الانفصاليون الاكراد وهوس العظمة الفارغة
واوباما يتبنى سياسة اسلافه مع القضية الفلسطينية

 

 

شبكة المنصور

محمد عبد الحياني / مناضل بعثي

الانفصاليون الاكراد وهوس العظمة الفارغة :-

 

قصة المتمردين الاكراد في شمال العراق :- بدأت قصة هذا التمرد مع بداية التمهيد للحرب العالمية الاولى وكانت بدفعِ من الحلفاء , وعلى وجه الخصوص من بريطانية وعلى اساس مبدأ ( فرق تسد ) السيء الصيت فقد وعد الانكليز المتنفذين من الاكراد بتكوين دولة كردية لهمَ في كل من ( ايران وتركية والعراق وسوريا ) , ان هم ساعدوا الحلفاء في تأليب الاكراد ضد الدولة العثمانية ( تماماً كما وعدهم الامريكان والكيان الصهيوني مؤخراً ان هم  ساعدوهم في خلق المشاكل بوجه نظام ثورة البعث ,لانها اصبحت تشكل خطراً على مصالحهما ومصالح شركاتهم الاحتكارية في المنطقة) .ولم يكن الانكليز جاديّن في ذلك لانهم اصطدموا بعد نهاية الحرب ( 1914-1918) بمعارضة الدول التي يتوزع على اراضيها الاكراد , فتركهم الاستعمار البريطاني ( كمسمار جحا ) , ليمثلوا سكيناً في خاصرة النضام الذي

لايرغبون فيه , وكان العراق هو اكثر الدول الذي تحمل الاذى من هؤلاء المتمردين .

 

المتمردون وخيانة العهد :- بعد ان علمت الدولة العثمانية بمخطط الحلفاء في استغلال الاكراد لاثارة المشاكل بدولتهم , فاستبقوا بدورهم الامر فسرحوا الشيخ محمود (الملّي ) , وهو احد زعماء الاكراد, من السجن , وفوضوه بادارة منطقة السليمانية مع الحامية التركية الموجودة فيها ويحكمها باسم الدولة العثمانية . وقد امدوه بالمال والعتاد ليقوم بهذا الواجب نيابة عنهم على الوجه الاكمل ...

 

وحينما سمع هذا الشيخ وعود البريطانيين اعلاه ؛ أظهر استعداده لتسليم الحامية التركية المؤتمن عليها في السليمانية الى القوات البريطانية المتمركزة في كركوك ...!! . وبعث الى الحاكم الملكي  العام في بغداد رسائل عديدة مع بعض اتباعه يعرض فيها رغبته في ان لا تستثنى ,ما اسماها ( كردستان) من قائمة الاقوام المتحررة ......!!. وكان له ما اراد , ونقل الجنود والضباط الاتراك (بأمرٍ من الشيخ محمود ) مخفورين الى بغداد (وهكذا بدأت اول اعمال الحركة الكردية بخيانة العهد والامانة........!!!!) واستمرت صفة خيانة العهد ملتصقة  بكل  قيادات حركة التمرد الكردية منذ ذلك الوقت وحتى وقتنا هذا الذي اتحفنا ببرميل الزبالة (الطالباني ) وعميدالغباء السياسي بكل فخر الكلب (مسعور البرزاني) ...وعبن الانكليز الشيخ محمود الملّي حكمداراً للسليمانية تحت ولاية الجيش الانكليزي وبراتب  شهري قدره خمسة عشرربية وعينوا له (الميجر نوئيل) مستشاراً ملكياً ( والميجر دانليس) مستشاراً عسكرياً .....ألا ان رؤساء العشائر الكردية رفضوا الخضوع لنفوذه ,  باعتباره  انساناً  غير مؤتمر الجانب , ولا يمثل  وجهة  نظر غالبية  الاكراد الطامعين  بالاستقرار تحت لواء الدولة العراقية الفتية في بغداد , مما اضطر الانكليز ان يتخلوا عنه ..وبعد ذلك قام هذا الشيخ بأعلان التمرد على المركز في بغداد , كما قام باعمال تخريبية واعتداءات على القرى و العشائر التي عارضته واستعان للقيام بكل ذلك يمجموعة من الاشقياء و قطاع الطرق فادى به الامر الى ان يُعتقل و يحكم عليه بالاعدام , الا ان القوات البريطانية استبدلت هذا الحكم بالسجن المؤبد ثم حولته الى النفي للهند ,وكانت بريطانيا قد اتخذت كل هذه الاجراءات بهدف ابقا ء شبح التمرد وعدم  الاستقرار مخيّماً على  شمال العراق ( وان يبقي التمردفي شمال العراق سكيناً في  خاصرة اي نظام لا يعجبها في المستقبل),و استمر التمرد منذ ذلك الوقت  برعاية الانكليز وتحولت هذه الرعاية بعد ان غابت الشمس عن امبراطوريتها (التي لا تغيب عنها الشمس ..!!) الى امريكا

والكيان الصهيوني ..

 

لقد وصفت جلال الطالباني ببرميل الزبالة ثأراً للاسلام وقرآننا الكريم الذي قال عنه :- ( نحن لسنا بحاجة لقرآنهم ,  فليُعيدوه الى حيث ما جاءوا به ,من جزيرتهم ) , ويقصد بذلك جزيرة العرب .

 

معلناً بذلك الحاداً مجوسياً وصهيونياً فاق فيه المجوسية المختبئة تحت العمامة التي تحكم ايران المسلمة والصهيونية لكل يهود العالم ومحافلها الماسونية . كما اطلقت على مسعود البرزاني بالكلب المسعور لأنه  فاق كل الكلاب المسعورة التي  تنهش بكل ما يحيط  بها من غنائم , متصوراً ان كل ما يُحيط بما يسمونه كردستانهم من ارض عربية هي ملك  لهم متجاوزين الواقع ومنطق الجغرافية والتأريخ .....

 

الانفصاليون الاكراد وهوس العظمة :-

 

بعد العرض الموجز لتأريخ حركة التمرد في شمال العراق نأتي الى الحديث عن الموضوع الرئيسي المتعلق بهوس العظمة لهؤلاءالأنفصاليين , ودوافع هذا الهوس واسبابه  .

 

من الدوافع التي جعلت ممن يسمي نفسه برئيس اقليم كردستان يخرج عن طوره ووقاره المفتعل هوخروج الاحزاب  والقوى الكردية  التي دخلت مع الحزبين الصهيونيين ( الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني ) الأئتلاف الكردي عن طاعة هذين الحزبين بعد ان انكشفت نواياهما الانفصالية واستحواذهما وعوائل مسؤلَيهما على المكاسب المالية والمقاولات  والمراكز الرئيسية في ادارة ما يسمونه باقليم كردستان . كما ان وصول ائتلافهم مع الحزبين الطائفيين الى مرحلة الانفراط بسبب الاختلاف بالمصالح , وبالاخص ما بين رئيس حكومة الاحتلال والبرزاني حول التعديلات في الدستور الذي كتبه الاحتلال ,  فكلاهما يدعوا الى تعديله لما يخدم مصلحته .. هذا فيما يتعلق بالائتلافات بين الاحزاب الكردية الكرديةوالاحزاب الكردية الطائفية .اما الدوافع الاخرى التي حركت هذا الهوس لشعورهم ,بقرارة انفسهم, بأن شعبنا الكردي في شمال الوطن بدأ يقف ضد خيانة هذين الحزبين وارتباطهما بالكيان الصهيوني والموساد وعدم اهتمامهما بهم , فالطالباني على سبيل المثال تجده على علاقة حميمية مع الملالي الذبن يحكمون طهران , وتأتي زياراته المصحوبة دائما بالقبلات, في ذات الوقت الذي تدك فيه مدفعية الايرانيين قرى شعبنا الكردي الحدودية , اما مسعودالبرزاني(لا اسعده الله) فانه يوظف نفسه جاسوساً على حزب العمل الكردستاني التركي الذي كان حليفه (او لازال ...!!!) في المركزالاستخباراتي المشترك بين العراق و تركية  والمخابرات الامريكية (ومن يدري ,فقد تكون هذه الاخيرة هي الموساد ....!!؟؟) ... وهكذا , فأن الذين يحكمون شعبنا في شمال العراق الحبيب ما هم الا حفنة من الخونة الرعاديد الذين لاعهد لهم ولاذمة وهم لم يعودوا  يستطيعون  ابتزاز العراقيين وعلى وجه الخصوص ابناء شعبنا الكردي في الشمال  الا من خلال بيع ذممهم للطامعين في ارض العراق وثرواته , امّا المكابرة و(العنتريات) الجوفاء ما هي الا ليوهموا شعبنا الكردي المغلوب على امره بانهم اقوياء ,وليغطوا على فشلهم  فيما يدعونه ( تحرير اكراد تركيا وايران وسوريا وتكوين دولتهم المزعومة على حسا ب هذه الدول الثلاث ..!) حينما عجزوا عن ذلك راحوا يفتشون عن هذه الاراضي في محيطهم من داخل العراق ,هذا من جهة ,ومن جهة اخرى فأن اشتداد ضربات المقاومة الوطنية  الكردية  قد اخرجت العملاء الذين يحكمون في الشمال عن طورهم , وقد تمثل ذلك في تصريحات (مسعورهم) التي غلب عليها طابع الانفعال وهوس العظمة الفارغة .....

 

اوباما والقضية الفلسطينية:-

 

في قَسَم العهد لباراك اوباما لم نستشف منه أي تغييرفي نظرة ادارته للقضية الفلسطينية وللصراع العربي الصهيوني .. وقد نتوقع بعد ايام  ان مسشاري اوباما  قد يعرضوا عليه عدة خرائط  لطرقٍ خاصة  بمفاوضات عملاء الفلسطينيين مع الصهاينة  الذين احتلوا الارض الفلسطينية تحت وصاية ورعاية امريكا . وستستمر سياسة التطبيع التي بدأها السادات والتي جعلت من اغلب الحكام العرب يتهافتون عليها ويقيمون العلاقات الحميمة مع هذا الكيان المسخ , ومن يتابع الاحداث فانه سيجد ان النشاط المحموم قدبدأ على اشده من قِبل الاتحادالاوربي متمثلاً بأرسال الرئيس الفرنسي(اللوكي) الفرقاطة الفرنسية التي وظفت لمهمة منع وصول السلاح للمقاومة الفلسطينية وقد رعى اوباما هذه المبادرة التي تكفّلَ الرئيس المصري بتقديم المساعدة لها وانجاحها . كما ان الصهيوني الاول في اوربا (سولانا) قد التقى (عراب التطبيع) حسني مبارك لذات السبب وبحجة ايقاف القتال في غزة .

 

وقد كانت القاهرة (مع الاسف) مركز التنسيق مابين صهاينة اوربا وامريكا . كما كانت زيارةجورج ميتشل ولقائه وزير خارجية مصر العربية ,ابو الغيط , هو بداية تدخل (اوباما) لصالح الكيان الصهيوني  بالتنسيق مع حسني مبارك , الذي يريد  مع امريكا وصهاينة العالم تجريد المقاومة الفلسطينية من السلاح .

 

وكلمة اخيرة حول تعهد اوباما بالانسحاب من العراق ؛ فان مستشاره المعني بهذا الامر قد ادلى بخلاف ذلك , اذ اكد على خطورة الانسحاب السريع وضرورة البقاء في العراق مدة اطول , ان هذا التصريح هو بداية  لقلب ظهر المَجَن  على آمال  الشعوب الامريكية الداعية الى  خروج الجيش الامريكي  من العراق الذي كلف  وجوده  في العراق ؛ دماء  ابناءه  وامولهم  لصالح  الشركات الامريكية عابرة القارات والشركات اليهودية المنتجة للسلاح التي لا يهمها الا استمرار الحروب في العالم لتفرغ خزائن الدول وفي مقدمتها امريكا .. ولكي يوافق الرئيس الامريكي الجديد علىمشورة وزير دفاعه الجديد القديم ( روبرت كيتس) ؛ ننصحه بالرجوع الى الرسالة الاولى لشيخ المجاهدين القائد العام للقوات المسلحة القائدالاعلى للجهاد والتحرير المناضل عزة ابراهيم الدوري في خطابه لمناسبة الذكرى (88) لتأسيس جيشنا الباسل الذي دمرالدروع الامريكية في حفر الباطن في الحرب الثلاثينية عام (1991) والذي اجبر امريكا ( بعظمتها)  ان توقف  القتال  من طرف  واحد في ام المعارك , وقسمه باسم الله العلي القدير القوي العزيز بان ابطال الرافدين قد اعدوا لمقاومة شاملة وفاعلة وطويلة  ومتصاعدة  حتى يخرج آخر جندي  غازي  هارباً  من ارضنا  ولو طال الجهاد والمقاومة  لاجيال  قادمة  ان  لم  يتبصر  ويوافق  على العرض العراقي الكريم الذي قدمه شيخ المجاهدين لامريكا للانسحاب من العراق ببياض الوجه وترك العراق لاهله والتعامل معه الند للند .

 

ومن الله النصر والتوفيق ....

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت  / ٠٥ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٣١ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م