تأملات
الحقيقة الواحدة .. الستراتيجية الامريكية لن تتغير في حكم اوباما

 

﴿الجزء الخامس﴾

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

رابعا- ان التكيف في الإستراتيجية الامريكية وليس تغيرها سوف يحصل في عهد اوباما واعتقد لاجل ان نسلط الضوء على هذه المتغيرات نبدئها من جملة قالها اوبامافي خطاب النصر(ان قوة أمريكا ليست في قدرتها العسكرية وانما في ديمقراطيتها)..

 

ان معظم السياسون الامريكيون متفقين على ضرورة احداث تغيرا في السياسة الامريكية فالاحداث في العالم وتطوراتها تجبر الولايات المتحدة على ايجاد طريقة عملية لادارة النتائج وبعدها يتم تحديد المسارات وهذا يتطلب من الامريكين ان يتعلموا ويتعرفوا على اسلوب التشاور مع الاخرين والذي لم تمارسه الادارة السابقة من باب التعجرف والفوقية التي تمارسها مع الاخرين ,وبعد الذي حصل من اخفاقات في الستراتيجية الامريكية وازدياد الكره العالمي للامريكان وقد جاء فوز اوباما ومعه شعار التغير في النهج والتعامل الأمريكي مع العالم ليكون فرصة امريكية لاعادة طرح الدور الأمريكي بصيغة قد تختلف بالشكل والمظهر العام ولكن بنفس الاسس والقواعد ..ان نجاح اوباما في حملته الانتخابية يعود إلى شعاراته في التغير وبالرغم من تركة بوش الثقيلة له وهي موزعة بين ملفات داخلية و ملفات خارجية .واهم مافي الملف الخارجي هي قضايا:

 
1-الملف العراقي والافغاني .


2-الملف الفلسطيني.


3- الملف النووي الايراني

 
1-الملف العراقي والافغاني-  ان الحرب على الارهاب التي اعلنتها أمريكا ووضعت لها ستراتيجية خاصة  لها ,ففي حربها في افغانستان استطاعت الولايات المتحدة ان توقع شركاء لها بل ان تورط دول حلف شمال الاطلسي في حرب الولايات المتحدة ضد حكم طالبان وبن لادن تحت لافطة الحرب على الارهاب واما الحرب على العراق فالامر يختلف حيث ان الولايات المتحدة لم تستطيع جمع أو حشد دولا للحرب على العراق ولم تنجح ان تنتزع تفويضا دوليا في غزوها للعراق, و ايظا في العراق تمركزا حضاريا وواقعا علميا و تقنيا وفنيا وادبيا وشعب عرف المعاصرة في كل جوانبها وبالاضافة لذلك ان في العراق ثروة نفطية يقدر احتياطها بالمرتبة الثانية في العالم وان من اسباب الحرب بالاساس يعود إلى حقد امريكي للبوشبن.وان  الرئيس اوباما يعتقدان العراق ليس هو الميدان الحقيقي للحرب على الارهاب وانما افغانستان هي الميدان الحقيقي.وان مسيرة الولايات المتحدة الكارثية في العراق وخطواتها الحمقاء في جملة الاجراءات والقرارات وتأجيج النفس الطائفي ساعدت في خلق مناخات قوية للتطرف المذهبي والتي تحولت إلى حاضنة كبيرة لقوى التطرف والاصولية وهذا الامر هيء إلى تحول العراق مركز للارهاب في الوقت الذي لم يكن في العراق اي دالة على هذه الظواهرالطارئة والمفاهيم الغريبة والتي غيرت العنوان المشرف للعراق وثوريته إلى بؤر للارهاب والمتطرفين والخارجين على القانون .ولكي نكمل الصورة وبتفاصيلها سوف اتناول الملفات التي ستطرح امام الرئيس اوباما وماهي المتغيرات المتوقعة عليها ووفق الرؤية الجديدة للادارة الامريكيةوعلى الشكل الأتي:


أولا- الملف العراقي :في البدء يكون من شعارات اوباما الانتخابية وذلك بالعمل بالانسحاب من العراق وخلال 16شهراويتوقع وحسب طاقم اوباما الرئاسي ان يتخذه خلال هذه الاسابيع الاولى وهذا الامر يثير مخاوف الكثير من القيادات الامريكية وهوفي حقيقة الامر لا يمكن ان يحدث وبهذه العجالة وكما يصرح ايظا بعض المسؤولين الذي يحكمون من المنطقة الخضراء في بغداد, ان خطة اوباما لا تتعدى كونها استكمالا للاجزاء الاولى من ستراتيجية احتلال العراق و فرض حل عسكري في العراق والذي افضى إلى توقيع اتفاقية انتداب العراق وهي امتداد لحالة الفوضى الذي يعيشه العراق بسبب التخبط في السياسة الامريكية في العراق وجزء منها اعتراف بوش المجرم وكل طاقمه الرئاسي المسؤول في هذه الادارة الحمقاء بفشلها في العراق بل انهم اعترفوا ضمنيا وفي بعض الاحيان بصراحة انهم اخطاءوا في غزو العراق من خلال المعلومات الخاطئة عن الكثير عن العراق . وكل الذي يستطيع ان يفعله الرئيس اوباما ان يسحب الجزء الأكبر من القوات الامريكية إلى قواعد عسكرية سبق ان تم اعدادها وصرفت مبالغ كبيرة على اقامتها وتهئتها ودفع الجزء المتبقي إلى افغانستان وبهذا يعتقدون انهم سيسكتون الرأي العام الأمريكي ,لان الولايات المتحدة لاتتنازل عن تواجد لها في المنطقة بل ستعمل علىتقوية نفوذها في المنطقة ولتحافظ على مصالحها في العراق (المنشأءات النفطية والتي للولاياة المتحدة الحصة الأكبر فيها لتليها بريطانيا).وان التواجد الأمريكي سوف يكون في قواعد حصينة كما يتصورها العقل الاستراتيجيالامريكي ولكي يكون شبه تواجد دائم كما هو الحال الأمريكي في كوريا الجنوبية وهنا يقع المشرع و المخطط الاسترتيجي الأمريكي في الخطاء العراقي مرة اخرى وذلك ان التواجد الأمريكي في كوريا كان بسبب حرب نظامية بين قوات الامريكية والكورية الجنوبية من جهة مقابل القوات الصينية والكورية الشمالية من جهة اخرى وتبعتها هدنة وتحصينات قوية واما في العراق فالذي حدث هو غزو واعتداء من دولة مارقة ومعها دول طامعة ومعهما ادلاء من صنف ابو رغال على دولة امنة وشعب يعيش حصار ظالم والفرق الثاني ان الكوريين الجنوبين سكنوا للتواجد الأمريكي واما في العراق ففيه شعب اصيل ووسخه قطعان ضالة جاءت معه وفيه مقاومة لم تهداء وفيه روح المقاومة متنامية ومستمرة في ضرباتها للمحتل وعملائه..انني افكر على النحو الأتي هل ان الرئيس اوباما قادر ان يحقق ثورة على النهج الاستعماري الأمريكي؟ وهل يستطيع باراك اوباما ان يروض العقلية الامريكية المتوارثة في محو الجذور للتركيبة الفكرية الامريكية بشعور الانسان الأمريكي المحتل و المستعمر لامريكا و ما فعتله هذه الدولة المتعددة في التركيب لجذورها الاجتماعية  تجاه شعبها الاصلي من الهنود  الحمرولعل افضل من وصف الشخصية الامريكية الاستعمارية هو سيمون بوليفار احد إبطال محاولات الاستقلال في أمريكا اللاتينية في اواسط القرن التاسع عشروالذي قال :يبدو انه كتب على الولايات المتحدة ان تقوم بتعذيب و اذلال القارة باسم الحرية ..

 

وعليه نجد من الصعوبة بمكان ان نفسر بروز رغبة امريكية في الانسحاب من العراق سريعا مع منهجها الاستعماري والاستيطاني وهي التي صرفت الآلاف من المليارات الدولارات وفقدت من القتلى و الجرحى الآلاف م قواتها .لايمكن ان يحصل هذا الا بعد ان ن اجرى المشرعين الامريكين والستراتيجين حسابات الربح و الخسارة بين حالتي البقاء وتحمل الضربات المتصاعدة للمقاومة العراقية البطلة وتنامي التأيد والالتفاف حولها وسيادة منطق المقاومة حتى بين المتخندقين مع المحتل سابقا وبروز ظواهر انتفاضية فردية كما هو الحال مع العراقي البطل منتظر الزيدي وجماعيةمثل المظاهرات والاحتجاجات ومنها معارضات لمرجعيات دينية على اداء حكومات احتلال واستهجان هذه المرجعيات للمارسات الطائفية وهذا امر طبيعي لمرجعيات الدينية العربية ولكنه شجاع بقدر المواجهة في ظروف القتل المباح .وايظا خيبة الامل للمحتل في عملائه أولا في كذبه عليه بالادعاء بان الشعب العراقي سيستقبلهم بالورود والذي حدث استقبلهم بالبارود وبالتالي تفسخ العقد البالي الذي كان يجمعهم قبل الاحتلال ووصل الامر بهم لد تصفية واحدهم للاخر وتحت لافتات الديمقراطية ومن مظاهر هذا التناحر انهم في ما يسمونه انتخابات المحافظات واحدهم لا ينتقد الاخر بل يخونه ويجرمه ولكنهم يشيرون لواحدهم للاخر وبدون تحديد الاسماء والاكتفاء بالهويات واتوقع اذا ما استمر هذا الحال انهم في اختيارهم لاعضاء ما يسمونه بالبرلمان في العام القادم سيبدئون بالنتاطح علنا وقديصل بهم بالسب العلني بين بعضهم لان الامر يستحق فكرسي الحكم غال و مرغوب وبأي ثمن ... 

 

والرب يهدي من يشاء امين                                                        

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٠٢ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٨ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م