ركود الماء العربي

 

 

 

شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد

بعد حرب تشرين عام 1973  واستخدام العرب سلاح النفط في المعركة, هذا لسلاح الذي حرّك آخر مرة بعض جيوش عربية من معسكراتها (لزجاجية) تحرك رافق أنباء عبور الجيش المصري خط بارليف- بخراطيم المياه العربية- ومن ثم  اشتعال الجبهة السورية ووصول طلائع الجيش العراقي بعد ساعات من بدأ المعارك واشتراكه الفعلي بمعارك القتال الجوي على الجبهة المصرية  وكان للجيش العراقي الأثر الكبير في وقف الزحف الصهيوني  باتجاه دمشق الحبيبة وما تبعها من اتفاقيات منفردة (وتحييد) وتخلي ألأخ العربي الكبير تخلياً تاماً عن أخوته العربيةفكان عاملاً مفكِكاً لجسد الامة التي تعاني بالأصل من مشاكل الى اليوم الذي وصلت فيه الامة أن يكون اعلامها الرسمي أن يكون صدىً للاعلام الرسمي الاسرائيلي والامريكي ومتجاهلين تجاهلاً تاماً كل دعوات الشارع العربي بالوحدة واللحمة الى وصل الامر إلى ترك أهلنا في غزة يقاسون عمليات القتل والتجريف والإبعاد, فباتوا حيارى وهم ينظرون أمة  نستطيع أن نشبه وضعها الراهن بخوارجً قعدوا من قبل عن نصرة علي واليوم عن نصرة إخوانهم في العراق فوقف الحكام يصفقون للبوارج والجيوش الأمريكية وهي تعبر البحار العربية لتقذف بحممها نحو ارض الرافدين وبنفس الحجة التي اليوم يدمّرون فيها غزة ويذبِحون أهلها بحجة الإرهاب و(الشماعة)المكفولة من مجلس الأمن  للقضاء على ما تبقى من بيضة الوجود العربي والإسلامي وهي حالة ارتداد أخرى تشبه إلى حدٍ كبير ردة الجزيرة بعد وفاة النبي محمد(ص) والتي استشهد فيها عدد كبير من حفظة القران, الأمر الذي دعا الخليفة الراشد إلى جمع القرآن الكريم لحفظه من الضياع واليوم علينا أن نستثمر تداعياته كما لملم أبو بكر شعث الأمة بعد,ارتداد هزَّ مشاعرالامة الإسلامية نفس الأمر يتكرر اليوم ,الأمة تمر بمنعطف خطير يتطلب من الحريصين عليها يبذلوا الجهد الجهيد للخلاص من العذاب الشديد الذي يعانيه أبناؤها ولكي تبقى  مرفوعة الهام مرهوبة الجانب شرط التخلي عن الشعارات والعمل بصمت كما تعمل بقية الامم  وقلب تداعيها إلى نهوض وصمود أمام عاصفة وريح الحقد على ماضيها ومستقبلها- فكيف لأمة أن ترى ثلة من المؤمنين أقل ما يمتلكون من خير الدنيا والآخرة حفظهم القرآن الكريم- وهم يتركونهم طعاماً لنيران أعدائها يستخذون أمام عدوٍ خبرناه جباناً رعديداً يفرُّ أمام الجندي العربي وآخرها حرب تموز 2006 في جنوب لبنان كيف أصبح لا يقوى على ثبات رغم إعلام ومساندة (وميركافا) وطائرات أمام أسلحة بسيطة لكن عمقها كان اليقين والاعتماد على متيسر الدعم وظهر يحميه دعاء الصالحين واليوم غزة تنوء تحت حمل ثقيل من التجاهل من أقرب أبناء جلدتها- القدر ساقه إليها- مصر التي كانت السبب في معاناة هذا القطاع المناضل والذي تلاعبت به سياسة حكومة عربية تمنع الدواء والغذاء والوقود عن جزء من الجسد العربي الذين يحملون – افتراضاً- همومه وتجليات أحزانه على عضوٍ لم يتداعى له الجسد العربي بالسهر بل تركوا عدوهم وعدوه يتداعى على عزلٍ بما يملكون من أسلحة ودمار حرَّقوا بها البيوت الآمنة وقتلوا الزرع والضرع .


مصر بعد عبد الناصر أصبحت  معبراً آمنا لجيوش العدو المتجه لضرب العرب ومنصات لإطلاق الصواريخ والتصريحات دون أدنى حياء ومواربة ناهيك عن علم يرفرف من عاصمة العروبة مصر فأي ركود أخلاقي أصاب النهر العربي فأصبح ماؤه عفناً يُزكِمُ الأنوف فموقف العرب رغم الظاهر منه في الإعلام من أن ليبيا وقطر وغيرها قد أرسلت طائرات تحمل أدوية ومستلزمات إنقاذ حياة إلا انه لم يصل بعد إلى مستوى الطموح الذي كان يمثله العملاق العربي عندما تحين ساعة فنقول لله درك يا قذافي كنت مبادراً وكانت ردة فعلك تذكرنا بردة فعل عبد الناصر وصدام عندما ولكن سبق سيف العدو العذل (فالجار له الشفعة وله أن يكون هو المبادر فلو كان هذا الدعم الليبي سبق محنة غزة لكان له طعم يشد الأزر ويقيم الأود لكنه جاء متأخراً  ولكان بلسماً يضمِّد الجراح الناغرة ولأحياء  روح التضامن العربي ولكننا نأسف من البعض الذي يضع يده بيد الشيطان والأخرى في يد إسرائيل نقول لهم ماذا جنته مصر من صداقتها مع إسرائيل ؟ نقول لقد جنت مصر (أ) تخلف اقتصادي كبير(ب) تخلف زراعي من خلال الآفات الزراعية التي انتشرت في حقولها وخصوصاً في حقول القطن الذي يعتبر القطر المصري الأول عالمياً في إنتاجه وتصنيفه(3) التراجع الكبير في السيادة ومعانيها من خلال الربط بين الاستقلال وبين حصولها على معونات اقتصادية ومالية تتلقاها من أمريكا (4) تراجع القيمة الاعتبارية لمصر وذيليتها لأمريكا (5) الغاز المصري يباع إلى إسرائيل بأسعار متهاودة  وإذعان مصر لإملاءات إسرائيل(6) عجز مصر عن تحريك قواتها هو بحد ذاته فقدان للسيادة . وغير ذلك الكثير من الشروط والانحناءات التي تنحني بها مصر مما جعل منها بيدقاًً يتحرك بلمسة من إسرائيل وأمريكا فمهما تكن ذرائع وحجج مصر في عدم تنفيذها واجب النصرة  لكنها تعلم أنها لا تستطيع ذلك ,

 

وآخر ذلك تمادي وزيرة الخارجية ( ليفني ) من العاصمة المصرية وإعلانها التهديد والوعيد لحركة حماس دون أن يشعر الوزير المصري الواقف بجانبها أي اعتراض على ما قالت وأساءت بقولها للبلد المضيِّف ودون أدنى حياء ودبلوماسية ولم يحرك كلامها أي ماء في وجه الوزير الذي على ما يبدو اعتاد سماع هكذا كلام وتشبّع منه اما حماس بالنسبة لنا(رغم الرغم) لكنها لا تختفي خلف الشعارات وإنما اختارت طريق الكفاح المسلح مختصرة الطريق أمام لحن حجج المستسلمين السائرين في طريق تجفيف منابع العزة والكرامة فلا كرامة لنا دون نضال وكفاح متواصل فما اخذ بالقوة لا يمكن ان يعود الا بالقوة وطوبى للشهداء وعاشت فلسطين حرة عربية والخزي والعار لكل المتخاذلين وعلى الجماهير العربية أن :-


1- تفضح الحكومات المتواطئة أو ما تسمى بالدول المعتدلة فالمعركة معركة مصير فإما أن نكون أو لا نكون ولا بد من سحق المستسلمين.


2- الضغط على المنظمات الدولية ومجلس الأمن والمؤتمر الإسلامي ليكون فاعلاً وبمستوى التحدي لا نريد أقوال بل نترجم تلك الأقوال إلى أفعال.


3- دعوة الجماهير العربية لزيادة نشاطها والخروج بمظاهرات تتوجه نحو سفارات العدو الصهيوني في العواصم العربية واقتحامها.  

 
4- مضاعفة الدعم المادي والمعنوي للشعب الفلسطيني.


5- فتح الحدود العربية أمام زحف المتطوعين العرب لنصرة المقاومة فهو المطلب الجماهيري الذي يدعي الغرب انه مقدس فلنحاربهم بسلاحهم ونترك الكلمة للشعب ليقول كلمته الفصل.

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٠٢ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٣٠ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م