من بغداد إلى غزة العدو واحد

 

 

شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد

لم يعد يخفى على أحد ذلك التنسيق الواضح بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة في كل المفردات والصفحات اليومية في الساحتين العراقية والفلسطينية وتعداها الى ساحات أخرى(نفس السلاح, نفس الجدران الكونكريتية التي تحيط بأحياء بغداد وتقطعها هي نفسها التي تفصل الضفة عن غزة وعن البلدات الفلسطينية الاخرى  , أسلوب القتل العشوائي والفوضى هو نفسه في العراق وفلسطين  ,المعادات للأمة العربية والإسلامية شعار امريكا وإسرائيل) نفس السلاح التدميري يشارك بقتل أهلنا في العراق وهو نفسه في فلسطين,نفس طلائع الجيش الامريكي او ما يسمى (المارينز) كانوا من الصهاينة – نفسهم دمروا ونهبوا محتويات المتحف العراقي-  فلم يعد هنالك من  فروق في أساليب القتل فبنفس الطريقة يقتل بوحشية شعبنا في فلسطين في غزة ولا نستثني أحد من الحكّام العرب إلا من نعرف فحكومة محمود عباس حالها حال الغرباء ظلت تستنكر وتشجب وتطالب وتتشاور وهذا لا يغني من الامر من شيء يتبعها حكّام عرب نهضوا من كراسيهم بعد رفع ( اللواصق ) وأعلنوا انهم سيجتمعون ....

 

لا نريد اجتماعات لا نريد انذارات لا نريد صفقات فقد سئمنا وتعبنا ولم نعد نعبأ لما تقولون فقولكم وأفعالكم هواء في شبك فمتى استغول الصهاينة وتمرجلوا ؟ تمرجلوا بخنوعنا وذلنا ولم يعد الدم العربي يعنينا ما دامت بضاعتنا ردت الينا ... فمن للاطفال والشيوخ والنساء , انتم قبل غيركم ان الهدف هو أن يجتثوا العنصر العربي الرافض لكل المشاريع العدوانية فمصطلح الاجتثاث بات متداولاً في العراق وفلسطين والبقية تأتي فهل ستظلون في مرابظكم تنظرون الجزّار ليجز رقابكم فأين نخوة المعتصم فيكم أين أنتم من الرجال لا حول ولا قوة الا بالله فقد أصبحت الامة في ظل جلالتكم وسيادتكم كما هو حال المسلمين في الاندلس في عهد (فرناندز وايزابيلا) حين يأتي الصليبي للعربي ويقول قف مكانك لأعود اليك لاقتلك ويأتي فيجده في مكانه ثابتاً أي خنوع وجبن فلو قاتلتم دفاعاً عن العراق لما قدم ملايين الضحايا ولكن كما يقال رب ضارة نافعة فقد كانت عملية غزة الشرارة المباركة التي حركت الجماهير العربية التي اهتزّت وربت على هتافات وصيحات المارد العربي الذي طال انتظاره ,وضاعت بسببه الكثير من فرص النهوض القومي الوحدوي ,ونصرة قضايا الأمة وعدم التقوقع خلف متاريس الكراسي الرسمية والموانع التي جعلت الحاكم في واد والشعب في وادٍ آخر فإنها سرعان ما تطيح بكل من شارك بسكوته عن عون الأخ والشقيق فقد كان الدرس العراقي مؤثراً ومحرِّكاً للمشاعر وللكثير من الأسئلة عن مدى ما يضمره الغرب وإسرائيل من حقدٍ تجاه الأمة العربية من مشاريع عدوانية أصبحت معلنة وهي الحرب على كل ماهو عربي ومسلم- والموقف الضعيف التي ظهر به الاتحاد الأوروبي وفرنسا بالذات من عد الحيادية إذا تعلق الأمر بالأمة العربية ودعوتهم ومساواتهم بين الضحية والجلاد- والدليل إن جميع ساحات المواجهة على الخارطة العالمية يكون أحد طرفيها عرب أو مسلمين إذن هنا لا بد من ذخيرة مضمونة للمواجهة واحتياطي مضمون  وان الاحتياطي المضمون للأمة  هو الشعب العربي الذي أمسك هذه المرة بزمام قيادة الشارع وهو الآن على مرمى حجر من تحقيق الحلم العربي وتحقيق الانتصار وتحقيق حلم الامة ولا يتحقق ذلك إلاّ بكسر باستيل الحدود العربية ورفع تمثال حرية عربي لا يحاكي تمثال الدم (الامريكي) كنتم فغزة حركت راكد الشارع العربي وكانت النتيجة رائعة فتحرك البعض من الحكّام ولاول مرة يتحدثون عن مراجعة اتفاقيات الاستسلام لانها المقصلة التي وضع الحاكم العربي رأس شعبه فيها بانتظار ساعة الذبح  وكشفت احداث غزة للشارع الدولي البرقع المهلهل الذي كان يختبىء خلفه الكيان الصهيوني وتكشيرة ليفني التي جذبت اليها عروش حكام عرب انحنوا لمقدم ليفني والتي هددت من على منابرهم دون تحرك فيهم أي مشاعر رجولة او نخوة ...

 

إن إسرائيل مهما وضعت من مساحيق التجميل فستبقى ذلك الوحش المتعطش للدماء وخاصةً الدماء العربية إلى حين الانتقال بالشارع العربي إلى تهيئة مستلزمات التطوع والتوجه لنيل شرف المشاركة في معركة المصير العربي والتي كانت شرارتها الأولى احتلال العراق وها هي غزّة اليوم تنادي الحكام العرب لتقول لهم الرسالة وصلت والشارع يريد جواباً يوازي وحشية الجرائم الصهيو أمريكية  .

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ١٠ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٧ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م