عشيرة البوحيات نموذج العراق الثائر

 

 

شبكة المنصور

كاظم عبد الحسين عباس  / أكاديمي عراقي

ارتبط اسم العشيرة في العراق بقيم الشجاعة والكرم والشرف والاباء. وابن العشيرة هو ابن الغيرة والشهامة والرجولة ... لا يتختل في الزوايا المظلمة ولا يبيع ذمته وشرفه تحت أي ظرف كان. ابن العشيرة لا تداس مرابع داره (ثنيته) من اقدام اللصوص ولا يبيع دينه ولا معتقده حتى لو قطعت شرايين عنقه. لا يداهن على حق ولا يتنازل عن مبدأ ولا يمد يده على حرام ولا يقول القول الناقص. ابن العشيرة يمتلك اداب محادثة فريدة يتلقاها في البيت والمضيف وجلسات السمر الاخوية. وهذه السمات وغيرها الكثير تنطلق بقوة وحيوية من محيط القرية الصغيرة وصولا الى ساحة الوطن كاملة وتشكل اعظم خصال الانسان العراقي بكل اطيافه الخيرة.


السادة البوحيات نموذج متكامل لهذه الصورة العراقية التاريخية الفريدة. ولذلك فان موقفهم الغيور بوجه حثالات الدولار الامريكي المسماة بالصحوة ان هو الا تعبير عن بطولة وغيرة عراقية معهودة. وموقف السادة ليس ضد الصحوة كمجموعة ضالة فقط بل هو موقف العشيرة الشريفة وشيخها البطل الذي لم يفت في عضده اعتقال دام سنتين في معتقلات الامريكان المجرمين ولم يهن او يضعف في موقفه المقاوم ضد الاحتلال الامريكي الغاشم وعملاءه. وهو الموقف الحاصل فعلا والمتوقع من جميع عشائر العراق الكريمة في كل انحاء العراق المجربة بوطنيتها وعروبتها واباءها.


ونحن حين نسمع الآن عن بعض شيوخ عشائر الفرات الاوسط والجنوب الذين يبيعون ذممهم الى رؤوس العمالة والخيانة بالدولار ودعوات العزائم مدفوعة الثمن فان علينا ان نتذكر ان شيخ العشيرة الحقيقي الذي عرفناه عبر التاريخ لا يمكن ان يقبل بيع الذمة ولا يمكن ان يرضى لنفسه ولعشيرته ان يقيم وليمة في بيته مهما كانت كلفتها ويستلم ثمنها من كائن من يكون وخاصة من خنازير الاحتلال الذين خانوا العراق وباعوه واغتالوا شرفاء البلد وفي مقدمتهم شهيد الحج الاكبر صدام حسين رحمه الله الذي كان صديقا شخصيا للكثير من شيوخ العراق الحقيقيين والداعم لهم ولعشائرهم بكل ما اعزهم ورسخ جاههم ووجاهتهم. ان ( الشيخ ) الذي يقيم دعوات مدفوعة الثمن يسئ ان فعل هذا الى نفسه وعائلته وعشيرته لانه يتحول من شيخ عشيرة الى قواد وسمسار عهر او انه دجال لاعهد له ولا يؤتمن جانبه وهو يخدع (يقشمر) العامري وعبد المهدي والجعفري والمالكي ويحتقرهم في قرارة نفسه وسيقايض مداهنتهم والنفع المادي المكتسب منهم ببضعة اصوات من عشيرته ويقايض آخرين بنفس الطريقة والارتزاق بهذه الطريقة ان هو الاّ رشوة ملعون من يدفعها وملعون من يقبل بها. وعليه فان من اقدم على هذه الممارسة ممن يدّعون انفسهم شيوخا لعشيرة الفتلة وبني سالة هم ليسوا رؤوساء ولا شيوخ ولا وجهاء عشيرة لهذه العشائر المعروفة بوطنيتها وشرف ابناءها بل مجرد اجراء للعملاء التافهين الخونة المجرمين ومخادعون لهؤلاء المتهافتين من امثال ابراهيم الجعفري وعادل عبد المهدي وجواد المالكي الذين اشتروا الكراسي بشرفهم واعراضهم ويريدون الحفاظ عليها خاسئين بشرفهم واعراضهم كذلك.


وهنا تتاح لنا صورة المقارنة بين ابن العشيرة و بين العشيرة الحق والحقيقة في حديثة مثل عشيرة البوحيات الغيارى وبين هذه النماذج المترهلة الدنيئة الرخيصة الثمن. البوحيات يحررون ابناءهم المعتقلين بقوة السلاح من بين ايدي مرتزقة الصحوة والشرطة العملاء ويطردونهم من ديارهم. انهم ببساطة يسجلون انتصارا رائعا للمقاومة العراقية وللعشائر العراقية الشريفة والبعض ممن يسمون انفسهم شيوخا وابناء عشائر يبيعون مواقفهم ووطنيتهم مقابل وليمة غداء فوق مائدة وسخة لا تشرف من ينجس يده بها وتدخل الى جسده علقما يتحسسه الى يوم الدين.


البوحيات خلية مقاومة ممانعة رافضة لانحناء القامة العراقية الشامخة الباسقة, وهم امتداد طبيعي لاجدادهم من آل بيت النبوة وامراء الشرف والنخوة والغيرة. وهم اهزوجة الرفض للاحتلال والعمالة. السادة سجلوا موقف جلال وعز تتشرف به صفحات التاريخ من وجهة نظر وضعية وموقف دين حقيقي يحسب لهم في ميزان حسناتهم يوم لا ينفع مال ولا بنون الاّ من اتى الله بقلب سليم. ونقيضهم في الموقف سجل على نفسه الهوان والخسران دنيا واخرة لان ابناء العراق يشكلون مواقفهم المعلن منها والمدفون في وجدانهم العربي المسلم في انتظار لحظة يتكلم فيها الضمير وتخرس الاصوات التي تعرف نفسها انها تغني للشيطان الرجيم.


ان النصر العراقي الحتمي والتحرير الناجز باذن الله ينبع من كل قرى العراق التي تقتدي بموقف السادة الحيانية وهو الموقف الذي تراهن عليه المقاومة البطلة وقيادتها الحكيمة ونحن نعلم يقينا ان هذا هو معيار ومقياس ونموذج العراقي الذي اذل اميركا واوقعها في الوحل وجعلها تضطر لمراجعة تاريخ فعلها الاسود ضد العراق وشعبه وهو الذي سيجبرها على الانسحاب مرغمة ببياض الوجه او بالفرار لان اميركا لم تاتي الى العراق لكي تنسحب بل لكي تبقى. والعملاء كلهم يدركون الآن حقيقة ان اميركا قد بدات المغادرة بعد ان اجبرتها المقاومة البطلة على التراجع عن كل ما طرحته من سياسات واهداف عدوانية وبعد ان ادركت ان اكبر خسائرها هو في نوع الحمير والبغال التي ركبت على ظهورها لتسود العراق فوجدت ان حميرها وبغالها من الخونة الانذال غير كفوء حتى لاداء وظيفة الامتطاء.


حيا الله رجال الحيانية وحيا الله شيخهم الشريف
حيا الله شجاعة الرجال واقدامهم ورباطهم رغم عناوين الردى التي تحيط بهم
تحية اجلال وتقدير لكل عراقي شهم شريف يرتقي فوق الطمع التافه ويحافظ على وطنيته وعروبته بوجه الخنوع للعجم المجرمين ...
حيا على العروبة يا ابناء الفرات والجنوب ولكم في الشرفاء قدوة حسنة
تحية لعشائر الفرات والجنوب ورجالها الذين لا يبيعون خبزهم ومآدبهم وشرف مرابعهم وثناياهم العامرة ...

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة  / ٢٦ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٣ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م