الشيخ الدكتور عبد الحكيم السعدي يعقب على مواقف
فضائيات
''عراقية'' من العدوان الصهيوني على غزة

 

 

شبكة المنصور

 

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
وبعد...

 

فاليوم الجمعة 9/1/2009 عدت من صلاة الجمعة لافتح قنوات فضائية تابعة لجهات حكومية وأخرى مشاركة في الحكومة الحالية في العراق، فرأيت ما أفرحني وما أحزنني.


أما الذي أفرحني فهو أني فتحت قناة واذا بخطيب الجمعة يتحدث عن احداث غزة ومستنكرا ما يفعله اليهود المجرمون بأهلنا الفلسطينيين الصامدين في غزة محرضا على الوقوف معهم بالمال والدعاء وما يستطيعون . ففرحت لان هذا رفع رأسي لأني أجد بني قومي يقفون الموقف الشرعي المشرف من المحتل الصهيوني المعتدي ومن المجاهدين الفلسطينيين الشرفاء. ثم قلبت القنوات واذا بتجمع لخطبة جمعة يهدف الى نفس الهدف مما أكد لي ولكل العالم من جديد ان الشعب العراقي الاصيل يرفض الاحتلال ويرفض الذل والمهانة أيا كان مصدرها.


أما الذي أحزنني : فهو أن هذا الموقف يصدر ممن هم مشتركون في العملية السياسية في العراق التي يديرها المحتل الأميركي حليف وحامي المحتل الصهيوني ، ومصدر حزني من الآتي :


أولا : أرجو ان لايكون ذلك دعاية انتخابية للمجالس المحلية التي ستجري في اواخر هذا الشهر.


ثانيا : كما ارجو ان لا تكون هذه انتهازية يستغل من خلالها المحرضون مشاعر العراقيين للكسب السياسي ، وكلنا يعلم ويشهد ان مثل هذه المشاعر ليست غريبة على العراقيين الاصلاء الذين رفضوا الاحتلال والظلم على مدى تأريخهم الطويل.


ثالثا : كما ارجو ان يكون ما سمعته من الخطباء دعوة للتوبة الصادقة وبراءة مما يفعله ساستهم وقادتهم من محاربة للمجاهدين المخلصين في العراق بحجة انهم يحاربون الارهاب والواقع يكذب دعواهم . فهم حاربوا تحت ذريعة مكافحة الارهاب كل من تصدى للاحتلال واعوانه واذنابه، وكل من دافع عن كرامته وكرامة عائلته واهل منطقته بوجه تجاوزات وجرائم المحتل ومليشياته وعصاباته.


رابعا : ولتأكيد ما قلت آنفا أتساءل :


1- ما الفرق بين حالة غزة وحالة العراق فغزة تحت الاحتلال الصهيوني الذي تمده أمريكا بالسلاح والمال والحماية الدولية ، والعراق تحت الاحتلال الامريكي ؟ !! فلماذا يثنون على الجهاد في غزة في الوقت الذي يطلقون على الجهاد في العراق ارهابا ؟ !!.


2- حين تبررون مواقفكم من الاشتراك في العملية السياسية تحت الاحتلال في العراق بأن هذه موازنة بين المصالح والمفاسد – كما يفتيكم بذلك مفتوكم الجهلاء – فعباس وجماعته يتذرعون بنفس الذريعة ويحاربون حماس والمجاهدين تحت هذا العذر.


فلماذا تعيبون (ضمنيا ) ما يقوم به عباس مع انكم تعملون مثل ما يعمل ؟ !!.
ان الاحتلال هو الاحتلال والاستعمار نفس الاستعمار، فهل هذا من باب النفاق السياسي ؟ !!
أم ماذا ؟ !!.


وأخيرا اتمنى ان اسمع ويسمع منكم العالم اعلانا للتوبة والندم، وان تبدأوا العمل المخلص لخدمة العراق من جديد برفض الاحتلال ومحاربته ومحاربة معاونيه وأذنابه ، وبالاسهام مع اخوانكم العراقيين المؤمنين المخلصين في جهادهم لتحرير العراق وأعادة بنائه بناءا وطنيا اصيلا مستقلا، وعلى ذات الاسس والمبادىء العربية والاسلامية مثل ما كان من قبل ، ليس فيه طائفية ولا مصالح شخصية ولا حزبية . فذلك هو الذي يعيد الثقة بكم ، لا المظاهر البراقة الخادعة، ولا استغلال مشاعر العراقيين في مثل هذه المواقف التي لا يتخلف عنها الا المجانين والمعتوهون ومن لا أخلاق لهم ولا دين .


والله ولي التوفيق

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت  / ١٣ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٠ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م