نـبــــــــي الـجـــــــــــــــــــراد

 

 

شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد

جعل الله حكمته في اضعف خَلْقِه..الجرادة ..

أيرجى بالجراد صلاح أمرٍ وقد جُبِلَ الجراد على الفسادِ

رغم ضآلة حجمها لكنها مخلوق تسبب أضراراً واسعة , يمكنها أن تأكل بقدر حجمها فقد يلتهم في الكيلومتر الواحد من السرب حوالي 100 ألف طن من النباتات الخضراء في اليوم ، وهو ما يكفي لغذاء نصف مليون شخص لمدة سنة ( الجرادة تأكل 1,5-3 جرام - والكيلومتر المربع منه يحتوي على 50 مليون جرادة على الأقل وقد أخذت الدول على عاتقها التدابير الكفيلة لمكافحة هذه الآفة, على شكل معالجات بدائية تعتمد إخافة أسرابه من خلال إحداث جلبة وأصوات وحرق خنادق الجراد في وأكثر المناطق التي تنطلق منها أسرابه مناطق السودان واريتريا واليمن وأجزاء من المملكة العربية السعودية وإثيوبيا لكن المعالجات الحديثة تعتمد على مبيدات كيميائية كمبيد(الميتاريزم) الذي أثبت نجاحاً كبيراً في الحد من خطورته وقد تأثر العرب بالجراد منذ أقدم الأزمنة فوصفوها شعراً وسموا صغارها سروة- إذا كانت ثابتة دون تحريك أرجلها- ودبا إذا تحرك قبل أن يكون لها جناحان ثم تتحول إلى الغوغاء وهنا تبدأ عمليات تغيير فسيولوجي من حيث يميل لونه إلى الحمرة وفي هذه الاستحالة تتحرك بلا نظام فيموج موجاً بلا نظام قبل أن يتمكن من الطيران ثم يتحول إلى الخيفان حيث ينسلخ من اللون الأصفر إلى اللون الحمر وهنا تبدأ مرحلة الخطورة فيه لرشاقة حركته لكنه غير مكتمل الجناح ثم ينتقل إلى مرحلة تسمى الكنفان وهنا تكتمل أجنحته وتكمن خطورته في هذه المرحلة حيث يصبح شرهاً يأكل كل ما يصادفه من زرع فيحيل الأرض المزروعة إلى جرداء

وباعثها إلى الغارات تهفو سِراعاً مثل مبثوث الجراد

... قبيلة من سكان السودان الأصليين يسمون أنفسهم( بالمتفرغين) ، والمتفرغين لهم طقوس دينية عجيبة غريبة، فهم يعبدون الجراد ويعتبرونه إله الشر والخير، ويبدأ هذا الطقس مع ظهور أول فوج من الجراد في الأفق، فيقع على عاتق النساء واجب إعداد المشروبات (في الغالب كحوليه) فيجتمع شباب وشابات القبيلة في مكان معين ويبدءون بالرقص علي دقات الطبول، ويتم تنصيب شخص - أحدهم- يسمونه (الدنباري) بمثابة نبي الجراد ، وهو يكلم الجراد (بهينمة)، ويقوده خلفه بعصا طويلة ملفوفة بقماش قديم ومدهونة بزيت القطران ويمضي بكل أفواج الجراد ويذهب بها بعيداً عن الزرع والناس وما أشبه هذا النبي (الجرادي) بالمتنبي بوش الذي قاد أفواج الجيش الأمريكي, فكانت هذه المرة انطلاقته من ارض عربية كما هي مراحل تكاثر الجراد يبدأ (سروة) و(دباً) دبى دبيب النمل وجلاً ودنى دنو الخسيس قاصدا حدود العراق لجنوبية فاقتحم والتحم التحاماً قل نظيره مع أشاوس عُبس الوجوه شداد ضد الغرباء – قديما- تمرسوا وتمترسوا في خنادقهم ولكن فرق الكفاءة في المعدات وحجم الحمم واستخدام كل الأسلحة المحرمة- ظهرت آثارها المسرطنة في الجنوب والوسط- استطاع أن يحقق بعض التقدم باتجاه الطريق المؤدي إلى بغداد حيث معارك المطار التي كانت (أسطورية) أخفاها الأمريكان تداركاً للفضيحة الجنائية والأخلاقية حقق فيها العراقيين انتصارات كاد أن يستسلم الجيش الأمريكي ويعود فارا من حيث أتى لكن كعادتها احتالت لتفادي الفضيحة فقامت باستخدام أسلحة تكتيكية – قنابل صغيرة لها قوة إبادة بشرية- فدمِّر كل شيء باسم الحرية, قتل كل متحرك وثابت خلال زحفه تحت ظل أسراب الطائرات التي دمرت بناء عظيماً نضخ البناة دما ودمعاً من خلال مسيرة الدولة الحديثة,

 

إلى أن أصبح للمحتل معاونين باعوا كل شيء من أجل غموس دم وفتنة, أدارها - سفلة – رجرجة رجال لا هم لهم سوى نهم أكل وشرب فتكرشت وجوههم (وبطونهم)من السحت الحرام فباعوا المصون فاعتصموا بالمخلوق دون الخالق, وأصبح البلد تعمه العتمة وضياع الأمل في عودة الحقوق المسلوبة إلاّ من خلال التصدي لأعداء الإنسانية ومشاريعهم الخبيثة بمقاومة رشيدة والتي أخذت على عاتقها- نصبت فخاخها لأسراب الجراد- القادم من خلف المحيطات والبحار يريد ارض السواد فوقعت أسرابه الطائرة ,الزاحفة والكثير من أحفاد( نغفور) والتي كانت من القوة والتخطيط أن تبتلع أقطاراً عربية أخرى كانت مهيأة أن تقع فريسة لهذه الهجمة الشرسة فكان القرن الواحد و العشرين هو بداية النهاية -إمبراطورية الشر- ونأمل أن يكون نهاية لآخر الأنبياء الكذابين فكانت لعنة العراق التي جعلت القوة الأعظم تتهاوى من على خارطة الدولة الأعظم في التاريخ الحديث,

 

بعد أول رصاصة أطلقت على بغداد فكانت بداية النهاية للخطر الأمريكي على البشرية خاصة في عهدي – بوش الأب والابن- اللذان سيذكرهما التاريخ بالخزي لأنهما قطعا اليد التي علمت البشرية مبادئ الكتابة كما أُرِّخ للتاريخ الهجري فسيؤرخ أيضاً كما أرَّخ لابو رغال خيانته, سيؤرخ إعلان العملاء تسميتهم يوم احتلال بغداد يوماً وطنياً ؟؟! سيؤرخ تاريخ نهاية نبي الجراد بوش الذي حمل مشعل الحرية (الحربة) التي وجأ بها بوش خاصرة الإنسانية باسم الديمقراطية والحرية وكان خاتمة ولاية الكابوس الأمريكي ضوئها الأخضر لتدمير غزة لكن المشعل الذي حمله أهلنا وقاده مشعل العرب خالد وقدمه( البطل هنية) هدية أعادت للنفوس المنكسرة زهوها وللأمة عزتها فكانت آخر رفسة لللقيطة إسرائيل,التي تمثل بارجة متقدمة للولايات المتحدة و- الممثل الحقيقي - لدول الاعتدال في الجامعة (العربية) الزاحفين خلف خرقة مبللة بنفط العرب أسموها (الحرية)...

 

وهذه دعوة للإدارة الجديدة أن تنفض يدها من إسرائيل فهي البلاء والسرطان- الذي يصيب العالم وأصاب أمريكا بمقتل- لا بد من اجتثاثه ليكون العالم أكثر أمناً بلا إسرائيل وعذراً لمصطلح (الاجتثاث) فنحن أبناء الأمة العربية امة تريد التعايش مع الإنسانية جمعاء وليس في قاموس ثقافتنا عبارة(اجتثاث).

 
 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ٠٦ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠١ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م