّة  ما عدى هؤلاء  البعورة  "ثم يكذبون على العالم  يقولون أن هنالك مظاهرات في الجزيرة العربيّة قد  قـُمِعت !" ولم تخرج المظاهرات  و "التبرّعات"  إلاّ  بعد  أن  أعلن الكيان الصهيوني  عن وقف إطلاق النار ! ...

 

يا بقيّة شعوب العرب  اتـّحدوا ونظـّموا  صفوفكم  لتنقذوا جلودكم وجلود أبنائكم وذراريكم  من الذبح  والسلخ  كما كان الآيرلنديّون المهاجرون  يسلخون فروات رؤوس  الهنود الحمر ,  وأسّسوا فرق مقاومة سريّة  ستكبر حتماً  لتطيحوا بكل  رئيس  قد  يؤثر  عليهم  ملوك   الاعتدال السفلة هؤلاء  فينبطح  للكيان الصهيوني  فتتحوّلون إلى شعوب مزاريب وزرائب وحظائر  خنازير وبقر  مثل شعوب أقطار الاعتدال وسيقودكم   عندها الكيان الصهيوني في حروبه  التوسعيّة القادمة  بجميع اتجاهات الكرة الأرضيّة وستكونون  عمقه  الستراتيجي  وستجدون بين ظهرانيكم  وعّاظ  سفلة كوعّاظ آل سعود القردة ونسانيس  الأزهر  عندها  سترمون بتعاليم الإسلام الحقيقيّة  وراء ظهوركم  حيث  لا نبيّ  بعد اليوم وستنقرضون   سريعاً  كما انقرض الهنود الحمر , عندها  إلى جهنـّم  وبئس المصير ...

 

الله أكبر ..  الله  أكبر .. هل من المعقول ! ... فلندع  شعوب الجزيرة والخليج المخدّرة  "وهم يعلمون جيّداً أنهم مخدّرون ولكنهم راضون  ويبحثون عن   من  يرمون  همّ القتال والنضال  على عمامته  العفنة"  ولا فائدة مرجوّة منهم  " النبي   العراقي الأصل محمد صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلّم  عانى  الأمرّين منهم  ولولا أبا بكر  رضي الله  عنه وبنوا هاشم  وخالد  ابن الوليد  وعلي ابن أبي طالب والحسن والحسين وعمر بن الخطّاب رضي الله عنهم أجمعين  وبقيّة  القبائل  ذات الأصول العراقيّة والشاميّة  التي ساندته  بعد  وفاة النبي صلّى الله عليه  وسلّم لقرضوا الإسلام  هؤلاء سكنة الجزيرة  "الأعراب أشدُّ كفراً ونفاقاً"  ولاجتثـّوا  شأفته , فهؤلاء  نتركهم للزمن ولا عتب عليهم ,  ولكن  العتب  كل العتب  على  شعب  ألـ ( ثمانين مليون بني آدم  مصري )  لو تفـّوا  كل واحد منهم تفلة  على  فرعون  العصر حسني كافور الأخشيدي  لأغرقوه  من زماااااااااااااااااااااااااااااان  ولما جرى للعراق ولفلسطين  الذي  جرى !  ... ولكنها الشجاعة المفقودة  ( آل  يا فرعون إيه اللي فرعنك  آل محدّش  ألـّلي  لـَئـَّه ! )  لقد  استمرأت  يا شعب مصر العيش في المقابر  واستمرأت الاستجداء من السيّاح  ورضيت  الفقر  والعوز الشديدين  وارتضيت العبوديّة وارتضيت أن يكذبوا عليك في المسلسلات التلفزيونيّة  والأفلام  عندما  يظهروك  تعيش  في "فلل" وشقق مفروشة وحدائق غنـّاء وتحيط  بك فتيات شقراوات وتحميك  فرق "البودي كارديّة!"  فمن الصعوبة بمكان  ومن المحال  أن تستطيع   بعد  الآن كسر كل هذه القيود ....

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس  / ٠٣ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٩ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م