جيش المهمات الوطنية والقومية – ومخاوف الأعداء

 

 

شبكة المنصور

ماهر زيد الزبيدي

مما لا شك فيه أن قرار الحاكم الأمريكي بريمر سارق مليارات الدولارات من أبناء شعب العراق الأبي في بداية احتلال العراق وحل الجيش العراقي الباسل يمثل انتصاراً للصهيونية وإيران كما أنه شرعن للميليشيات التابعة للأحزاب العميلة لتكون أساساً في بناء قوات مسلحة عراقية جديدة ذات طابع طائفي وعرقي مما خلق الفوضى التي سادت في العراق منذ احتلاله إلى يومنا هذا.


فالحديث عن تأسيس جيشنا المقدام يستوجب استحضار مراحل تأسيسه منذ أن كان العراق يرزح تحت الاحتلال البريطاني البغيض واستلام السلطة الإدارية والمدنية البريطانية في الأول من تشرين الثاني 1918م وأصبح الحاكم العسكري العام مسؤولاً عن إدارة العراق إلى اندلاع الثورة العراقية في 30/6/1920م وتبكد البريطانيين خسائر فادحة شعر البريطانيين بعدم صواب السياسة التي انتهجوها والحكم العسكري الذي فرضوه على العراق ثم إنشائهم مجلس وطني دستوري وتأليف حكومة مؤقتة تضمن مصالحهم الأساسية وتأخذ على عاتقها لإعداد الشعب لإبداء الرأي لشكل الحكومة المؤقتة التي يرغب فيها، وفعلاً شكلت الحكومة برئاسة عبد الرحمن النقيب وعُين فيها الفريق الركن جعفر العسكري وزيراً للدفاع الوطني الذي أخذ على عاتقه وزملاءه من المشاركين في الثورة على تشكيل الجيش العراقي الذي أعلن عن تأسيسه في كانون ثاني / 1921 ليكون أقدم الجيوش في المنطقة.


كان للجيش العراقي سفره الخالد في المهام الوطنية والقومية المشهود له بها منذ تأسيسه وعبر الحروب النظامية التي خاضها مع الكيان الصهيوني في الأعوام 1948 – 1967 – 1973 ومع إيران عام 1980 ومع التحالف الأطلسي عام 1991 والاحتلال الأمريكي الغاشم البغيض عام 2003 حيث تراكمت الخبرة القتالية له خاصة بعد أن تجلت بالحرب العراقية الإيرانية عام 1980 بعد أن تمكنت قواتنا الباسلة من تدمير قدرات الجيش الإيراني المعتدي، وقد عرف عن الجيش العراقي بالتضحية والفداء والاستعداد القتالي والحرص على إتقان استخدام الأسلحة والتجهيزات بمستوى قتالي وفني عال. رغم تأثيره بالحصار الجائر المفروض على العراق إلا أنه اشترك بصد العدوان الأمريكي البربري والقوات الغازية المشاركة بهذا العدوان عام 2003، حيث تمتاز قواتنا المسلحة بتقاليدها واعتزاها بمؤسستهم العسكرية التي كانت تخص بتقدير واحترام أبناء الشعب العراقي كافة ولهذا السبب أصدر الحاكم المدني الأمريكي بريمر الأمر المرقم (2) الصادر من سلطة الائتلاف المؤقتة حل كيانات الجيش العراقي بكافة تشكيلاتها خشيته من المواجهة معه متناسياً دور هذه القوات الباسلة في خوض حرب غير نظامية معه وعملاؤه منذ 9/4/– 2003 ولن نتوقف إلا بمغادرة آخر من الغزاة أرض العراق الطاهرة أرض المقدسات وما الخسائر الجسيمة التي تتحملها القوات الغازية إلا دليل واضح على قدرات وخبرات المقاتلين الذين يخوضون أشرس المعارك جنباً إلى جنب مع رفاقهم في المقاومة الوطنية العراقية بكل فصائلها المجاهدة لتلقين العدو الغاشم درساً لن ينساه.


فالقوات المسلحة كانت تشكل مؤسسة وطنية شرعية واحد مقومات الدولة العراقية ورمز الوطنية والقومية المشهودة.
أما الجيش الحالي الذي شكله المحتل وعملاؤه من ميليشات الأحزاب العميلة أريد به أن يكون طائفياً وعرقياً بعد أن هيمنت الأحزاب الكردية العميلة والائتلاف الطائفي على وزارة الدفاع ورئاسة أركان الجيش العراقي والفرق والتشكيلات حيث أصبح نسبة الموالين لحزب الدعوة والمجلس الأعلى العميلين يشكلون 90% والباقي تتوزع على الأحزاب الكردية العميلة والحزب الإسلامي العميل.


بعد أن تم استقطاب الضباط الكبار على أسس طائفية وعرقية بصرف النظر عن الكفاءة والنزاهة والإخلاص امثال اللواء مزور الرتبة العسكرية ومنتقد القيادة الشرعية بائعي الشرف الشخصي قبل الشرف الوطني والعسكري اللواء صاحب الغجر طالب علي السعدون والفريق رعد الحمداني ومحمد الياسري ( العسكري) بعد الاحتلال، وقسم غير قليل منهم من أبعدوا عن الجيش سابقاً لأسباب تتعلق بالأداء الوظيفي والأمانة.


فشتان ما بين جيش عقائدي يسترشد بالعقيدة العسكرية صاحب المفاهيم الوطنية والقومية وبين جيش ميليشيات وأحزاب عميلة يقوده المحتل لذبح أبناء الشعب وخلق الفوضى.


المجد والخلود لهذا الجيش الباسل الذي دك أوكار الصهاينة بـ 39 صاروخاً في حين تدمر غزة اليوم ويذبح أبناءها دون وازع من ضمير من حكام خونة متخاذلين.


المجد والخلود للقائد الشهيد والمجاهد صدام حسين الذي يردد في كل المناسبات عاشت الأمة العربية، عاشت فلسطين حرة أبية.


الخزي والعار للمتخاذلين من الحكام العرب الذين رقصوا مع المجرم بوش الصغير بسيوفهم العربية هذا الجزار الذي كانت نهاية حكمه الدموي الإنحناء أمام ضربات صرماية العراقي وصنديده منتظر الزيدي...


الخزي والعار للجبناء وهم يشاهدون مجازر غزة ودماء أبناءها تسيل من جراء الاعتداءات الصهيونية المتكررة بعد أن سمح الجبناء حسني الخفيف وأبو الغائط لوزيرة خارجية العدو أن تتطاول وتهدد بتدمير غزة دون أن يردا على تهديدات هذه العاهرة.


تحية إكبار واعتزاز لقواتنا المسلحة الباسلة في ذكرى عيدها الأغر.... تحية للسواعد التي أطلقت صواريخها لدتك جحور الفرس والصهاينة الأشرار.


الموت والخزي والعار لمن حل الجيش العراقي الباسل البطل من أمريكان والعملاء عبيد الأجنبي.

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ٠٧ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٤ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م