إنـــي أغـــرق

 

 

شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد

أثناء وبعد حفل تنصيب الرئيس الأمريكي أل(44) أخذت القنوات الإعلامية على عاتقها مهمة تحليل شخصية رجل أمريكا الجديد وميوله واتجاهاته والتوقعات التي رافقت الأحاديث وتفاوت التوقعات بين إغراق في التفاؤل وبين ألإذعان لكل السياسات الأمريكية مهما كانت التجليات والمواقف وبين آخرين استخدموا عبارات ضبابية سوداوية تتراوح بين الوهم الكبير في تقييم الأوضاع في ظل العهد الجديد وبين آخرين طوح بهم التفاؤل فترى الناس سكارى وماهم بسكارى ولكن الأمر على أكثرهم شديد ونحن نقف على مسافة واحدة بين هؤلاء وبين أولئك وعلى مبدأ المثل العراقي (الشهر الذي ليس لك فيه معاش لا تعد أيامه) ولكن هذه الحملة ليست كسابقاتها من حملات أمريكا الانتخابية وهذا الرئيس ليس كسابقيه فهو يختلف شكلاً ومضمونا فشعار الحملة(change) التغيير وهذا الشعار هو الذي قدّم أوباما ابن الـ48 عاماً إلى الناخب الأمريكي عقب إخفاقات إدارة بوش في كافة الصُعُد الداخلية والخارجية وإشغال أمريكا بحروب عبثية أنهكت الاقتصاد الأمريكي وجرّت تبعاتها العالم إلى انهيار اقتصادي عالمي وباتت أمريكا تستجدي عطف دول لا تساوي شيء بالنسبة لإمكانات الولايات المتحدة وعظم دورها العالمي.


ومن جملة الأسباب والمعطيات التي أعطت اوباما الضوء الأخضر للوصول إلى سدة حكم البيت الأبيض, شعار التغيير وقد شحذ أوباما الهمم للوصول إلى قلب الناخب مستغلاً مهاراته الخطابية والجاذبية رسمت للشعب الأمريكي صورة الرجل المعجزة والمخلِّص له من معانات يومية يعيشها أساسها الخوف الذي زرعته إدارة بوش من وهم اسمه الإرهاب فأول بلسم وضعه على ناغر جرح أمريكي اسمه العراق , وأول ما تعهد به هو الانسحاب فمجرد التلميح ازدادت شعبيته حتى وصلت إلى آفاق لم يستطع (جون ماكين) مجاراته فانهزم أمامهُ حتى في معاقل الجمهوريين,

 

وفي خطاب التنصيب كرر الرجل تعهده بالانسحاب وانتصاره للسلم العالمي وقوله: إنَّ أمريكا لا تعتمد على قوتها العسكرية في قيادة العالم الخطابي لقضايا العالم وحثه على إيجاد البدائل المناسبة للطاقة وعدم الاعتماد على النفط وعلى قوة أمريكا العسكرية وان أمريكا ستكون من الدول التي ستعمل على الحفاظ على كوكب الأرض وتقليل نسبة التلوث في الجو وإيجاد مصادر بديلة للطاقة والكثير من الوعود والعهود نرجو أن يكون السيد اوباما صادقاً في وعوده ليعزز الثقة العالمية التي تتوثب دول العالم لنقاش العودة إليها استناداً لمعطيات ردود الأفعال بعد الممانعة القوية على الساحة الأفغانية والعراقية وآخرها صمود غزة الذي قلب الطاولة اللاعب رقم واحد في توجيه سياسات أمريكا (إسرائيل) والتي وقف العالم مبهوراً مام صمودامام ثالث قوة المشاكل الاقتصادية وتردي سمعة أمريكا في العالم ومشاكل أخرى عالقة عسكرية في العالم فالرجل هل يستطيع فك شفرة التركة الهادرة من المشاكل العالمية تتقدمها تركتها (إدارة الشر) السابقة والتي فاقت خطورة اتساع ثقب الأوزون على البشرية الذي يهدد الحياة على الأرض,اوباما كإنسان تابعناه أثناء حملته الانتخابية حتى بعد إعلان عن فوزه في الانتخابات كان الرجل يتحرى (ويدقق)في اختيار الكلمات بعناية وردود أفعاله متوازنة غير متهورة ويتخذ من الحوار مع خصوم أمريكا كما في موضوع المشروع النووي الإيراني الذي وعد بالدخول معها في مفاوضات غير مشروطة ,

 

وإعلانه عن إمكانية حل القضية الفلسطينية إن الطريق أصبح ممهداً لتأخذ أمريكا دورها في تعزيز السلم العالمي, فأصبحنا نغرق في تفاؤل حذر تجاه الرجل, ونعتمد في هذا على انحداره الإنساني(الأفريقي) وثقافة المهاجر التي غرست فيه حنين الأوطان,وتجارب العيش البسيط التي جعلت من سلفه زعيم الحقوق المدنية( مارتن لوثر كنك) نبراساً اهتدى به جعل منه قدوة وأملاً في العودة بالحقوق المشروعة للدول التي انتهكت سيادتها بذرائع وحجج أثبتت الوقائع إنها مبنية على وشايات ورطت الإدارة السابقة في غزو العراق واعتراف بوش بان غزو العراق كان خطأً كبيراً وعدم ثبوت امتلاكه السلاح النووي ولا علاقة له بالقاعدة ولا أحداث سبتمبر, فمن غير المعقول أن يتراجع رجل البيت الأبيض الجديد خطوة إلى الوراء وشعاره التغيير دون أن يعيد حقوق العراقيين وبناء العراق وترضية شعبه ليعيد رشد ضمير أمريكا –الذي غُيّب- ومصداقيتها أمام العالم لتعيد الأمور إلى سابق عهدها قبل الاحتلال من خلال مصالحة وطنية حقيقية وإعادة الجيش السابق وإلغاء قانون الاجتثاث بمسمياته, وإعادة بناء العراق بحملة بناء دولية- مارشال جديد- تشارك بها كل الدول التي شاركت في العدوان على العراق والقيام بحملة عالمية لرفع الحيف عن كل متضرر من العراقيين ,وبهذا يمكن للعالم أن يعيد الثقة بأميركا وتعود الدولة الأعظم الموثوق بها وشريكا اقتصاديا وسياسيا ويعود الق تمثال الحرية من جديد بعد أن خبت شعلته على يد السفاح بوش وكانت أمريكا ودافع الضرائب هما الخاسر الأول ولردم الهوة السحيقة بين ما يسمى (العالم الحر) والدول النامية وبشكل مسؤول وهذا سيمحو صورة أمريكا المتجبرة من عقول الناس ,والسعي نحو عالم جديد يسوده التعايش السلمي بين البشر لمواجه الأخطار االتي تهدد البشرية .

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس  / ٢٥ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٢ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م