تأملات
من بغداد إلى غزة ...
ادم يبكي اولاده

 

﴿ الجزء الثاني

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي  

-المحورالايراني أو الدور الايراني في المنطقة .ان ايران بعد 1979اصبح نظام الحكم فيها ثيوقراطي يديره رجال دين اقاموا نظامهم على انهيار نظام الشاه مستغلين اخطاء الشاه واعتبروا ان دولتهم الجديدة هي دولة دينية رسالية وبطابع طائفي ونتيجة لحقدها على العرب والاسلام اعلنوا ان واجب الدولة الايرانية هو تصدير الثورة وجعلوا العراق هدفهم الاول وكانت هذه هي ستراتيجيتهم واعتمدوا تسقيط اهدافهم بالتناوب و ان جزء من شعاراتها كانت مقاومة الوجود الأمريكي فهو جزء من اطماع هذا النظام في رسم له دور في كل التفاعلات التي تحدث في المنظقة وبالتحديد السعي الايراني إلدائم في ممارسة الدور الامبراطوري الذي تصرفت كل الديمقراطيات الايرانية المختلفة باتجاه تحقيقه .

 

ولم ولن يتوقف السعي الايراني عن ممارسة هذا الدور بل لدرجة حتى لو اضطرت لان تستخدم اسلوب الفرض بالقوة و كما هو واضح في فلسفة ايران الملالي الحالية.وبعد وصول الملالي كان سعيهم كبيرا في دمج صورة ايران كنظام سياسي ووصولا إلى ايران الشيعية .وهذا ترتب عليه ان يجعلوا الاذهان ان تتقبل الدور الرسالي لايران وان يترتب على ذلك تمثيله للشيعة في العالم ولتنافس الدور السعودي في العالم الاسلامي وبما ان القضية الفلسطينية تستأثر باهتمام العالم العربي والاسلامي فطرحت هذه التركيبة الدينية السياسية في ايران شعارتحرير فلسطين وجعلته رأس الرمح لقتالها مع الدول العربية بدليل ان في الحرب التي شنتها على العراق في 1980 وضعت هدف امام المقاتلين الايرانين بان طريق تحرير فلسطين يمر عبرتحرير العراق ( اي دجل هذا..هذا هو العراق تحكمونه اليوم عن طريق عملائكم..وهاهي غزة تسبح في جراحات ابنائها والسيد خامئني يخطب في متظاهرين و يطلبونه بالسماح لهم التطوع لمحاربة العدو في غزة فيوعدهم بمساندة اهل غزة )ولكنه يحرك ادواته في لبنان للهجوم على مصر لانها الدولة العربية الاقوى في المنطقة واللاعب المهم في قضايا الشرق الاوسط مع تحفاضاتنا على كل الادوار التي مارسها نظام حسني مبارك في القضايا القومية ولكن الهجوم الايراني هدفه هو مصر والعرب لكي تضعفهما و ترتب موقعا لها في قطار السياسة لعام 2009 وبكل الوسائل والطرق .

 

واما علاقة ايران بحماس فهي لا تتعدىبعلاقتها بتنظيم القاعدة في العراق وافغانستان وعلى منحين الاول اضعاف الوجود الأمريكي في المنطقة لاحداث تفوقها وورقة ضغط أو المقايضة في مفاوضاتها مع الأمريكان بحيث تدفعهم للتخلي عن هدفهم المعلن بتغير نظام حكم الملالي ومقابل تخلي طهران عن تهديد مصالح الأمريكان بالمنطقة و في مقدمتها دعم القاعدة و حماس. وهذا اليوم فقدت طهران من خلال الحرب التي شنها الكيان الصهيوني على غزة وحماس هذه الورقة وقد يحسب هذا من ضمن الجهود الاسرائيلية لتسقيط الاوراق من يد الملالي و التي كانت يحتفضون بها في مفاوضاتهم المقبلة مع ادارة اوباما والتي اعلنت استعدادها للتفاوض مع ايران وبذلك حرمت إسرائيل ايران من ورقة مهمة في جدالها المقبل مع الادارة الامريكية ولم يبقى لدى نظام الملالي من اوراق سوى الوضع في العراق ولبنان فهل ستلحق إسرائيل ان تفعل شئ لاسقاط هاتين الورقتين من يد الايرانين قبل تسلم اوباما الذي يبشرون باعتماده العصا والجزرة في حل الكثير من التعقيدات التي خلفها له مجرم الحروب بوش. . وكذلك حاجة ايران لحلفاء في المنطقة في مواجهة المحاولات الامريكية لعزلها وحصارها وهو امر لا يمكن ان يتساهل به حكام طهران ..

 

والمنحى الثاني اضفاء شرعية على نظامها بتمثيله الثوريةفي الاسلام السياسي ولتصب في الاخر في عقيدتها الطائفية.وان هذه العلاقات مرشحة دائما للانفراط لفقدانها ايظا للرابط الاستراتيجي واعتمادها على الرابط التكتيكي فقط لان طرفي الرابط (ايران من جهة و حماس أو القاعدة من جهة اخر) لا يأتمن احدهم الاخر والاهم ان وجودهم قائم على اسس طائفية...ولكي نكون اكثر وضوحا في استيعاب الدورالايراني في المنطقة والذي كان و لايزال مؤذيا لامتنا العربية وبتنسيق في كثير من المواقف مع الأمريكان و بمباركة منهم والتي لا يمكن ان نجد لها اجابة الا تلاقي المصالح بين هذين العدوين الكريهين الامريكي و الايراني ضد امتنا العربية فعلى سبيل المثال لا الحصر:


1- السكوت الأمريكي على احتلال ايران للجزر العربية الثلاث (طنب الكبرى و طنب الصغرى و ابو موسى) في الخليج العربي في عام 1971في حين قامت الدنيا ولم تقعد عندما طالب العراق بالكويت وكذلك التدخلات الامريكية في قضية الصحراء الغربية.


2-المساعدة بشكل مباشر في قيام الولايات المتحدة باحتلال افغانستان و العراق الجارتين اللدودتين لملالي طهران والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هل الاولوية الامريكية من ناحية الخطورة على المصالح الامريكية التي شكلاها هذين البلدين اكثر من نظام طهران نفسه وهوالذي اعلن ان ايران تشكل إحدى دول الشر؟


3-التعامل الأمريكي مع المعارضة الوطنية الايرانية (مجاهدي خلق) والتي لها معسكرات في العراق وبعد الاحتلال تم تجريد هذه المعارضة من سلاحها ومع انها علمانية تختلف ن حكام طهران في النظرة للحياة وفي السلوك ايظا. وبعد توقيع اتفاقية الذل سلم الأمريكان ملف هذه المقاومة لحكومة يسيرها عملاء ايران!


4-الأمريكان يتحملون مسؤولية تهميش المرجعيات الشيعية العربية العراقية (مثل اية الله العظمى فاضل المالكي,واية الله احمد البغدادي واية الله جواد الخالصي) وغيرهم من العلماء العراقين للطائفة الشيعية وحصروا تعاملهم بالذين يحملون الجنسية الايرانية من المرجعيات؟


5-تعامل الأمريكان بعد الاحتلال مع كل المليشيات التي شكلها ودعمها النظام الابراني ونسق معها كل التصفيات التي تعرض لها العراقيون الشرفاء جرت بالتنسيق بين الأمريكان و هذه المليشيات وما صدور قانون السئ (اجتثاث البعث) الا بتنسيق امريكي برايمري وعملاء ايران.


6-سكوت دولة ما يسمونها بدولة الديمقراطية وحقوق الانسان في أمريكا عن كل المأسي التي تعيشه الاقليات القومية من العرب والاكراد والبلوش ومن السنة الايرانين في حين ما فعلته عندما جابه النظام الوطني العراقي الغوغاء في الشمال والجنوب وسخرت ماكنتها الاعلامية من صياغة الاكاذيب و التلفيقات و الاخراج الهوليودي للاحداث شئ لا يمكن ان يتصوره العقل البشري.


هل بقى ادنى شك حول التنسيق الأمريكي الايراني في المنطقة. وان لولا الدور الايراني في العراق و المنطقة والذي يخدم المشروع الأمريكي في العراق لتمكنت المقاومة العراقية البطلة من طرد المحتل الأمريكي مبكرا وان المساندة الايرانية لقوات الاحتلال بالتنسيق مع اذرعها في العراق اخرت من طرد المحتل ولكنهم لا يستطعون ان يوقوفوه و بمباركة الرب وعزم الرجال الابطال المقاومون للاحتلال وباستنارة هدى العقيدة البعثية سوف نستقبل يوم تطير عراقنا الحبيب ...والله اكبر من الكل امين.

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت  / ١٣ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٠ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م