لقد تابعت أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي في بلادنا بقلق شديد ما يتعرض له أشقاؤنا في قطاع غزة من فلسطين الحبيبة، الذين يرزحون تحت جبروت الاحتلال الصهيوني الاستيطاني الهمجي وعدوانه البربري السافر والمعادي لكل القيم الإنسانية بدءً بالحصار الخانق وصولا إلى القوة العسكرية، مستخدما كافة الأسلحة المدمرة والمحرمة دوليا ضد شعب فلسطين السليبة، لا لذنب إلا أنه يدافع عن نفسه وأرضه وعرضه كما يدافع بموقفه الصامد عن قيم العروبة والإسلام، ليس في فلسطين وحدها بل والوطن العربي كله والشعوب الإسلامية قاطبة.

أيها المناضلون أينما كنتم...
 إن ما يقوم به الكيان الصهيوني الغاصب بحقد وخسة من عمليات قتل وإبادة جماعية للأطفال والنساء والشيوخ على قطاع غزة والتي لم يستثنى منها حتى الشجر والحجر... إنه عدوان صارخ بل جريمة نكراء ضد الإنسانية بكل المقاييس، وأمام كافة القوانين والاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق الدولية.

إن أحزابنا- أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي- وهي تدين وتستنكر هذا العدوان البربري الغاشم، تطالب الأنظمة العربية بضرورة كسر حاجز الصمت العربي والتحرك الفوري لوقف هذا العدوان بموقف مسئول يحمي شعب فلسطين ومصالح الأمة العربية وتجاوز لغة الشجب والإدانة، للخروج بموقف عربي مسئول يفعّل برنامج المقاطعة الشاملة لهذا الكيان المسخ المزروع على أرض فلسطين، واتخاذ كافة التدابير لحماية فلسطين أرضا وشعبا في إطار حل شامل للقضية الفلسطينية... قضية الأمة العربية المركزية.

إن التحالف الوطني الديمقراطي يطالب المجتمع الدولي بأن يضطلع بمسؤوليته حيال ما يواجهه أبناء فلسطين من عملية إبادة جماعية تستهدف النيل من وجودهم بكل الأساليب والوسائل الحاقدة المستخدمة من قبل هذا الكيان الغاصب الحاقد على العرب والمسلمين، كما يطالب المجتمع الدولي التحرر من سياسة الكيل بمكيالين والوقوف في وجه الظلم والعدوان الذي يمارسه الكيان الصهيوني وحلفاؤه ضد أشقائنا في غزة وبقية الأرض الفلسطينية المحتلة. كما يناشد الفصائل الفلسطينية بتغليب المصلحة الوطنية العليا لشعب فلسطين، وتجاوز كافة خلافاتهم الداخلية الشخصية والحزبية، تجسيدا لوحدة الأرض والإنسان لمواجهة كافة المخططات الرامية إلى تمزيق شعب فلسطين والإيغال في فصل القطاع عن الضفة والاستيلاء على القدس الشريف، ومحاولة اجتثاث الفلسطينيين وتهجيرهم إلى خارج فلسطين، كما صرح ويصرح قادة هذا الكيان علنا دون أن يسمعوا أي رد عربي مسئول على مثل هذه التصريحات الخرقاء والأفعال المنافية لكافة المواثيق والمعاهدات الدولية والإنسانية.

إن أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي وهي تثمن دعوة فخامة الأخ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية لعقد قمة عربية طارئة لوقف العدوان ضد الشعب العربي الفلسطيني، لتهيب بكافة الأنظمة العربية أن  تبادر إلى تحديد موقف جاد وحاسم لمواجهة هذا العدوان بجدية ومسؤولية، والعمل على إيقاف هذه المهازل وكسر الحصار عن غزة، ولمّ الشمل الفلسطيني وتعزيز مواقفه لمواجهة هذا العدوان العنصري الحاقد، كما يُهيب التحالف الوطني الديمقراطي بأشقائنا الفلسطينيين قيادات وجماهير منظمة وقوى سياسية بكافة شرائحها التعامل بمسؤولية والارتفاع فوق الجروح، والخروج بموقف فلسطيني في وجه العدوان العنصري الصهيوني البربري الذي يستهدف فلسطين أرضا وإنسانا، تاريخا وحضارة، ومطالبة الأمم المتحدة ومجلس الأمن بموقف مسئول لإنهاء العدوان وحماية شعب فلسطين وتنفيذ القرارات الدولية التي تؤكد على حقه التاريخي والقانوني والإنساني على أرض فلسطين.

إننا في الوقت الذي ندعو فيه إلى بلورة موقف عربي موحد، وموقف دولي مسئول لمواجهة العدوان الصهيوني الغاشم، نطالب المجتمع الدولي الوقوف ضد هذه الجرائم الوحشية وإدانة مرتكبيها وكل الأنظمة المتواطئة معه، وإدانة الدعم الغربي المتواصل لهذا الكيان المسخ من قبل الولايات المتحدة الأمريكية غير مكترثين بما يعاني منه أشقاؤنا في فلسطين من القتل والحصار والجوع، لنهيب بشعبنا في يمن الحكمة والإيمان، بكافة شرائحه وقواه السياسية ومنظماته النقابية والمهنية الوقوف إلى جانب أشقائنا في فلسطين وإدانة هذا العدوان ومواصلة الدعم المادي والمعنوي لتعزيز صمودهم في وجه العدوان الصهيوني وحلفائه.

الله أكبر... الله أكبر... الله أكبر.. والنصر لشعبنا الفلسطيني المقاوم والخزي والعار للعدو الصهيوني والمتواطئين معه ولا نامت أعين الجبناء.