في الذكرى السادسة والثمانين لتأسيس الجيش العراقي الباسل ..
جيش قادسية صدام والمقاومة

 

 

شبكة المنصور

سعد داود قرياقوس - ٠٦⁄٠١⁄٢٠٠٧

حظيت عملية بناء القوات المسلحة العراقية، وتأسيس " نظام جندية " قائم على الحرفية العسكرية وعلى عقيدة قتالية، حظت باهتمام قادة العراق العظام من حمورابي وانتهاء بالمجاهد الشهيد القائد صدام حسين.  
 
ولقد تضمنت مسلة حمورابي نصوص حددت قوانين الدولة العسكرية، ونظمت العلاقات داخل هذه المؤسسة الهامة، وعلاقات الجيش بالمجتمع المدني، وضوابط قانون الخدمة الالزامية والعقوبات الخاصة بالهروب من الخدمة، واعتبرته خيانة تستحق العقاب الشديد. وطورت الدولة الاشورية نظام الخدمة العسكرية وأدخلت عليه قواعد وأسس جديدة متعلقة بأنظمة التدريب والتموين وشوؤن ألجيش الاخرى. 
 
المُلفت تاريخيا ان عمليات بناء قوات عسكرية قوية ومتطورة انسجمت مع مستوى التطورالحضاري الذي شهدته بلاد ما بين النهرين، وتزامنت مع بروزالقادة العظام، ومن هنا فلم يكن وصول القوات المسلحة العراقية الى اوج عظمتها القتالية والتنظيمة حلال فترة النهوض الحضاري التي قادها حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق بقيادة الرفيق المجاهد صدام حسين.  
 
تعود بدايات تأسيس جيش العراق الحديث ، جيش القادسية وجيش المقاومة الوطنية الى عام 1921، حيث قررت وزارة السيد عبد الرحمن النقيب في السادس من كانون الثاني الاعلان عن تأسيس الجيش العراقي. وفي الثامن عشرمن تموز تم تشكيل اولى وحدات الجيش، واطلق عليها فوج " موسى الكاظم" الذي اتخذ من خان الكربولي في مدينة الكاظمية مقرا له. وفي السابع والعشرين من آب تم تشكيل كتيبة الخيالة الاولى واطلق عليها " كتيبة الهاشمي". وتوالت اثر ذلك عمليات اكمال المفاصل الاساسية للجيش العراقي ، فتم انشاء الصنوف والمدارس والفرق والالوية على اسس حديثة، وعلى عقيدة عسكرية مستندة على النُبل والمهنية والفروسية والاخلاقية العالية، بالاضافة الى المُثل والقيم العربية والاسلامية.  
 
 وبلغ جيش العراق قمة مستوياته القتالية والادارية والعقائدية اثرقيام ثورة 17- 30 تموز، وأستلام الرئيس المجاهد مسؤلية المكتب العسكري ومهام بناء القوات المسلحة المتطورة والقادرة على حماية سيادة العراق وامنه الوطني والقومي، والتصدي لمشاريع اعداء العراق والامة العربية، وفي مقدمتهم الكيان الصهوني والنظام الفارسي.  
  
 
وعبّرالجيش العراقي، ومنذ المراحل الزمنية الاولى لتأسيه، عن استعداده لاداء المهام الوطنية والقومية المناطة به بكل جدارة واقتدار ، وحقق انتصارات مشرفة ابرزها النصرالساحق على القوات الايرانية في معارك قادسية صدام الخالدة ، والانتصارات اليومية التي يحققها رجال الجيش العراقي من خلال قيادتهم ومساهمتهم في عمليات المقاومة الوطنية للاحتلالين الامريكي والفارسي للعراق. وإلحاقهم الهزائم العسكرية والسياسية في المشروع الاستعماري التوسعي. 
  
سنقدم ادناه استعراضا موجزا لابرزانجازات جيش العراق الوطنية والقومية، لكننا سنتوقف امام سجل حراس البوابة الشرقية المثير للفخر والتقدير وانتصاراتهم الرائعة في ملاحم القادسية الثانية، وكذلك مع انجازات القوات المسلحة العراقية ضمن مشروع المقاومة الوطنية ، ونقدمها بشي من التفصيل لكونها تمثل اروع انجازات الجيش العراقي واعظمها.  

 وطنيا، حافظ جيش العراق ومنذ تاسيسه على تقاليده الاخلاقية والتزاماته الوطنية، ورفض كل محاولات تسخيره ليكون اداة قمعية بيد السلطة الحكومية لقمع الشعب , بل ساهم مساهمة فعالة في الذود عن كرامة المواطن وصد هجمات الغزاة ، وسحق التمردات العسكرية الانفصالية في شمال العراق ، وهزيمة الشعوبيين الطائفيين من عملاء الشاه والخميني على حد سواء. ابرز المحطات الوطنية للجيش العراقي، يمكن ايجازها بالاتي:  
  
الحرب العراقية- البريطانية في ايار / مايس 1941 
  
سعت حكومة الدفاع الوطني برئاسة رشيد عالي الكيلاني الى التخلص من السيطرة البريطانية وهيمنتها على مقدرات شعب العراق. الا ان الحكومة البريطانية رفضت الاعتراف بالحكومة الجديدة وقررت اسقاطها عن طريق القوة ، فعززت قواتها في العراق وانزلت قواتها العسكرية في البصرة دون موافقة الحكومة العراقية كما نصت عليه الاتفاقيات المعقودة بين البلدين.  
 
ازاء هذا الموقف العدائي قررت القيادة العسكرية العراقية المتجسدة آنذاك في العقداء  
 
الاربع صلاح الدين الصباغ و فهمي سعيد ، ومحمود سلمان ، وكامل شبيب ، الوقوف مع الحكومة العراقية والتصدي للاستفزاز البريطاني بالرغم من ادراكها للتفوق العسكري البريطاني ، وتحركت قطعات الجيش لتحيط بالقاعدة العسكرية البريطانية في الحبانية. وفي الثاني من ايار/ مايس شنت طائرات سلاح الجو البريطاني غارات مركزة على قواعد القوة الجوية العراقية، وعلى معسكرات الجيش العراقي، وعلى تجمعات الجيش العراقي في منطقة الفلوجة- حبانية . وشرعت في تعزيز قواتها البرية بارتال من القوات المرابطة في الاردن. هذا التصرف العدواني قاد الى نشوب حرب استبسل بها مقاتلو الجيش العراقي على الرغم من عدم تكافؤ القدرات العسكرية. فاستمرالقتال لمدة شهرا على محور الحبانية – بغداد، الا انه توقف على مشارف بغداد بعد مغادرة اعضاء الحكومة العراقية بغداد باستثناء الشهيد يونس السبعاوي. لا شك في ان تلك المعارك تضمنت الكثير من مقومات الشرف والكرامة والرجولة على الرغم من خسارة الجيش العراقي تلك المعارك.  
  
ثورة 14 تموز/ يوليو 1958 
  
على الرغم من جميع انحرافات واخفاقات ثورة الرابع عشر من تموز الا انها تبقى علامة مشرفة في السجل النضالي لشعب العراق وجيشه المقدام. فالثورة عبّرت بعمق عن آمال شعب العراق وطموحاته الوطنية والقومية ، وشكلت امتدادا لكل الثورات والانتفاضات الوطنية ضدء القوى المحتلة واهمها ثورة العشرين.   
لقد استوعب الضباط الاحراراللذين خططوا للثورة ونفذوها معانات الشعب وثقل قيود المعاهدات العراقية-البريطانية ، لا سيما اثر خسارة الجيش لحرب مايس، وهزيمة الجيوش العربية في فلسطين عام 1948 ، فعقدوا العزم على انهاء التبعية البريطانية وعلى تغييرالنظام الملكي الفاسد وتقديم مشروع وطني وقومي جديد لشعب العراق. 
  
فخططو بحكمة للثورة التي نفذتها وحدات جحفل لواء المشاة العشرين في فجر الرابع عشر من تموز عام 1958. تفجيرالثورة وتاسيس الجمهورية العراقية كان بلا شك انجازا وطنيا هائلا ومشرفا للجيش العراقي . 
  
ثورة 8 شباط 1963 "عروس الثورات" 
 
 عبرت عروس الثورات عن استياء شعب العراق وجيشة وخاصة قوى الشعب الوطنية والقومية من النهج الاستبدادي للزعيم عبد الكريم قاسم، وانحرافه عن مبادىء واهداف ثورة تموز وتملصه من برنامج الثورة المتفق عليه قبل الثورة ، وتنكيله برفاقه الضباط الاحرار واعدام غالبيتهم ، ومسايرته لجوقة شعوبية مشبوهة استولت على الحزب الشيوعي العراقي وحرفته عن خط قائده ومؤسسه الشهيد يوسف سلمان يوسف " فهد " . فقرر حزب البعث العربي الاشتراكي بالتعاون والتنسيق مع القوى القومية الاخرى المبادرة والقيام بثورة تعيد ثورة تموزالى مسارها الوطني والقومي، وتوقف المد الشعوبي المعادي لعروبة العراق . ففجرت طلائع المدنية والعسكرية ثورة الثامن من شباط 1963 ، نفذت خطتها قطعات الجيش العراقي، ومقاتلات القوة الجوية، فانهى بنجاحها التسلط الفردي واوقف المد الشعوبي . ولا شك في ان الفضل الاكبر لنجاح الثورة يعود للقطعات العسكرية المسلحة التي نفذت الثورة باشراف وقيادة ومساهمة القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي ، واعضاء المكتب العسكري للحزب.   
 
ثورة 17 - 30 تموز/ يوليو 1968 العظيمة 
 
 في فجر السابع عشر من تموز قاد مناضلو الحزب وفي مقدمتهم الرفيق الاب القائد المرحوم احمد حسن البكر، وشهيد الامة العربية الكبير الرفيق صدام حسين، وبمشاركة اعضاء القيادة القطرية الاخرين ومنهم الرفيق المجاهد عزة الدوري ، والرفيق الاسير طه الجزراوي، قادوا طلائع الحزب ومناضليه وبمشاركة عدد من العسكريين البعثيين والمستقلين ثورة عملاقة، انهوا بها الحقبة العارفية بكل جرأة واقدام ، ودون هدر دماء باستثناء استشهاد مقاتل عراقي عن طريق الخطا، فاستحقت بجدارة لقب الثورة البيضاء. 
  
خطة الثورة وضع تفاصيلها ونفذها اعضاء القيادة القطرية واعضاء المكتب العسكري للحزب، وساهم في تنفيذها واسنادها لواء الحرس الجمهوري بقيادة المرحوم سعدون غيدان واللواء المدرع العاشر بقيادة الشهيد حماد شهاب.  
 
  
اما على صعيد المهمات القومية ، فلقد ساهم الجيش العراقي في جميع المعارك التي خاضتها الامة العربية ضد العدو الصهيوني بكل شجاعة واقدام . ففي حرب فلسطين عام 1948، شاركت قطعات من الجيش العراقي بزخم قتالي تجاوز حجم فرقة بضمنها الوحدات الساندة والادارية ، وبامتياز مشهود على الرغم من الموقف السياسي المخزي للنظام الملكي والحكومة العراقية آنذاك. وخاض جيش العراق معارك مهمة انتصر في اغلبها ، اهمها معركة جنين، معركة كيشر، معركة مرتفعات كوفتش، معركة كفر قاسم، ومعارك ومواجهات عديدة اخرى. 
  
وفي عام 1967 ، ساهمت القوة الجوية العراقية في المعركة ضد العدو الصهيوني ، فكانت المقاتلات العراقية في مقدمة القوة المدافعة عن الاجواء العربية في الجبهة الشرقية ،واستبسل الطيارون العراقيون واستشهد عدد منهم شرفا ودفاعا عن الامة وعزتها وكرامتها . 
 
ولم تتردد القيادة العراقية في المساهمة في حرب تشرين عام 1973 على الرغم من الموقف السلبي للحكومة السورية من الثورة في العراق ، فاندفعت قطعات جيش العراق بسرعة ادهشت العدو وغيرت حساباته، الى مناطق القتال، وساهمت مساهمة فعالة في الذود عن سوريا وحماية دمشق من السقوط . كما وساهمت القوة الجوية العراقية في ضرب اهداف عسكرية في العمق " الاسرائيلي" على الجبهتين الشرقية والغربية . 
انجازات القوات المسلحة العراقية المذكورة الاعلاه تتضمن وبدون شك قدرا كبيرا من البسالة والالتزام الوطني الصادق وقدرا كبيرا من قيم الجندية . الا ان اروع انجازات جيش العراق واكثرها قيمة من الناحية التاريخية تكمن في الانتصار البطولي على الفرس المجوس ابان قادسية العرب الثانية، قادسية صدام ، ودوره الكبير في مقاومة قوات التحالف الصهيوني – الصليبي- الصفوي ، وتعطيل مشروع الاحتلال والحاق الهزيمة بقواته.  
  
قادسية العرب الثانية- قادسية صدام  
 
  
منذ الساعات الاولى لوصوله الى طهران بحماية المخابرات الفرنسية ورعاية ودعم المخابرات الامريكية، افصح حاخام ايران الأكبر "آية الله" الخميني عن نزعته الفارسية العنصرية واعلن عزمة على معاداة العراق والامة العربية، وكشف عن طموحاته المريضة في تنفيذ المشروع التوسعي الفارسي واحتلال العراق عبر ما اطلق عليه " تصدير الثورة الاسلامية" .  
 
هذا السلوك العدائي لم يكن نزعة غير مسبوقة، بل نهجا عبّر عن احلام تاريخية فارسية موروثة . 
  
الصراع العربي - الفارسي قديم قدم التطورالنشوء الحضاري لوادي الرافدين. فلقد تعرض شعب العراق الى مخاطر النزعة التوسعية الفارسية والى غزوات القبائل العيلامية والساسانية والكوتية المحمومة برغبات السيطرة على شعوب وثروات الاقاليم المجاورة.  
  
الشواهد التاريخية على الاعتداءات الفارسية كثيرة وممتدة عبر حقبة طويلة من الزمن.  
كما وان الفترات التي عانى بها شعب العراق من نيرالاحتلال الفارسي ليست بالقصيرة . لكن الشواهد التاريخية تؤكد ايضا بان شعب العراق وبقيادة زعمائه التاريخيين استطاع دوما النهوض من كبوته وتحرير ارضه ودفع الغزاة خارج حدود الوطن والانتقام من تصرفاتهم الهمجية .  
فلقد دحر سرجون الاكّادي تحالف اربع ملوك ايرانيين، واستولى على بلاد عيلام . واستطاع الملك الاكّادي نرام – سن هزيمة الملك " سنتوني" ملك لولوبو هزيمة ساحقة. وفي حدود عام 2120 ق. م حرر جيش العراق بقيادة اوتو – حيكال ملك الوركاء البلاد من سيطرة الكوتيين، ودحر قوات الملك الكوتي " تريكان". وشن القائد الكلداني العظيم نبوخذ نصّرالاول هجوما على القوات العيلامية الغازية ودحرهم ، وسيطر بشكل مطلق على منطقة بلاد عيلام، محققا نصرا ساحقا دونت تفاصيلة الوثيقة المعروفة بـ " وثيقة النصر" . 
 

وفي معركة ذي قارالخالدة ، هزمت القبائل العربية المتحالفة بقيادة القائد العربي المغوار هاني بن مسعود الشيباني القوات الفارسية وقتلت قائد الجيش الساساني الهامرز. 
  
وبعد انطلاق الرسالة الاسلامية في الجزيرة وارض العرب، وتأسيس الدولة العربيةالاسلامية، اتخذ الخليفة الراشدي العبقري الفاروق قرار تحريرالعراق من الاحتلال الفارسي. فالحقت القوات العربية بقيادة سعد ابن ابي وقاص الهزيمة في الجيش الفارسي في معركة القادسية الخالدة وذلك في يوم الاثنين 6 محرم سنة15 هجرية، المواقف ليوم 19 شباط 636 ميلادية . في تلك الموقعة العظيمة التي صال بها البطل العربي القعقاع ورفاقه المجهادين وهزموا قوات كسرى وسحقوا فيلتة، وحرروا العراق وادخلوا الدين الجديد الى بلاد فارس واطفؤا نيران المجوسية. وفي معركة نهاوند والتي اطلق عليها " فتح الفتوح" تمكن العرب من قصم ظهر فلول الفرس التي حاولت ايقاف عملية تحريرالعراق ، فأجهز صناديد العرب على بقايا فلول الفرس واخمدوا احلامهم التوسعية لقرون، الا ان الشاه و من بعده الخمييني سعوا للانتقام لهزيمة كسرى ، وايقاد نارالمجوسية من جديد بشنهم الاعتداءات المتكررة على شعب العراق ، لكن جيش العراق كان لهم بالمرصاد والحق بهم الهزائم المتكررة في ملاحم قادسية صدام. 
 
لقد برهنت معارك القادسية الثانية على قدرات جيش العروبة الحاسمة ازاء العدو الايراني في الميدان العسكري، وقدرته على ازالة عوامل تفوق العدو، ومنها الثقل السكاني وضخامة الترسانة العسكرية. وابرزت المعارك شجاعة وفروسية رجال العراق الاشاوس وامكانيات القيادة السياسية والعسكرية وعلى راسها الرفيق المجاهد صدام حسين في تأمين عوامل النصر بمختلف جوانبه. فقاد شعب العراق وجيشه المقدام خلال فترة الحرب من نصر الى اخر بكل شجاعة وحكمة واقتدار. 
 
 ان استعراض الملاحم التي خاضها جيش العراق، وسرد الانتصارات المتحققة يقدم لنا صورة واضحة عن عظمة تلك الانجازات واهميتها، وادلة على شجاعة ومهنية جيش العراق قادة ومراتب، وقدرتهم على ادارة المعارك في اطول حرب في التاريخ الحديث. 
 لقد تمكنت القوة الجوية العراقية من تدميرسلاح الجوالايراني واخراجه من المعركة في المراحل الاولى من الحرب. ونجحت القوات البرية في التوغل في العمق الايراني والسيطرة السريعة على مساحات شاسعة من الاراضي الايرانية ومحاصرة - ودخول - العديد من المدن الايرانية الرئيسة بما فيها مدن: المحمرة، وعبادان، وسومار، والخفاجية وبسيتين، وديزفول، وقصرشيرين، وسربيل سهاب، وغيرها من المدن . 
 
 واثرانسحاب القوات العراقية من الاراضي الايرانية عام 1982، تمكنت القوات المسلحة العراقية من ايقاف سلسلة طويلة من الهجمات الفارسية الهادفة الى احتلال العراق وسحقتها وكبدتها خسائر باهظة، ومنعتها من احتلال الاراضي العراقية باستثاء نجاح القوات الايرانية في خلق تواجد محدود في اقصى جنوب شبه جزيرة الفاو. وقد تمنكت القوات العراقية في النهاية من سحق القوات الايرانية المحتلة ، وتحرير التراب العراقي. 
 ان سجل المعارك المشرفة طويل ، وتفاصيل الخسائر الايرانية وفيرة لا يتسع المجال هنا لسردها. ونوجز ادناه اهم انتصارات العراق العسكرية التي سحق بها حراس البوابة الشرقية كل محاولات قوات الحاخام الخميني لاحتلال العراق. 
 
  
في 17 اذار 1982 احبطت القوات العراقية هجوما كبيرا شنته القوات الايرانية واطلقت عليه معارك " فاطمة الزهراء". 
 
في 30 نيسان 1982 افشل صناديد القرن العشرين هجوما ايرانيا كبيرا اطلق عليه تسمية " بيت المقدس" ، بعد ان هيأت له القيادة الايرانية كل المستلزمات العسكرية والتعبوية وطبلت له اجهزة الاعلام الايرانية وزمّرت . 
  
وفي معركة شرق البصرة في 13/7/1982 حققت القوات العراقية انتصارا كبيرا، وتم تدميرالقوات المهاجمة تدميرا كاملا ، وتكبيدهم اكثر من 27 الف قتيل، تركت جثثهم في ساحة المعركة بعد هروب فلول الفرس المنكسرة ، بالاضافة الى تدمير 297 دبابة و 160 ناقلة جنود وغيرها من المعدات. 
 
  
الانتصارالساحق في موقعة ميسان ومنطقة الشيب في 6/2/1983 والتي اطلق عليها الايرانيون " معركة الفجر" ووصفوها بالحاسمة. تكبد العدو الفارسي في هذه الملحمة العراقية الرائعة اكثر من 6000 قتيل. 
 معركة الفكة الكبرى " الفجر الثانية" والتي بدأها العدو الفارسي فجر يوم الاحد 10/4/1983 ، وبزخم قتالي شارك فيه 120 الف مقاتل. استمرت المعركة اربعة ايام  
 
متتالية وانتهت بتدميرالهجوم الاجرامي تدميرا كاملا ، قتلت فيه القوات العراقية 14980 الف عسكري ايراني . 
 
 
  
 
معركة بنجوين، والتي هاجمت فيها قوات الحقد المجوسي القوات العراقية المتجحفلة في القاطع الشمالي يوم 19/10/1983 . استمرت المعركة سبعة ايام وانتهت في 26/10 بهزيمة العدو الحاقد ، وتكبيده ما يقارب 30 الف قتيل. 
 
 معارك شرق البصرة ، وشرق ميسان ( معارك الفجر السادسة) في 22 /2/ 1984.  
 
  
على قاطع البصرة – العمارة ، والتي انتهت بهزيمة العدو وفشله في احتلال شبر واحد من الاراضي العراقية مخلفا 25 الف قتيل. 
  
ملحمة هورالحويزة التي استمرت يومين " 22-23 /4/1984 " وانتهت في سحق الهجوم وابادة القوة المهاجمة. 
 
 نتائج المعارك التي تلت معركة هور الحويزة ، خاصة معارك توكلنا على الله معروفة. حيث انتهت جميعا بدون استثناء في هزيمة قوات العدو المنكرة. واستطاع الجيش العراقي في السنة الاخيرة من الحرب ان يفرض الهيمنه الكاملة على ساحة المعركة ، ويلحق الهزيمة المؤكدة بقوات الحقد الخميني، مما اضطر ملالي قم وطهران الى قبول وقف اطلاق النار بعد تعنت طويل الحق بالشعبين خسائر بشرية ومادية كبيرة يتحمل الحاخام الخميني وملالي طهران وقم مسؤليتها الكاملة والمباشرة.  
  
لقد استطاع جيش العراق المقدام الحاق الهزيمة بقوات العدو الفارسي على الرغم من التعاون التسليحي الايراني –الصهيوني، وعلى الرغم من دعم الاجهزة الامريكية لايران والتي كشفت تفاصيلها فضيحة ايران – غيت.  
 
 انتصارالعراق التاريخي الكبير وبكل المقاييس العسكرية والسياسية يعتبر اكبر انتصار حققه جيش عربي على عدوا اجنبي حاقد. هذا الانتصار الذي اذاق الخميني طعم السم كما اعترف شخصيا يوم قبوله هزيمة ايران العسكرية جاء نتيجة لوقوف شعب العراق خلف قيادته، ونتيجة لبسالة جيش العراق وقدراته العسكرية، وبلا شك نتيجة للدور القيادي للرئيس القائد المجاهد صدام حسين وادارته المعركة بكل جدارة ورجولة، وتواجده المستمر في خطوط الدفاع الاولى، مقاتلا الاعداء الى جانب جنود العراق والامة العربية الاشاوس. 
 
 
العدوان الثلاثيني عام 1991 
 
  
اثر دحر العراق للعدوان الايراني بعد ثمان سنوات من قتال بطولي ، وفي ظل تحالف دولي شرير مضاد للعراق ، قررت ادارة الشر في واشنطن سرقة النصر العراقي وتدمير القوة العسكرية العراقية، وايقاف عجلة التطور الصناعي والاجتماعي التي فشلت قوى الظلام والتخلف الايراني في ايقافها. فكان لابد من فتح صفحة تآمر جديد ومن طراز خاص. فاوعزت الادارة الامريكية الى آل الصباح ، سالبي ارض العراق وثروة شعبه ، لشن حرب اقتصادية على شعب العراق، الامر الذي اضطر فيه القوات العراقية الى دخول الكويت وتلقين هذه العائلة الفاسدة الجبانة درسا لن ينسوه . 
 
  
استغلت الادارة الامريكية الفعل العراقي فحشدت حلفائها من روم وعرب ، وشنت على شعب العراق ومرافقه الارتكازية هجوما وحشيا قذرا، جاهد جيش العراق بصمود بطولي في الدفاع عن سيادة العراق وكرامته في حرب كان تفوق العدو العسكري والتقني واضحا للقيادة العراقية منذ بداية الازمة، الا انها رغم كل التضحيات المتوقعة والمحسوبة ، قررت مواجهة الاعداء الذين اصروا على اركاع شعب العراق وقيادته ، واصروا على شروط مجحفة ، منها قيام القيادة العراقية بتدمير الالة العسكرية العراقية، ومنحهم قواعد عسكرية ثابتة في العراق. ازاء هذه الشروط المجحفة وغير المقبولة، قررت القيادة العراقية الشجاعة المواجهة والقتال ادراكا منها في ان التراجع سيسبب انكسارا نفسيا لجماهيرالامة العربية على الرغم من ادراكها للتفوق العسكري للعدو. لقد قاتل جيش العراق بكل قدراته وطاقاته التي تبقى محدودة قياسا بقدرات اعتى جيوش العالم. نعم خسر جيش العراق تلك المعركة عسكريا لكنه لم ينهزم معنويا فبقى جيشا مقتدرا مؤمنا بعدالة قضية شعبه وامته . 
  
 
ان اكثر صفحات تلك الحرب قذارة ، وبدون ادنى شك ما قام به الفرس الغادرين وفرق الفرهود والمجموعات الطائفية القذرة المرتبطة في ايران والمتكونة من الفارين من اداء الواجب الوطني. فارتكب الغادرون الشعوبيون جرائم قذرة منها: مهاجمة القطعات العسكرية المنسحبة من ساحة المعركة ، وارهاب وقتل المواطنين الآمنين من ابناء المدن الجنوبية، وتدمير مرافق الدولة والممتلكات العامة ، واغتصاب النساء، وسرقة الممتلكات العامة والخاصة، وقتل موظفي الدولة، وبشكل لا يختلف على الاطلاق عن نهج تلك العصابات الهمجي الراهن الان في العراق المحتل. الا ان قطعات جيشنا المقدام واجهزة العراق الامنية ومقاتلي المنظمات الحزبية ، واجهتهم وهزمتهم وسحقتهم في ايام، سحق العقارب السامة، فهربوا كدأبهم مذعورين الى خارج حدود العراق الشرقية والغربية . والغريب والمثير للاستهجان والازدراء هو اصرار نفر شعوبي مدعي للوطنية ولدعم المقاومة على تسمية تلك الصفحة الغادرة بـ "الانتفاضة" ؟! 
 
 اي انتفاضة شعبية تلك التي تنطلق بناء على دعوة وتشجيع قاتل شعب العراق جورج بوش؟ اي انتفاضة تلك التي يهاجم بها المنتفضون جيشهم الوطني العائد من معركة غير متكافئة؟؟ 
  
اي انتفاظة تلك التي قام القائمين بها بـسرقة وتدمير ممتلكات الدولة، وقتل موظفيها، وذبح واغتصاب عوائلهم بسادية ووحشية ؟  
  
اي انتفاضة شعبية تلك التي رفعت اعلام ايران وصور قادتها؟ واطلقت شعارات صفوية طائفية مقيتة.!؟  
 
  
تلك العمليات الخيانية الاجرامية لم تنحصر في النشاط الايراني في جنوب العراق ، بل لعبت عصابات الاحزاب الكردية العميلة دورا لا يقل همجية وخيانة وغدرا عن دور حلفائهم من احفاد الفرس .  
  
حرب الابادة الامريكية على شعب العراق لم تتوقف في عام1991 بل استمرت بصيغتين: الحصار الاقتصادي الاجرامي الجائر، والغارات الجوية اليومية على قواعد جيش العراق ومعسكراته لمدة ثلاثة عشر عاما. هذه السلسلة الطويلة من التصرفات المعادية ، انتهت بالحرب الاجرامية التي شنها التحالف المركب المعادي لشعب العراق والامة العربية في اذار 2003 والتي انتهت باحتلال العراق. 
  
لقد قاتل جيشنا المقدام المحتلين على ابواب العراق قتالا بطوليا سيخلده المؤرخون العسكريون، وسجّل ابطال القوات المسلحة العراق ومقاتلو الحزب وافراد الشعب والمتطوعون العرب ملاحم خالدة في ام قصر والناصرية والحلة والكوت والعمارة وكربلاء واليوسفية واللطيفية وابوغريب ومنطقة المطار ومعسكر الرشيد وجسر ديالى، وكركوك والموصل وغيرها من مناطق التماس المباشر مع العدو قتالا مشرفا.    
وإثر دخول قوات الاحتلال بغداد نتيجة للتوفق الجوي والتكنولوجي للعدو ، قررت القيادة العراقية التحول الى الصفحة التالية للقتال المعدة سلفا ، فانتقلت القوات المسلحة لصفحة المقاومة السرية غير النظامية. وانطلقت المقاومة العراقية الباسلة يوم 11 نيسان معلنة ابتداء مرحلة هزيمة العدو المحتل، اعلان ازال الانكسار النفسي للامة العربية الذي احدثه دخول المحتلين بغداد العز والكرامة، بغداد العروبة.  
 
  
 
ان تفاصيل الانتصارات التي حققها ابطال المقاومة العراقية ورجال جيش العراق معروفة لابناء العراق . انتصارات يتغنى بها الشرفاء من ابناء العراق والامة، وينقل اخبارها وتسجيلات وقائعا الملايين يوميا ولا حاجة لسردها في هذه المساهمة . 
 ان مقاومة الاحتلالين الامريكي والفارسي تعتبر بكل حق، الى جانب انتصارات جيش القادسية، اكثر انجازات الجيش العراقي مدعاة للفخر والاعتزاز. ولاشك في قدرة هذا الجيش المقدام على تحريرالعراق واسترداد سيادته وحماية شعبه وثرواته وانجازاته بعد التحرير. لقد حقق جيش العراق وبكل مصداقية وشجاعة خلال مسيرته الرائعة شعار: الجيش سور للوطن. 
 
  
في الذكرى السادسة والثمانين لتاسيس جيش العراق.. جيش الامة العربية    
ولكل منتسبي جيش العراق الشجعان ضباطا ومراتب  
ولذكرى شهداء جيشنا الاكرم منا جميعا 
ولمقاتلي فصائل مقاومتنا الوطنية    
لانتصارات جيش العراق وجيش الامة العربية المقدام على قوات الحقد الفارسي   
لرفاق العقيدة والسلاح  
وللاسرى الشجعان من قادة الجيش العراقي  
وللرفيق المجاهد عزة ابراهيم والرفاق المجاهدين اعظاء القيادة القطرية  
وللرفيق الخالد الذكر، شهيد الامة العربية والاسلامية المجاهد صدام حسين، القائد العام للقوات المسلحة العراقية 
نقف اجلالا وتقديرا  
النصر لشعب العراق والامة العربية .... النصر لمقاومتنا الوطنية الممثل الشرعي والوحيد لشعب العراق. 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٠٩ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٦ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م