اختلال واعتلال

 

 

شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد

لقد أفرزت انتخابات مجالس المحافظات مدى الحنق والتميز الذي يعاني منه الشعب العراقي خلال فترة الحكومات العراقية التي ولدت من رحم الاحتلال وبتوجيهاته وتحت رعايته وعلى المبدأ الأمريكي المعروف في تخريب الذمم وتصوير الأمور وكأنها صراع من اجل المال والكراسي ولا شأن لهم في الحرية والبناء وإعادة الاعمار فتسور الكثير من أعضاء مجالس المحافظات حاجز الخجل والمسؤولية ونقاء الذمة والحفاظ على الأمانة لان الوظيفة العمومية هي عبارة عن تسلم وتسليم رمز من الرموز المقدسة فكما يقسم الرئيس قسم الولاء والوفاء للوطن والمحافظة على أرضه وسمائه تنسحب هذه الأمانة من أدنى سلالم المسؤولية إلى قمتها وعلى من أقسم أن يحافظ عليها ويسهر على سلامة كل ما يعزز ذلك وجميعها تصب في خانة الخدمات للمواطن الذي يعاني من تردي لم يسبقه إليه أي بلد في العالم فنحن الدولة الأولى في الفساد الإداري فلابد من صاعقة ماحقة توقف من يبخسون الناس حقوقهم فلقد أمهل المواطن الحكومات المحلية طوال أربع سنوات من وعيد, فوعدتم فأخلفتم فكانت علينا مقاساة من فعالكم ,وردتم المال العام ورود الإبل النواهل الماء((إنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) النساء 58  ) ,أمّلتم الناس بالخير الجزيل وإذا به عذاب وبيل وسراب(والَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ) ...وإهمال خدمات , تمسكنتم حتى تمكنتم جعلتم من البلاد ضيعة تقتطعون منها الإقطاعيات  من أموال اليتامى والمعوزين, رفعتم رأس اللئيم بأموال السقيم ختمتم أفواه بطانات تحتمون بها من الناس من دون الله ألهوكم عن رؤية الحق فكيف بمن أراد ان يلتمس لكم العذر وقع في حرج من شين تصرفاتكم....

 

فبقدرة قادر جاءتكم الفطنة, والأريحية, والنخوة بعد ان شبعت هذه الخصال موتاً, فظهوركم بعد توارٍ طال أكد بما لا يقبل اللبس إنكم لا تعملون إلا لمصالحكم فأين مصلحة الأرملة واليتيم والمعوز والمهجر وتظهرون بشكل ملفت قبيل موعد الانتخابات بأيام تتصدّرون المجالس تتكلمون شهداً ويتنفسون عبقاً!!؟ً سبحان مغير الأحوال.. فبعد تلكؤ وانزواء أصبحتم تتفقدون الرعية وتتحسسون بارد فراش الآباء المكلومين بأبناء لهم في السجون دون تهمة ولما لم تزحزحوا الصخرة من باب الكهف ضج الناس بالدعوات يستصرخون ما بقي من الشرفاء في الوطن لكن أيديهم مكبلة لا يستطيعون نصرة مظلوم  ولا فك أسير فكان اللجوء إلى من كانوا (يمثلون الشعب) لكن خاب ظن الناس بهم فبقي الناس في حيرة من أمرهم فلجئوا إلى الله بأن يخلصهم ممن خذلوهم , وكشف هذا الزيف والازدواجية بين الحقيقة والوعود  فبهذا ولذاك ضاعت عليهم ملايين الدولارات صرفت لتحسين صورهم أمام أبناء المحافظة فقد سبق السيف العذل, بئس التاجر وبئس التجارة بعذابات اليتامى وتنهدات الشيوخ, رفعوا المصاحف لمآرب وهم  يعلمهم الله أعدى من العقارب خلطوا الحابل  بالنابل فساسوا الناس بلحى وعمائم (بيضاء وسوداء) برأت منها القيم والأخلاق ففي الجنوب كما الوسط والشمال ...

 

فعرف الناس الحقيقة وبانت النتائج فكانت زلزالاً أطار صواب من يحتجزون الأبناء والآباء والكثير من النساء في السجون ودق ناقوس الرحيل الأبدي لكل من سرق أموال الشعب وهذه طلائع الهاربين فقد حذر احدهم من هروب وشيك لمن سرقوا ونهبوا باسم الديمقراطية المنفلتة والبقية تأتي هم يعلمون أن بيوتهم اوهن من بيت العنكبوت , لكن الزهو دخل إلى عقولهم وصاروا ينشرون غسيلهم على جدران الآخرين ممن لهم تاريخ ونظافة يد تشهد لها مؤسسات الدولة في العهد الوطني لكن هيهات أن يضيع الله عباده لصادقين مهما طال الأمد واستحكم الضيق فلابد من الفرج ها وقد جاء تحمله رسل الحب والتضحية  , وبعد أن أعلنت النتائج صار البعض يهون من (تسو نامي) انتخابات مجالس المحافظات الذي عصف بكل عمائم الشياطين من الذين  أصبحوا يتكلمون (شيش بيش) يخرجون الكلام  على عواهنه لفتاً بعد أن راهنوا على (غوغاء) من الناس تلونوا تلون الحرباء صاروا كأفراخ القبّـرة بعرفها( تتباهى)  نكفوا من الناس فتلونوا وتمترسوا( بحواديت) وحكايات وزحاف شعر وصدود عن حقائق ألفناها وعشناها ,فما ربحت تجارتهم وانكشف زيفهم وخير ما نستشهد به من قول الشاعر العربي صالح عبد القدوس:

 
قل للذي لست ادري من تلونه      أناصح أم على غش تناجـــــــيني
أني لاكثر ما سمعتني عــجب       يد تشحّ وأخرى منك تأســـــــوني
تغتابني عند أقوام وتمدحني        في آخـرين وكـل عــــنـك يأـــتيني
هذان أمران شتَّ البون بينهما       فاكفف لسانك عن ذمــي وتزييني

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد / ١٣ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٨ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م