ملفات ما بعد الحرب ...  مبادرات ودولارات

﴿ الحلقة الثانية ﴾

 

 

شبكة المنصور

احمد ملحم  / الضفة المحتلة

وقفات:


. مفارقة عجيبة حدثت مع حرب غزة، فبعد ان طرحت السعودية ومن خلفها الدول العربية مايسمى بالمبادرة العربية للسلام والتطبيع مع الكيان الصهيوني، رد عليها شارون بأرتكاب مجازر في الضفة الغربية، والان اتت حرب غزة بعد الحملة الاعلانية والتعريفية للمبادرة العربية في الصحف الصهيونية التي قادتها السلطة الفلسطينية بتمويل سعودي...ومع ذلك العرب لا يفهمون الرد على مبادرتهم، ليأتينا مبارك بالمبادرة المصرية... ومع هذا فقد اهملته امريكا ودولة الكيان الصهيوني، وهذا يذكرني ببيت الشر والذي يقول عن العرب" لا حربنا حرب، ولا سلامنا سلام، جميع ما يمر في حياتنا ليس سوى افلام"

 
. عباس المنتهي شرعيته، يرفض التوقيع على طلب لمحاكمة قادة الصهاينة بأرتكابهم جرائم حرب، لأنه يدرك بأن الصهاينة سيتخلوا عنه عندئذ، ويحاربوه، بل سيقولون عنه انه ليس رئيسا للسلطة، وان صلاحيته انتهت... هذه احد الاسباب التي تجعله يرفض ذلك

 
. المعتدلين العرب، والكيان الصهيوني... اجبروا عباس وهددوه بعدم الذهاب الى قمة قطر

 
.المعتدلين العرب في قمة الكويت ضربوا عدة عصافير بحجر واحد، هم ارادوا ان يؤكدوا للصهاينة واميركا ان الدم الفلسطيني بالنسبة لنا عبارة عن اسهم في بورصاتنا، وتجارة نتداولها مع الصهاينة كيفما شاؤوا، لذا ادرجوا حرب غزة في قمة اقتصادرية... ويؤيدنا كذلك عباس، وثاني اهدافهم هو الاستخفاف بالدم الفلسطيني الذين ذهبوا الى الكويت لكي يتصالحوا عليه، ويشربوا منه نخبهم.

 
. اعادة اعمارغزة يمكن ان يتم بألف طريقة مع الحكومة الشرعية الفلسطينية بغزة دون سلطة رام الله... فنحن بتجربتنا ندرك بأن هؤلاء سماسرة اوطان وتجار دماء

 
العودة الى غزة عبر خلاطات الاسمنت
 
القاعدة الاساسية لما بعد الحرب بالنسبة لأقطاعية رام الله، في ظل فشل الحرب الصهيونية على قطاع غزة والتي دعموها سياسيأ ومعنويا ولوجستياً، وعدم قدرتها على تحقيق وعودها في القضاء على حماس، وبالتالي عودة تلك السلطة البائدة على ظهر الدبابة الصهيونية الى غزة، الان لسان حالهم يقول انهم يصرون على العودة الى القطاع عبر خلاطات الاسمنت، وهي الطريقة الوحيدة امامهم.

 
بعد وقف العدوان الصهيوني الاجرامي على قطاع غزة وعدم انتهاءه، رمى سحرة هذا الزمان بورقة جديدة لتغيير ما لم تقدر عليه الة الحرب الصهيونية من تحقيقه، ان الحديث عن اعادة اعمار غزة والذي تحدث به الكثيرون وفق اليات واجندة خاصة بهم، ما هو الا ورقة يهدف هؤلاء من خلالها الى تحقيق مكاسب لم يستطيع الكيان الصهيوني من تحقيقها خلال ايام العدوان.

 
اقطاعية رام الله المتمثلة برئيسها المنتهي شرعيته محمود عباس، لم يبقى امامها سوى ان تعود الى غزة عبر خلاطة الاسمنت العربية والدولية، وذلك لشح الطرق الاخرى، فهم بذلك يؤكدون بطريقة غير مباشرة انهم لن ينجحوا اي مشاريع تهدف الى اطلاق الحوار الوطني واعادة اللحمة للبيت الفلسطيني، وبالتالي خلق اجواء المصالحة الوطنية الكبرى... هذا من جهة، ومن جهة اخرى فقد خيبت الة الكيان الصهيوني امالهم، وهم الذين وثقوا بها وراهنوا على قوتها في سحق قوى المقاومة، وبالتالي العودة على العربة الصهيونية الى حكم غزة... هذه المعطيات لم تجعل امامهم سوى الطريقة القديمة في الاصرار على تشديد الحصار على قطاع غزة بالتعاون مع قادة الكيان الصهيوني، وابقاء مشروع اعادة الاعمار الى غزة، المركب الوحيد للعودة الى غزة.

 
ويلاحظ كل من يتابع التحركات السياسية من لقاءات ومشاورات واتصالات لقادة رام الله، وكذلك التحركات الاعلامية من تصريحات ومقابلات ومؤتمرات صحفية، الى التحركات الميدانية في الاستمرار في قمع الشعب، ومطاردة المقاومين وكل من يعارض السلطة ولو بكلمة... هذه الملاحظات تكشف الى اي مدى انزلق هذا التيار في الهاوية الصهيونية... رئيس الوزراء اللاشرعي سلام فياض، بقي صامتاً طوال فترة الحرب، ولم يكن ليقدر على الظهور للشعب، ولكن ما ان تبادر الى مسمعه احاديث الدولارات والمنح، حتى سال لعابه... فأخذ يكثف ظهوره الاعلامي واحاديثه عن خطط ومشاريع الاعمار... في الجهة المقابلة نجد ان المتحدث الجديد بأسم حركة فتح ياسر عبد ربه، نجده يخرج بكل حقد وغيظ ومرارة الهزيمة التي مني بها كيانه الصهيوني في غزة... خرج ليتطاول ويشتم ويقذف ليس بالمقاومة وحدها، بل اكثر من ذلك، تطاول على سوريا التي الى الان ما طبعت مع الكيان الصهيوني، ولم تعترف بشرعيته وبقيت واقفة مع حقوقنا المشروعة، بل اكثر من ذلك خرج ليسيء الى عراق القائد صدام حسين واركان نظامه الذين يحاكمون من قبل قوات الاحتلال في العراق.

 
هذا الحال ليس بعيدا عن الكثير من الدول العربية، فهذه الصورة تنطبق بصورة او اخرى على ما يسمى بالنظام العربي المعتدل، والمتمثل بمصر والسعودية والاردن بشكل اساسي... النظام المصري الذي ساعد بل شارك في حرب الابادة في غزة، ومن قبلها في حصاره وتجويعه ومن منع اهله من العلاج.. والتي عملت مع السعودية على عدم المشاركة بقمة قطر، واجبار عباس على عدم المشاركة، وتأجيل قمتهم الى القمة الاقتصادية في الكويت، وكأن الدم الفلسطيني قد تحول بالنسبة اليهم اسهم في بورصاتهم ومشاريعهم الاستثمارية، كونهم تجار دم جدد.

 
ان الشعب الفلسطيني الذي دافع عن ارضه، وقدم كل ما يملك من اجل ان تبقى هذه الارض حرة عربية، لن يقبل الان بالجزرة الصهيو امريكية العربية، ولن يخضع لابتزازهم... فهو صامد على هذه الارض مقاوما بقي ما بقي الاحتلال، وان المساعي السلطوية العربية الى احراز نصر سياسي على اكتاف المقاومة، ومن دماء اطفال غزة لن يتحقق لهم، لان هناك مقاومة تحمي هذه التضحيات والدماء.

 
من العدالة ان يعاد اعمار قطاع غزة بأسرع وقت ممكن واحرار هذا العالم ، ومن الاخوة العرب شعوبا وانظمة التي وقفت الى جانبنا في محنتنا، وعن طريق الحكومة الشرعية المتمثلة بحركة المقاومة الاسلامية حماس، ومشاركة فصائل المقاومة الباسلة التي تصدت للعدوان الصهيوني البربري، لا عن طريق سراق الاوطان وتجار الدم الفلسطيني... وان الحديث عن عودة السلطة الفلسطينية، او اعادة الاعمار عن طريق السلطة الفاسدة لهو امر يجب ان لا يحدث ابداً .

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٢٩ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٦ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م