ناقوس الخطر

 

 

شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد

شكوت إلى وكيعٍ سوء حفظي             فأوصاني إلى ترك المعاصي

وعلــله بـــأن العـلـم فــــضلٌ              وفـضل الله لا يحويه عاصي

 

مخطئ من  ظنّ أو يظن إن العدوان الأمريكي على العراق – استهدف البناء وأسس القوة الصماء-  فالاحتلال هدفه الأول زرع الاختلال للإجهاز على القيم والخلق وإفراغ الصدور من  الخزين الاستراتيجي الكامن  فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآْصَالِ(النور26) عمار هذه المساجد وأعمدة القوم من الشيوخ الفضلاء والعقلاء من السياسيين ومضايف و وقع وتأثير ذلك في رسم سياسات القرية أو المدينة ومن ثم تنقل هذه المغروسات إلى الجامعة والمصنع والمؤسسة العسكرية وكذلك ما يتعلمه النشء الجديد في المدرسة من قيم الحب للوطن والتضحية في سبيله منهجاً وواجباً وتعليمهم وغرس روح الفريق الواحد ومن ثم توجيههم نحو الهدف الواحد المؤدي إلى الوطن الواحد الموحد قدوته  في ذلك شيخ القبيلة وإمام الجامع وحنان الأبوين بتحري لقمة ( الحلال ) يغمسها بسمو وعنفوان, وضيافة ,ونكران ,وينقلها بثقة الحريص ومن ثم يصبح عرفاً واجب الالتزام وقانون ملزم  ألا  وهو ضريبة دفاع عن كل الوطن  .وما دام النشء الجديد من  الشباب واليافعين والأطفال هم العماد المعول عليه في البناء ورسم الخطط  فلا سبيل إلى حكم العراق إلا ّ بإخراج هؤلاء من معادلة الصراع العربي الصهيوني كما تقول كولدا مائير- أسوأ يوم في حياتي يوم يولد طفل عربي-  لأنهم الخطر الذي يهدد الكيان الصهيوني ولا بدمن بذر بذرة الشقاق والانحراف في صفوف الشباب والقضاء على أعمدة القوم من العلماء والقادة ففي ثبات الشيوخ والدعاة والعلماء والبعض من الإعلام الوطني استمرار لجذوة الصمود والتحدي رغم الفارق في العدد والمدد فأول ما تم تحريكه – إعلام مرتزق باع قلمه وتاريخه بثمن بخس دراهم معدودة...- عمل جاهداً لطمس الهوية العربية ونزع القيم من النفوس من خلال فوضى خلاّقة وعمليات قتل عشوائي طالت جمع من العلماء والفقهاء والخطباء والقادة من الذين ثبتوا على مبادئ الرجولة- رغم الضغط الهائل عليهم-  الأمر الذي سرَّعَ في استهداف من لم يوافق على الاحتماء  خلف عباءة المحتل وبالتالي أصبح أمام المحتل طريقاً واحداً لا ثالث له ألا وهو التخلص منهم تارة قتل فردي ,تفجيرات فنادق ,سيارات مفخخة وبالنتيجة وليَ الأمر شيوخ ضعفاء تم إغراء بعضهم وجرهم لمقاولات ومناولات أضعفت لديهم الأمّارة بالسوء انسحب إلى ضعف ولاء ابنا العشيرة , ومع الأسف أن بعض من هؤلاء أغراهم بريق الذهب والفضة فانخرطوا في الصف المعادي جهلاً أوبعلم منهم فكانوا المطية المطيعة لقاء الوصول إلى مراكز قيادية في محافظة أو للحصول على عقود تجارية أو مقاولة بناء وتركوا قياد الأهل والعشيرة إلى من هم خارج صفوف الرجال الذين يتحملون شرف إيصال الأمانة  فرهنوا تاريخ قبائلهم بأجندة الاحتلال ,ونعرف أن البعض المؤثر من أعمدة القوم  كانت لهم الكلمة المؤثرة في الفلوجة الأولى والثانية ومعارك النجف وديالى والانبار وابلوا بلاءً حسناً زاد من يقينية الاحتلال انه لا بد من إزاحة هذا الجليد المتراكم من على  طريق عجلة الاحتلال بعد أن  تواطؤ بعض الأحزاب المحسوبة على التيار الإسلامي ولعب دور خطير في إجهاض جذوة التواصل بين القاعدة الشعبية وبين السرايا المتقدمة من المقاومين وإعمال سيف الغدر لجز رقابهم وهم الذين كانوا بالأمس كتفاً على كتف مع إخوانهم من الذين انقلبوا على ضمائرهم ممن  استهوتهم زوائل الحياة فنسوا أنفسهم لقاء نعمة نزلت عليهم نزولاً شاقولياً أثمرت عن سيارات فخمة وطرز مباني وأطيان اختلّ بها توازنهم – فكفروا بالنعمة ورفسوها بأرجلهم فأذعنوا لطلبات فلذات أكبادهم فأغدقوا عليهم الأموال – والزائل من المتاع وأنواع الهواتف النقالة – فتاهوا يعترضون سبل المارة ويتطوحون في الشوارع وهم سكارى, حيارى ,مجروحين فحتى سيارات النجدة التي كانت تجوب الشوارع بحثاً عن الخارجين عن القانون  تمتنع من اتخاذ أي إجراء بحقهم – يعتبرون ذلك الاستهتار جزء من الحرية الشخصية- ودخول كميات باتت تعرض علناً في محافظات الجنوب من حبوب الهلوسة ومزارع المخدرات التي تخلو منها – أمريكا- وتجعلها عندنا والأدهى من هذا فقد دخل القطر وفق نظرية الديمقراطية والحرية أمراض لم تكن معروفة( نقص المناعة ) الايدز فقد تم إحكام الطوق حول قرية (....) في إحدى المحافظات المعروفة بطابعها العشائري والديني لتفشي حالات الايدز بين شبابها ناهيك عن الميوعة والتخنث التي تعيشها الجامعات التي لا زال التركيز عليها على قدم وساق ووضع العصي في دواليب حركة الجامعات - فحري بالسياسيين إن وجدوا- أن يكون الشباب نصب أعينهم فهم العدة والخمرة فهم البناة ,والقضاة, والمدرسين والمحامين, والنحاة ,والضباط في الجيش والشرطة فان صلح هؤلاء صلح جسد الوطن والأمة وان فسدت فسد الوطن والأمة نداء... نداء الشباب في العراق في خطر .      

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٢٩ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٦ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م