المجد والخلود للثائر العظيم الشهيد  صدام حسين  في الذكرى الثانية للاستشهاده

بيان من الحزب الشيوعي العراقي – اللجنة القيادية

 

 

شبكة المنصور

الحزب الشيوعي العراقي - اللجنة القيادية

ايها الرفاق
في مثل هذه الايام قبل عامين اغتالت قوات الاحتلال قائد وطني بارز وشجاع هو الشهيد صدام حسين لرئيس الشرعي لجمهورية العراق ، في عملية خسيسة نفذتها عناصر عميلة تابعة لايران . ان اغتيال الشهيد صدام حسين بعد رفضه الحازم لاي مساومة مع الاحتلال ، اكد مرة اخرى انه كان رجل مبادئ سامية وانه رفض كل مساومة او تراجع عنها وهو يعرف ان حياته ستكون الثمن الذي يدفعه ، ومع ذلك اختار الشهادة في اشرف واعظم اشكالها يوم هز العالم برباطة جأشه وشجاعته وتقدم الى الموت هادئا راضيا بمصير اختاره هو لاجل ان يزيد شعلة المقاومة العراقية اشتعالا ويقدم لشعبنا امثولة اخرى على درب الدفاع عن عراق حر ومستقل .


ياجماهير شعبنا العراقي المناضلة
لقد كان بامكان الشهيد صدام حسين انقاذ حياته والعيش برفاهية لو قبل التنازل ودعوة المقاومة للاستسلام ، كما عرض عليه ، وقبول الاحتلال ، لكنه لم يشأ ان يتخذ موقفا يتناقض مع سيرته وتاريخه النضالي كقائد وطني قاتل ببسالة ضد الامبريالية والرجعية واقام تجربة ناجحة في البناء التقدمي للمجتمع حازت على احترام المنصفين في العالم واقنعت ابناء شعبنا العراقي بانه ممثل لقوة وطنية تقدمية طليعية اخرجت العراق من عصور التخلف والفقر والامية والاستغلال الطبقي ووضعته على طريق كان يمكن ان يوصله الى مصاف دول العالم المتقدمة كما اكدت تقارير الامم المتحدة في نهاية السبعينيات من القرن الماضي .


لقد ترك صدام حسين لشعب العراق انجازات تاريخية لم يستطع اي زعيم او حزب تحقيقها ومنها تاميم النفط ، وكان اهم مطاليب الحركة الوطنية العراقية خلال النصف الاول من القرن الماضي ، وتسخير موارده من اجل نقل العراق من دولة فقيرة ومتخلفة الى دولة متقدمة لا فقر فيها والطب مجاني والتعليم مجاني والخدمات العامة شبه مجانية ، وحل المشكلة الكردية حلا ديمقراطيا تمثل في الاعتراف بالقومية الكردية واقام الحكم الذاتي لشعبنا الكردي لاول مرة في تاريخ الكرد ، وحاول انهاء الصراعات العراقية – العراقية وتوحيد القوى  الوطنية واقام الجبهة الوطنية والتقدمية  التي وضعت حدا للصراعات بين القوى الوطنية العراقية رغم استمرار عقلية التامر والثار التي ادت الى افشال العمل الجبهوي ، وبنى جيشا قويا وطنيا صلبا ودعم حركات التحرر العربية والعالمية . وبفضل هذه الانجازات وغيرها اصبح العراق قوة اقليمية مهابة حافظت على الكيان الوطني العراقي من الاطماع الاقليمية والدولية ووفرت لشعب العراق الاستقرار والرفاهية والتقدم الاجتماعي والعلمي .


ايها الشيوعيون في كل مكان
ان صدام حسين ليس قائدا بعثيا فقط بل هو في المقام الاول قائد وطني عراقي لا نظير له ، ورمز لعنفوان وعدالة قضايا الامة العربية ، واحد اهم عناوين التحرر والثورة في العالم ، لذلك فان اغتياله في زمن المقاومة المسلحة التي اعد لها هو شخصيا قبل الغزو كان خسارة كبيرة لشعبنا وحركته الوطنية التحررية . ان الاحتلال الاستعماري ادرك مبكرا ان صدام حسين هو العقبة الاساسية امام الاحتلال كما كان العقبة الاساسية امام خطة تركيع العراق واختراقه لمدة تزيد على ثلاثة عقود من الزمن ، لذلك جندت امريكا كل طاقاتها الاستخبارية والعسكرية للوصول اليه واسره معتقدة ان غيابه او تغييبه سوف يضعف المقاومة او ينهيها . لكن خاب ظنهم ، فصدام الذي اصبح شهيدا تحول الى عامل تحريك لملايين العراقيين والعرب وازال استشهاده المشرف الفروقات بين القوى الوطنية العراقية المنصفة والموضوعية ووحدها حول قاسم مشترك وهو النضال بلا هوادة من اجل المبادئ التي ضحى بنفسه من اجلها .


ايها الاحرار العرب
اننا كمناضلين شيوعيين زخر تاريخنا بالنضال ضد الاستعمار وكل انواع الاحتلال وقدمنا الشهداء من اجل عراق حر مستقل وسيد ، نقف اليوم مع كل المناهضين للاحتلال وفي مقدمتهم الرفاق في الحزب الحليف لنا وهو حزب البعث العربي الاشتراكي الذين يخوضون اشرف معارك الوطن منذ عام 1991 وحتى الان ، ونؤكد بان حزبنا اختار بقرار شعبي واع الوقوف مع المقاومة الوطنية المسلحة ، بكافة فصائلها الجهادية ، ضد الاحتلال ملقيا في مزابل التاريخ كل من انحاز الى الاحتلال باسم حزبنا وشارك في جرائمه ضد شعبنا العراقي وقواه الوطنية وحزبنا منه برئ .


ان اختيار حزبنا لهذا الموقف التاريخي جاء ثمرة وطنيتنا العراقية اولا ونتيجة حرصنا الشديد على تبرئة حزبنا من جرائم من انحاز الى الاحتلال باسمه ، وتحول من مناضل ضد الاستعمار الى مطية له ثانيا. ولهذا فاننا نخوض نضالا مزدوجا نضال ضد الاحتلال بكافة الاشكال المتاحة لنا ، ونضال ضد الزمرة العميلة التي خانت الحزب والمبادئ وصارت مطية للاحتلال .


ونغتنم هذه المناسبة التاريخية الجليلة لنعيد التاكيد على ثوابتنا الوطنية والعقائدية وفي مقدمتها اننا حزب يناضل ضد الاستعمار وكل اشكال  الهيمنة والاستغلال في وطننا العراق وفي امتنا العربية وفي العالم . لقد ادى غياب الاتحاد السوفيتي والكتلة الاشتراكية الى ماس لا نظير لها ، وما احتلال العراق الا ثمرة مأساوية لعدة عوامل في مقدمتها غياب الاتحاد السوفيتي والذي منح امريكا فرصة الانفراد بالهيمنة على العالم واستخدام ابشع الاساليب لفرض هيمنتها عليه .


لكن الارادة الحرة للشعوب لا تستسلم ابدا وهي تملك عبقرية ابتكار اساليب نضال جديدة كلما نجح العدو في تحقيق تقدم مؤقت وبسيط ، وما صمود العراق بوجه الحصار الاجرامي لمدة 13 عاما الا مثال واضح على عبقرية الانسان العراقي وقدرته على التعامل الفعال مع كل المتغيرات الاقليمية والدولية .


لقد تجلت عبقرية العراق في ابنه البار الشهيد صدام حسين الذي اختار المواجهة ورفض الاستسلام لامريكا رغم انفرادها بالهيمنة على العالم ، ففتح امام البشرية طريق الحرية والتحرر من اخطر امبراطورية استعمارية ، لان المقاومة العراقية لم تجر امريكا الى مستنقع انتحاري فقط بل انها قدمت لكافة الامم الدليل على ان مقاومة ودحر امريكا ممكنين وان امريكا ليست قوة لا تقهر كما تروج الدعاية الاستعمارية .


ايها الرفاق
ان حزبنا الشيوعي يرفض بشدة المقولة التي تدعي ان الاشتراكية وحركات التحرر تتراجع وتهزم وتفشل ويرى بثقة ان الكفاح العالمي ضد الامبريالية يتكلل بالنجاح وتحقق الشعوب المناضلة من اجل الحرية والتقدم انتصارات لم يكن متوقعا تحقيقها قبل غزو العراق . ان الانتصارات التي حققتها الشعوب المناضلة في امريكا اللاتينية والتي كانت تسمى ( الحديقة الخلفية لامريكا ) هي صدى واضح لرصاصات المقاومة العراقية ، ونحن الشيوعيون العراقيون واثقون بان الشعوب ستنتصر كما انتصر شعب العراق على الاحتلال والحق به هزيمة ستراتيجية . كما نؤكد بان رايات الاشتراكية تعود للخفقان من جديد في سماء العالم بصفتها الخيار الوحيد للبشرية للتحرر من الاستغلال والظلم الاجتماعي ، في حين ان الراسمالية تواجه ازمة عامة خطيرة ستوصلها الى قبرها اذا تعزز النضال الاممي ضدها وتحالفت القوى الاشتراكية ستراتيجيا مع حركات التحرر وفي طليعتها المقاومة العراقية الباسلة ، التي فجرت الامراض الكامنة في صلب النظام الراسمالي العالمي وليس الامريكي فقط ، من اجل القضاء الحاسم على الراسمالية المصدرالحقيقي لكافة ماسي العالم .


ايها الاحرار في العالم
في الختام علينا ان لاننسى ان التغيير الايجابي في العالم كان نتاج نجاحات المقاومة المسلحة العراقية فهو لذلك عملا عراقيا تحرريا ووطنيا وقوميا وامميا بامتياز دون ادنى شك ، فقبل المقاومة العراقية كانت امريكا الامبريالية مستكلبة لا يجرأ احد على تحديها ، وجاءت المقاومة العراقية لتوقعها في مستنقع خطير حولها من قوة ارهابية تعتدي على هذا وذاك دون تردد الى دولة تستجدي الاخرين الذين كانت تحمي بعضهم التدخل لاخراجها من الورطة التي وجدت نفسها فيها . والدرس الكبير الذي تبلوره هذه الحقيقة هو ان قيادة صدام حسين وقدرته على اختيار الموقف التاريخي المقاوم هي التي احدثت انقلابا اقليميا وعالميا لصالح قوى التحرر ، مما يجعل احتفاءنا بمناسبة اغتياله خطوة طبيعية ولابد منها ، فلولا بطولة ومبداية صدام حسين لما راينا العالم كله يتغير ويخرج من تحت عباءة الخوف من امريكا .


يكفينا نحن العراقيون فخرا ان ابناء العراق هم من اوقف المد الامبريالي الخطير ، ويكفينا شرفا نحن العراقيون ان القائد الذي الذي رسم طريق النصر والمقاومة هو قائد وطني عراقي هو صدام حسين .
تحية للروح الطاهرة للشهيد صادم حسين ، ولتكن ذكرى اغتياله عامل تحفيز لنا من اجل توحيد ابناء شعبنا العراقي ومقاومته المسلحة وقواه الوطنية من  اجل التعجيل بتحقيق النصر النهائي على الاحتلال .
المجد والخلود لشهداء العراق والامة العربية
تحية رفاقية حارة للاخ المجاهد عزة ابراهيم الدوري الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي قائد الجهاد والتحرير ورئيس جمهورية العراق الشرعي الصامد فوق تراب العراق المقدس .
عاش العراق الموحد العربي المتحرر التقدمي .
عاشت فلسطين حرة عربية من النهر الى البحر .
والخزي والعار لمجرمي الحرب الامريكيين والايرانيين وفي كل مكان .
وانها لثورة حتى النصر والتحرير .

 

الحزب الشيوعي العراقي - اللجنة القيادية
بغداد في ٣٠ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت  / ٠٦ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٣ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م