غزة هاشم لن يضيع دمك بين المتامرين

 

 

شبكة المنصور

محمد الحديثي  / عضو منظمة كتاب من اجل الحرية

مظاهرات شعبية في المدن العربية ومثلها في المدن الاوربية. والزعماء العرب، والمسلمين يهنئون بعضهم بالعام الجديد الذي ابتدأ بمجزرة قدم فيها اطفال فلسطين كالعادة اضحية لمعبودتهم اسرائيل. حيث ظهر اولمورت من على شاشة العربية ,,وتمشدق بافناء حماس في غزة، وقبلها بعث بالعاهرة ليفي وزيرة خارجيته الى حسني مبارك لتأخذ مباركته على هذه الجريمة. وقد هددت قبل وصولها الى القاهرة بطرد العرب الصامدين في مدن حيفا ويافا والقدس وغيرها. وبالامس يقف المنبطحان ابو الغيط ، ومحمود عباس في القاهرة، ويتغوطان من فمهما، ويحملان حماس مجازراسرائيل. وبكل صلافة يطالبان حماس بالتهدئه، وضبط النفس، وكأن الطائرات التي تقصف وتحصد ارواح الاطفال "حماسية" وان الدبابات التي تحاصر غزة عليها الهلال، وليس نجمة داوود. ويطلب هذا الدعي المدعو ابو الغيط من حماس ان تترك له، ولعباس مهمة ادارة الصراع على الطريقة الاستسلامية. وسبق لحماس رفض دعوة مصر بقبول شروط عباس الاسرائيلية للمصالحة الوطنية. ولهذا طلبوا من اسرائيل معاقبة حماس. مثلما طلبوا منها تخليصهم من حزب الله، ومعاقبة لبنان لانه يحتضن الحزب ,ومثلما حصل للعراق واحتلاله وعزله عن عالمه العربي وتسليمه لمجموعة من العمائم الذين يوالون من يدفع لهم وهو اقل مايقال بحقهم . تركيا التي تفاوض باسم سوريا لاستعادة الجولان ادانت الحرب ضد غزة. وهددت بقطع الحديث المباشر مع اسرائيل واعتبرت قصفها غزة جريمة ضد الانسانية. ونفذت تهديدها اليوم على لسان وزير خارجيتها علي جان بان اسرائيل لا يمكن ان تفاوض على السلام مع سوريا، وتعلن الحرب على غزة. ادارة بوش تفهمت، كالعادة، جرائم اسرائيل. ولم تتفهم عدم احراج اي حاكم عربي خنوع.


مصر تشارك في حصار غزة، وتطلق النار على الجموع الهاربة من جحيم العدوان الاسرائيلي. وفي وقت تظهر فيه شاشات التلفزيون العالمية تجمع الاف الفلسطينيين عند المعابر مع مصر تدعي السلطات المصرية انه لا يوجد فلسطينيين عند الحواجز. بدل ان تفتح الابواب لهم او تقدم لهم المساعدة اطلقت عليهم الرصاص. الحكام العرب يروها فرصة لزيادة اسعارالنفظ حتى لو ابيدت كل غزة. وعباس يريد عودة غزة تحت سلطته حتى لو استلمها بدون شعب . ويريد العودة اليها على ظهر دبابة اسرائيلية مثلما فعل ( السادة ) في العراق بعد احتلاله . وهدية مبكرة يقدمها الرؤساءالعرب للرئيس الامريكي الجديد فهم سيساعدون اسرائيل على اضعاف حماس والمقاومة الفلسطينية عند استلامه الحكم في العشرين من الشهر الاول في السنة القادمة. ليحقق لهم "السلام الاسرائيلي العادل". لماذ لاتفتح مصر حدودها امام الفلسطينيين الجرحى في الاقل؟ لماذا لا تلغي معاهدة السلام مع اسرائيل؟ لماذا لا تهدد فقط بالغاءها مثلما هددت تركيا بايقاف اتصالاتها ووساطتها؟ لماذا لا توقف تدفق الغاز المصري الى دولة صهيون؟ لماذا لا يطرد سفيرا العدوان من القاهر وعمان؟ لماذا يطالب ملوك الانبطاح الحسن، وعبدالله حماس بضبط النفس؟ لماذا لا يقطع العرب النفط، وقد وصل ادنى مستويات سعره، عن اسرائيل وداعميها، في الاقل ليرتفع سعره، وليس لسواد عيون اطفال غزة؟ بينما عرب الخليج وعذرا لاخوتنا في الخليج وكلامنا موجه للحكام يستقبلون بيريز ويقبلون يد العاهرة ليفي هل يجرأون ياترى، وهم مجتمعون في مسقط لاصدار عملة خليجية مشتركة ان يمنعوا البضاعة الاسرائيله في اسواقهم الحرة؟ هل يعيدوا تفعيل قانون المقاطعة؟ هل يتحملون مسؤوليتهم كعرب ومسلمين؟ ان احذية شهداء فلسطين تشرف كل تيجان الملوك والامراء العرب، وخراء اطفال غزة اشرف من لوائحهم، واسماء دولهم، وجامعتهم الصهيونية. علهم يخضبون به لحاهم وشواربهم بدل الحناء الاثيوبية.


ستتاثر حماس عسكريا، ولكن الشعوب العربية، والاسلامية ستعرف من صمد ومن تخاذل. بعد ذلك يتسائل "المحللون" عن سر تزايد دور ايران في المنطقة رغم انه دور يتناغم مع الاجندة الامريكية التحريضية ضد الامة العربية ورغم انهم يقتلون الفلسطينيين في العراق ويتباكون على فلسطينيي غزة . الحكام العرب يشاركون في دعم اسرائيل التي يعرض تلفزيونها، والتلفزيونات الداعمة لها وصول المساعدات الانسانية الى غزة. وكان القصف لفك الحصار وليس لذبح الشعب الفلسطيني. ان وصول شاحنات الصدقات في هذا الوقت بالذات دليل التواطئ الرسمي العربي مع اسرائيل. وكأن القضية هي قضية مساعدات، وليس قضية تحريرارض مغتصبة. الحصار ايها السادة فرضتموه مع اسرائيل منذ الشهر السادس العام الماضي وليس وليد اليوم. انكم توفرون لليمين، واليسار الصهيوني فرصة التنافس والمزايدة على ذبح الاخوة الفلسطينيين. لتحقيق مكاسب انتخابية. فماذا ستحققون انتم وهل سيرضى عنكم باراك اوباما، وايهود باراك. الا تبا لكم! واقولها لاهلي ففي غزة لن يضيع دمكم بين المتامرين ما دام في ظهرانيكم ابطال المقاومة في العراق ولبنان وكل قوى التحرر في العالم .

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٠٩ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٦ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م