فهل بعد الحق إلاّ الضلال ..؟

 

 

شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد

نعوذ بالله من جرثومة الضلال وحَصَّننا الله والأمة من هذا الداء الدّوي الوبيل, ونعوذ بالله من مناخ أوصل العرب والمسلمين إلى الشرك وهي تتسمر باركةً أمام تحدد أمام الظلم بعد طول إملاء  وذلة وصغار أما أمام مرافعة غاشمة وحاكم مستبد, أرعن قابلهُ خضوع حاجة لحياة ملأها الصخب واللهو... معاشر الملوك والرؤساء والأمراء  : أصغوا ومن الحق أن  نقول للمحق صدقت والمبطل كذبت فقد ذكَّر الله من عليائه النبي موسى يذكّره بأيام الله وكذا رسولنا محمد(ص) اسوتنا ... أصحاب الجلالة والسيادة والسمو كفاكم من الغزل الرقيق والمديح الانيق ,والسؤال الجميل فالغاية  صارت معروفة لدينا- انتظار النوال الجزيل-  يامن وقفتم أمام الدماء الطاهرة وآلاف الشهداء يستصرخون فيكم الدم والنخوة لكن الأنين والزفرات والبكاء راح بعيداً كصوت في وادٍ سحيق , ولكن الصمود البطولي لقف ما يأفكون.


 أهل غزة: ما شاهده العالم وسجل لكم نصراً مع الأسف سوف لا تنالون منه إلا الإبلاس والإفلاس من كل ألأرصدة التي كنتم تتشدقون بها فقد سجل أبناء غزة بقيادة المجاهد (إسماعيل هنية) نصًرا ربانياً رد للعرب خيبتهم في حزيران 1967ومن خلال انتصارات (غزة هاشم)عرف العالم  المعدن العربي عندما يثبت على الحق ويدافع عنه رغم عدم التكافؤ في كل شيء  , لكن الشعوب لا تقاس قوتها بكثرة عدد وتواصل مدد فنحن امة لا تشكو من قلة وعدد لكنها تشكو من قائد عليهم-  أن يتوحدوا وأن يسددوا ولا يبددوا- نقول :

 

لمن نعد الجيوش؟ ولمن آلاف الدبابات؟ مثلها من الطائرات ؟ولمن ملايين الجندِ؟ ولمن المليارات؟ ....

 

(إنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِن الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ )القصص 76  ولمن ؟ ولمن؟...هل لدى العرب عدو غير عدوهم الذي اغتصب الأرض وهتك العرض وشرد من شرد من أهلنا في فلسطين والجولان وبيروت فهو ذاته الذي احتل العراق يشير وانتم تنفذون أصبحتم تستهلكون من لحوم الخنازير أكثر ما يستهلكه عدوكم فأصابتكم الدياثة – وهذا شرط من شروط نوالكم شهادة حسن السلوك-  لكن غزة كانت الفصل بين معسكري الحق والباطل-  رغم الانقسام الظاهر- لكن هذا الانقسام نحسبه على خير بعد قنوط وجدب واستحالة وجود امة (عربية) فاهتزَّت الأرض بفعل رياح الإعصار الإنساني ,فارتقى  بلال ظهر الكعبة بعد آخر آذان أذنه في خلافة عمر بن الخطاب بعد فتح بيت المقدس فأسمع الغافلين وحطَّم أصنام  العرب  وحطم تصريحاتهم وتنديداتهم وشجبهم التي لم تجدي نفعاً ولم نسمع انها أعادت حقاً سليباً ولم توفر لأطفال غزة حليباً ولم ترفع عنا ظلم, فكان تسو نامي غزة والذي لم يترك الفرصة للصهاينة العرب لالتقاط أنفاسهم أو مشاورة – أولياء أُمورهم-  ولكن الله لا يخذل الصابرين المدافعين عن الحق ضد الباطل فانبرى لها الخيرين من العرب يتقدمهم أمير قطر فآثر إلاّ أن تعقد قمة عربية طارئة اسماها(قمة غزة) رغم اعتراض المعترضين وتجاهل المتجاهلين فخرجت القمة بأمل كانت تنتظره الأمة ,أعاد الأمل لها من بين ركام التداعي, فانقشعت غيمة التردد والتذبذب فكانت الطبيب الذي شخص العلة وأشار إلى المعلول فكانت الخطوة الأولى على طريق الصحوة المباركة فكانت قطر بمستوى الحدث وبمستوى المسؤولية فكانت شخص أميرها فارساً يعربياً فهو المبادر والمحاور رغم البعد إلاّ انها أخذت على عاتقها مهمة الجار المجاور بعد أن تخلى عن واجبه الطبيعي فلنصفق لقطر أميراً وشعباً ولا ننسى أشقائنا إنسانيا فنزويلا وبوليفيا التي نسفت حاجز الخوف المعشش - في  قلوب صناديد التصريحات العرب- فقطعت العلاقات مع إسرائيل ممهدة الطريق لبعض المرجفين أن يحذوا حذوهم ولكن لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياء لمن تنادي فبدلاً من التعاضد مع الشعب نرى الأمن الأردني والأمن المصري يزجون المتظاهرين في السجون ويضربونهم بالهراوات فقد خرجت الجماهير عن بكرة ابيهامطالبة بتجاوز الخوف والوجل من جسد البعض ..

 

قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا فاليهود هم اليهود فلمَ هذا الخنوع وهذا القنوع وهذا الكنوع أمام قتلة الانبياءفصمود أهلنا في غزة أظهر بما لا يقبل اللبس والتأويل أن العنصر العربي هو الهدف والغاية فالصهاينة ما زالوا هم أنفسهم لا صدق في حديثهم ولا أمل في نواياهم (كيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِم ْوَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُون8 التوبة

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ٢١ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٨ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م