شهيد العصر – شهيد الخلود

 

 

شبكة المنصور

ماهر زيد الزبيدي

تمضي الأيام وتتعاقب السنون والعالم يشهد ظهور رموز واختفاء أخرى، لكن قلما يبقى أحد هذه الرموز في الذاكرة ويتردد صدى ذكراه ليس فقط في ذكرى يوم وفاته لكن على مدار العالم.


وحين نعد هذه الرموز نتذكر في المقدمة منهم صلاح الدين الأيوبي وعمر المختار وجمال عبد الناصر وصدام حسين وغيرهم. فكانوا قادة حكماء ومحبوبين في حياتهم ثم أصبحوا رموزاً وحديثاً لا ينسى بعد مماتهم.
لقد تمكن القائد الشهيد صدام حسين على مدى 35 عاماً من إعمار بلاده وتطويرها اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً بدأها من كان الرجل الثاني في الدولة.


كان الرئيس الشهيد يعرف أن شعبه بات ضحية لاحتلال لا يرحم ولأزلام الاحتلال وأعداء الأمة الذين لا يعرفون في حكم العراق إلا مصالحهم الشخصية من خلال عقد نفسية تغلب عليها مشاعر طائفية وإثنية عميقة ومتأصلة ومتجذرة إلى حد التعصب، فمن اغتال الرئيس الشهيد صدام حسين اعدم العراق دولة وأرضا وشعباً ومقدرات وحضارة وثقافة، فهؤلاء العملاء الذين اغتالوا القائد الشهيد لا يصلحون لتسلم مواقع المسؤولية الأولى في بلد يحتاج بإثبات ما نقول لوحدة الصف والكلمة وما مضى من وقت بعد اغتياله كان كفيلاً بإثبات ما نقول.


ولكن بالمقابل أن هؤلاء المجرمين قد سمعوا وقرأوا وشاهدوا ما كتب حول عملية اغتيال الشهيد وردود الفعل من تنديد واستنكار واستهجان وغضب وإصرار عراقي وعربي على السير على نهج وفكر الرئيس الرمز حتى من الذين كانوا معارضين.


فهؤلاء المجرمين إلى زوال سيهربون من العراق عائدين إلى بلاد من احضروهم على دباباتهم ولكنهم هذه المرة سيهربون بمليارات الشعب العراقي التي نهبوها وسرقوها بعد أن جعلوا العراق وطن الاعتقالات والاختطافات وطن التعذيب والنهب وطن التخريب والتبديد المنظم للثروات أطراف المعادلة الأولى. احتلال أمريكي بريطاني إيراني من جهة وعملاءه ومرتزقته من جهة أخرى.


أما المعادلة الثانية: فهي المقاومة الوطنية بكل فصائلها الوطنية والقومية والإسلامية.
تمر ذكرى استشهاده رحمه الله، فنتذكر إنجازاته ونتخيل ابتسامته وقبلاته التي كان يطبعها على خدود الأطفال ونسترشد بحكمته.


ويكفي أنه غمر أبناء شعبه وأمته كرماً وعطاءً في وقت غمر فيه قادة آخرون موارد بلادهم في بنوك أمريكا وبريطانيا وغيرها من دول العالم ولم يتمكنوا من صناعة (أبرة) محلية، اعتمدوا على صناعات الغرب وأسواقه.


نستحضر ذكراه الخالدة وهو يقف شامخاً معتلياً أعواد المشانق، يرتجف منه القتله المجرمون... في حين يصفع أعداءه أمام أنظار العالم بالأحذية وهم منحنون صاغرين أمام ضربات الصحفي البطل منتظر الزيدي... فشتان ما بين الموقفين..
تبت أيدي أولئك الذين ظنوا أن الفكر يجتث والبطولة تنحر والشهادة تطعن، اجتثاث الشهداء خلود... وعيش الجلادين خوف وقلق وضياع...


تمر ذكراه فلا نملك إلا أن نقدم ما نجزم بأنه يفيده وهو الدعاء له اللهم اغفر له وارحمه وادخله مع الشهداء والصديقين واجزه عن المجاهدين والمثقفين والمبدعين كل خير.

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ٣٠ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٨ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م