بعد عامين على أستشهاده ..  صدام بقلوب الأردنيين على الدوام

 

 

شبكة المنصور

الجزيرة نت / محمد النجار–عمان

رغم مرور عامين على إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، فإن صوره لا تزال حاضرة في مختلف الفعاليات التي يشهدها الأردن. وبينما يرى سياسيون أن صوره ترمز لوجود أزمة "قادة" في الأمة اليوم، يربط آخرون رفعها بالمشهد الأخير لإعدامه.

 
وكانت السلطات العراقية نفذت حكم الإعدام في صدام فجر يوم الثلاثين من ديسمبر/كانون الأول 2006 الذي صادف فجر اليوم الأول لعيد الأضحى المبارك، وأدى ثباته قبيل تنفيذ الإعدام ومشهد ترديده الشهادتين لموجة واسعة من التضامن معه.

 
وقبل أيام وخلال اعتصام نفذته النقابات المهنية الأردنية تضامنا وتأييدا للصحفي العراقي منتظر الزيدي -الذي رشق الرئيس الأميركي بحذاءيْه في بغداد الشهر الماضي- رفع "ماهر يوسف" صورة للرئيس العراقي السابق وهو يهتف له.

 
وقال ماهر للجزيرة نت "اليوم نرفع صورة صدام بعد أن أخذ المجرم الذي قرر إعدامه جزاءه وتم وداعه بحذاءيْن قديمين في العراق". وخلال الاعتصام علق معتصمون أحذية على صورة الرئيس الأميركي جورج بوش، بينما قام بعضهم بتقبيل

صور صدام حسين.

 

 


في كافة المناسبات
واللافت أن صور صدام تحضر في كافة المناسبات سواء المتضامنة مع فلسطين أو العراق أو السودان، وظلت الصور حاضرة في المسيرات التي عمت المدن الأردنية خلال الأيام القليلة الماضية تضامنا مع أهل قطاع غزة فيما يتعرضون له من عدوان إسرائيلي.

 
ويؤكد وزير الإعلام الأسبق، والسياسي البارز هاني الخصاونة أن استمرار رفع صور الرئيس العراقي الراحل تعبر "عن أزمة قادة تعانيها الأمة اليوم".

 
وقال للجزيرة نت "ليس هناك قادة في الأمة اليوم، هناك رؤساء يحكمون بموجب ولايات دستورية أو من خلال اغتصابهم لكرسي الحكم".

 
ويفسر الخصاونة استمرار رفع صور صدام حسين في المسيرات المؤيدة لفلسطين وقضاياها بالقول إن "الرئيس الشهيد ظل حتى آخر خطاب له يختم بالقول عاشت فلسطين حرة عربية".

 
وبين أن "تضحية صدام بنظامه وولديه وصهره ومن ثم بنفسه يجعل المواطن العربي ينظر له كرمز كبير يضاف لسجل القادة الكبار لهذه الأمة".


القائد والتطلعات
ويقام في عمان يوم السبت المقبل مهرجان لإحياء الذكرى الثانية لإعدام صدام تحييه فعاليات حزبية ونقابية وشعبية. ويربط الكاتب والمثقف القومي موفق محادين بين استمرار رفع صور الزعيم الراحل و"حاجة الشارع لقائد يعبر عن تطلعاته".


 


ويؤكد محادين للجزيرة نت أن صورة الشموخ في مشهد إعدام صدام "باتت المشهد الوحيد الذي يحفظه الناس عن صدام اليوم"، ويلفت إلى أن الكثير ممن كانوا يختلفون مع صدام تناسوا خلافاتهم معه تحت وقع مشهد الإعدام الذي "كان بطوليا".

 
وعلى الرغم من إشارته إلى أن الناس في الشرق عموما يخلدون صور الأب والقائد ويبحثون دوما عن المخلص لهم من مشاكلهم التي يعانونها، فإن صورة صدام القومي والبعثي يرفعها اليوم اليساريون والإسلاميون والقوميون.

 
ويلفت إلى ما يقول إنها "حقيقة هامة" مفادها أن التضامن مع العراق والرئيس صدام حسين يكاد يلقى إجماعا بين الأردنيين على اختلاف انتماءاتهم الجهوية والإقليمية والسياسية.

 
مواجهة الغطرسة
ويتساءل محادين "ما الذي يدفع متظاهرين أردنيين لرفع صور حسن نصر الله أو شافيز أو غيفارا"، ويجيب بأن "عنوان ذلك الوحيد هو مواجهة الغطرسة الأميركية وتكريم من واجهوها".

 
ويرى الخصاونة أن أبرز الرسائل من استمرار رفع صور "الشهيد صدام حسين" هي التأكيد على أن خلق الوفاء ليس غريبا على هذه الأمة لقادتها الذين دافعوا عن قضاياها ووجودها.

 
بينما يرى محادين أن التاريخ لا يرحم "فكما سجل أن عهد (الرئيس الأميركي جورج) بوش بالعراق انتهى بحذاءيْ منتظر الزيدي، سيسجل أن صور صدام تحظى بالتقبيل وظلت مرفوعة حتى بعد إعدامه من قبل أعدائه".

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة  / ٠٥ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٢ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م