لا تتجاوز ثقافة البعير حدود
الصحراء والأحمال الثقيلة
والواحات والسراب وعصا (حادي
العيس) فلم تتخذه الأحزاب ،
المتحضّرة وغير المتحضّرة ، رمزاَ
لها ، كما (تشرفت) الفأرة والحمار
والأسد والفيل وغيره ، ربّما
لصحراويته ، وربّما لأن الأحزاب
(الأجنبية) لم تشأ الإعتداء على (
حقوق الملكية الخاصة ) في العالم
العربي .
والبعير في وعيه البهيمي لعصا
(حادي العيس) عرف النفط قبل
الشركات المعاصرة ، بدليل طرفة بن
العبد الذي ( تطرف!! ) في
مشاكساته حتى أفردته عشيرته (
إفراد البعيرالمعبّد !! ) ، ولكن
لا البعير ولا طرفة امتلكا من نفط
العرب غير القير الأسود الذي كان
يمنح مجاناَ للمصابين بالجرب
المهجّرين إلى صحارينا التي ما
زالت عامرة ( بالجرب ) .
وهي حكمة من الله أن يخلق
حيوانين فقط بخفّ هما : البعير (
سفينة الصحراء ) الموجهة
بالستلايت في هذه الأيام ، دون أن
تتخلى عن ثقافتها ، والنعامة التي
كانت ومازالت طائراَ لا يطير ،
فاقداً لغريزة الدفاع عن النفس ،
يورّث جبنه المعروف معلباَ في بيض
غير صالح للطعام ، فاستثنته هو
الآخر كل الأحزاب من ( شرف )
اتّخاذه رمزاَ لأيّ منها ( والعتب
!! ) على النعامة وليس على من
استثناها .
والخفّ المشترك بين النعامة
والبعير إستعارته ( حداة العيس )
وطوّرته مع مرور الزمن فصار
نعالاَ ، صنّف إلى ( خفّ ضاحك )
تتعاطاه العوامّ من الأغلبية
الساحقة من العرب الّذين ( أحبهم
الله ) فابتلاهم بلعنة الفقر
الأبدية والنعالات الممزقة (
الضاحكة ) على مآس صنعوها لأنفسهم
بأنفسهم ، من قبر النبي يونس في
الموصل إلى اليمن الذي لا أحد
يستطيع الإدّعاء ( السعادة ) فيه
، ومن موريتانا إلى جزر الطنب في
خليج ما عاد ( للعرب ) ، على ساحة
( من يهن يسهل الهوان عليه ما
لجرح بميّت إيلام ) ، ولايشمل هذا
أصحاب ( الجزم ) من العرب الّذين
يمتلكون ( الجمل بما حمل ) ومعه (
حادي العيس ) ونعاله الضاحك !! .
ولهذا يقول العراقيّون : ( يتعب
أبو كلاش ـ نعال ـ وياكل أبو جزمة
) !! .
إذن أعضاء نادي الخفّ هم جمع :
البعير والنعامة ومن جمع من
صفاتهما ( الحميدة!! ) في شخصه من
عرب اجمعوا على ( عقيدة )
الإلتزام بدور الحمّال الجبان ،
صاحب الخفّ الضاحك ، الذي لا
تستفزّ كرامته إن استبيحت على
جزمة سيّده ، ولا تستفزّ إنسانيته
عندما يئد الجلاّد ذويه ، والذي
يأكل الشوك وهو محمل بالذهب ، و (
المؤمن ) بحقّ الحاكم بجلده وجلده
وحليب أطفاله وحتّى عرضه من ذاك
الخفّ الضاحك ببهيمية لا أعجب
منها إلاّ امتدادها على طول هذا
الزمن الذي ما عرفت فيه ( بلاد
العرب أوطاني !! ) المعنى الحقيقي
للحرية والعدل والمساواة !!
ومن عجائب ( نادي الخفّ ) أن
منتسبيه من أباعر ونعامات ، وما
بينهما ، مازالوا يظنّون انّهم
أحرار وهم أتعس من عبيد ، وتراهم
( يحتجّون!! ) ويتوعّدون ( سايكس
ـ بيكو ) والإمبريالية ( بالويل
والثبور وعظائم الأمور ) فيما
رؤوسهم مستسلمة لجزم ( أصحاب
السعادة والمعالي ) من الذين
(ورثوا !!؟؟) العرب مع نعالاتهم (
الضاحكة ) على ما يجري في ..
نادي الخفّ !! . |