يجب أن تكون فصائل المقاومة الفلسطينيّة البديل عن ( م . ت . ف )

 

 

شبكة المنصور

رشيد السيد احمد

ربما تكون الحرب الأخيرة فاتحة خير .. للتخلص من كذبة يعيشها الشعب الفلسطيني .. و هي أنّ " منظمة التحرير " الممثل الوحيد ، و الشرعي للشعب الفلسطيني .. وخصوصا بعد أن كشفت ملابسات الحرب ... أنّ هذه المنظمة لا تمثل إلاّ مصالح رؤساء العصابات الأوسلوية فيها - مع تهميش واضح لدور الجنة المركزيّة في السلطة ، و استئثار محمود رضا عبّاس بها – هذا على صعيد الوضع الداخلي ، وارتهانها خارجيّا للمشروع الصهيو – امريكي .. و الذي يضرب قضية الشعب العربي الفلسطيني في مقتل من خلال قضية التوطين لمن هم في الخارج .. و تفريغ الداخل الفلسطيني من خلال الحروب التي تقوم على المجازر ضد المواطنين المدنيين العزّل ، و عمليات الإبادة الجماعيّة ، و استعمال الأسلحة المحرّمة دوليا .


طبعا إنّ أزمة منظمة التحرير بدأت منذ دخول " مصممي اتفاقات اوسلو " ، إلى هذه المنظمة .. و تقدّم المرحوم " ياسر عرفات " في السنّ .. و كبر حجم المهمة التي أخذ كاهله ينوء بها .. و عمليا اثبت الدراسات أن الرؤساء لا يستطيعون أن يقوموا بمهماتهم لأكثر من ثماني سنوات – و على أساسه يتم تداول الرئاسة في أمريكا لدورتين فترة كلّ منها 4 سنوات فكيف بفترة تتجاوز " خمسة اضعاف " ذلك ... مع حجم التحديات .. و الحروب ، و النزاعات ..و الإنشقاقات ، و الخذلان العربي ... و طعن " الختيار " من الخلف .. و جعل القضية الفلسطينية توطئة لكل من يريد أن يعقد بازار مع أمريكا علنا ، و مع الكيان الصهيوني في السرّ...و قبل كل ذلك و فوقه : أنّ عملية إدارة الصراع كانت تقوم من خارج فلسطين .. و عرضة لابتزاز كل من يريد أن يزاود على القضيّة الفلسطينيّة .. و ربما كان قرف " الختيار " من هذا النظام العرباني الرسمي نتيجة الممارسة الطويلة لرئاسة هذه المنظمة .. هو من جعله يقع بين براثن عصابة " اوسلو " ثم ليندفع بعد " مؤتمر مدريد " لمصافحة من كان عدو الأمس .. مسقطا من حساباته .. أنّه عدو دائم ، و أزلي .. و قضيته قضية وجود .. و أرض ، و وعد توراتيّ .. و كذبة " اسراطين القذّافيّة " ، و كذبة " الدولتين البوشيّة " هي محض سراب .. و إنّ الحقوق الكاملة للشعب العربي الفلسطيني .. صاحب الأرض .. لا يمكن أن تعود إلاّ بزوال هذا الكيان ....


لقد أثبت اتفاقات اوسلو .. أنّها ضيّعت من حقوق هذا الشعب الكثير ، و من مكاسب منظمة التحرير التي راكمتها خلال عمليات كفاحها المستمر .. كما أثبتت أنّ هذا العدو المغتصب .. لم ، و لن يفهم لغة السلام ..فزادت عمليات بناء " المغتصبات " وزادت عمليات اغتيال المواطنين .. و قد كانت معظم بنود هذه الاتفاقيّة بالأساس ضد الفلسطنيين .. ابتداء من تقسيم المناطق بحسب " مواردها المائيّة " و تحويلها إلى مغتصبات الكيان الصهيوني ، و ليس انتهاءا .. بالهروب من غزّة .. و تحويلها فيما بعد إلى سجن يضم أكثر من مليون ، و نصف مليون مواطن .. على مرأى من العالم ، و بتواطؤ اخوي عربانيّ .. تزعمته مصر .. و دعمته الأردن المصابة بهاجس تحويلها الى " وطن بديل " .. كما دعمته السعوديّة بسبب تبعيتها العمياء للدور الأمريكي .... و أخيرا عزل " الختيار " في مبنى المقاطعة ، و اغتياله بيد فلسطينيّة الهويّة .. صهيونيّة النوايا ، و العقيدة .


لقد راكمت عملية الصراع مع العدوّ الصهيوني .. داخل الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة .. منذ الانتفاضة الفلسطينيّة الأولى لدى حركات المقاومة في الداخل الفلسطيني .. مفاهيم جديدة لمواجهة هذا الكيان .. تختلف جذريّا عن توجهات " عصابات اوسلو " ، و من يدعمها عربانيّا ، و غربيّا .. و صهيونيّا .. تعتمد على المواجهة ، و العودة الى الجذور ، و أنّ ما سلب بالقوّة .. لا يمكن أن يسترد إلاّ بالقوة .. دون أن يكون شعار مفرّغا من مضمونه الثوري .. و بابا للمزايدة على الشعب العربي من قبل حكّامه ، و طغمة المسترزقين من عملية الكفاح ، و مقاومة المشروع الصهيوني ... كما أنّ " العمليّة الديمقراطيّة " التي يتشدّق بها المتفلسطنون ، و المتصهيوينون " تستدعي أولاً مبدأ تداول السلطة .. دون أن تكون حكرا على جزء من محتكري " تمثيل الشعب الفلسطيني " بحجج واهية ، و قرارات عصبيّة يتشدّق بها مفلسون على شاكلة " عبّاس " و عصابته ، و من مثل : " 'عليهم أن يعترفوا بلا لبس ولا غموض ولا إبهام بأن المنظمة هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني. وعند ذلك يكون الحوار'. ثمّ بإلقاء التهم الجاهزة ، و المعدّة في مطابخ الإعلام الصهيوني ، و الخارجيّة المصريّة ، و مجلس الأمن القومي " البندري السعودي " و على شاكلة ما نطق به عباس ، و من ذات المكان التي اعلنت فيه " ليفني " الحرب على " غزّة " و وصف فصائل المقاومة بـ 'مشروع تدميري'. و وصف القائمين عليه بأنهم 'عابثون أو مخربون أو مدعون'. و " ينطلقون من أجندات ليست فلسطينية ، و في انتقاد مباشر لقيادات حماس في الخارج ، و " أنّها تتحمل المسؤولية بالمراسلة ومن الأماكن الآمنة لتلقي بالناس إلى التهلكة ، و 'هؤلاء غامروا بمستقبل الشعب.. غامروا بمصير الشعب.. بحلم الشعب في إقامة دولته المستقلة ........ و مهاجمة صواريخ المقاومة ، و وصفه للصواريخ التي تطلقها الفصائل الفلسطينية من غزة بأنها 'صواريخ عبثية'.وشطب التضحيات بـ " جملة قاتلة خرجت من فمه : ( ليس هذا هو النضال.. ليست هذه هي المقاومة ) .


لقد تهيأت لفصائل المقاومة فرصة تاريخيّة نتيجة الحرب الأخيرة على غزّة .. يجب أن تستفيد منها لإنهاء دور العصابة الأوسلوية التي سرقت دور منظمة التحرير .. والمشاركة الكاملة في السلطة مع إسقاط دور " عباس ، و حكومة فياض و كل الهرطقات القائمة على أكاذيب مصطلجات " أمانة سرّ ، و مستشار أمن قومي ، و...و... وزير للمفاوضات الصهيونيّة.. و .. و ... و " و تقوم هذه الفرصة على اركان قويّة تتلخص بما يلي :


أ – نصر مؤزر .. ستتكشف نتائجه .. بعد اجراء انتخابات الكيان الصهيوني ، و إن رشح بعضها رغم التكتم الإعلامي الصهيوني ، و الأكاذيب الإعلاميّة العربيّة القائمة على تشويه هذا الانتصار .


ب- تعاطف شعبي عربي .. اسلامي .. مع حركة المقاومة .. ترافق بتعرية مشروع " فتح عباس – دحلان – دايتون " الاستسلامي ، وبيع القضيّة الفلسطينيّة ، و التآمر على الشعب الفلسطيني ، و قراره بتبني خيار المقاومة .


ج – بداية سقوط المشروع الصهيوني ... و تأكيد مقولة " أوهن من بيت العنكبوت " و سقوط مفهوم " قوّة الردع " و تحول قيادات الكيان العسكريّة الى " مجرمي حروب ابادة " .


د – انكشاف الدور الخياني للنظام الرسمي المصري العرّاب الرئيس .. لدور عصابة اوسلو .. و المتآمر مع دور الكيان الصهيوني في " تحويل غزّة الى سجن كبير" .. و تقدّم في الدور الأقليمي " لتركيا " و ظهورها كلاعب رئيس في المنطقة .


إن انحراف قرار المقاومة الفلسطينية .. عن انهاء دور " عباس " ، و عصابته ، و تبني قرار " خالد مشعل " بايجاد البديل عن " منظمة الهرطقة الفلسطينيّة " سيسرق وهج هذا الانتصار " .. و سيكون هذا النصر منقوص الأركان .. و لا مفر من أن تكون فصائل المقاومة هي البديل المناسب ، و الممثل الشرعي ، و الوحيد للشعب الفلسطيني .. و طزّ بالخط العريض على " عباس " و عصابته ، و تمثيله .

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٠٨ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٣ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م