٨ شباط ١٩٦٣عروس الثورات زمن قصير انجازات عظيمة

 

 

شبكة المنصور

المجاهد اللواء الركن القائد الميداني جيش بلال الحبشي الجهادي

كان انحراف عبد الكريم قاسم بعد ثورة 14 تموز 1958 ومعاداته للقومية العربية ومحاربته للقوى القومية الوطنية الثورية .

 

كان لا بد لهذه القوى والأحزاب ومنها حزب البعث العربي الاشتراكي الذي كان طليعة الأمة العربية وقائد لجماهير العراق والوطن العربي أن يعمل من أجل إسقاط هذا النظام وتصحيح مسيرة الثورة التي قضت على الاستعمار وتخلصت منه دون رجعة .


وخاصة بعد الاعتقالات والإعدامات والمطاردة للقوى الوطنية والقومية والثورية فأصاب الحزب ما أصاب الشعب العراقي كله بل كان نصيب حزب البعث العربي الاشتراكي الحصة الأكبر من هذه الإجراءات التعسفية والقتل والإعدام والتشريد والسجن والملاحقة للمناضلين .


أن أهم الأسباب والموجبات التي دفعت الحزب والتحالف القومي العربي والوطني للتفكير بالخلاص من الطاغية عبد الكريم قاسم هي :


1.كان حاكماً فردياً دكتاتورياً .


2.استيلاء العناصر الشيوعية والشعوبية على مقاليد السلطة واضطهاد الشعب .


3.اعتقال وعزل وإحالة على التقاعد لكل الضباط اللذين كان لهم دور رئيس في انجاز الثورة


4.متابعة كل الأحزاب القومية والوطنية والثورية التي قاتلت الاستعمار وساهمت في إسقاط النظام الملكي وتحرير العراق من التبعية البريطانية .


5.إعدام كل الضباط الأحرار وسجنهم وتعذيبهم عن طريق مهزلة ما يسمى محكمة الشعب .


6.الاستيلاء على الحريات الشخصية والعامة وتقييدها .


7.مجازر الموصل وكركوك والتي كانت بإشراف السلطة آنذاك وبتدخلات أجنبية .


8.عزل العراق عن الأمة العربية والتقوقع على نفسه .


كما أن هناك الكثير من الأسباب والعوامل الأخرى التي لا يتسع المقال لذكرها ، وسخط الشعب على النظام القاسمي ورفضه شعبياً وعربياً وحتى عالمياً دفع القيادة الثورية الوطنية بالعراق للتفكير في انجاز ثورة تخرج العراق من هذا المأزق الكبير الذي يعيشه العراق والشعب العراقي .

 

(1-4)


ولا بد أن نشير أن القوى الثورية القومية العربية قد حاولت أكثر من مرة من أجل الخلاص من نظام قاسم إلا أن المحاولات قد فشلت وأحب أن أذكر منها :


1.انتفاضة الشواف 1959 والتي أعقبتها مجازر الموصل والإعدام والسحل لمعظم شعب الموصل بل امتدت هذه الإجراءات لتشمل كركوك وبغداد وخاصة الأعظمية وبعض المناطق الرافضة للحكم القاسمي الشعوبي اللاقومي .


2.محاولة تصفية عبد الكريم قاسم في شارع الرشيد هذه المحاولة الجريئة التي نفذها شباب من حزب البعث العربي الاشتراكي ومنهم الرفيق المناضل البطل صدام حسين سيد شهداء العصر والذي جُرح خلالها وتمكن من الهرب عن طريق سوريا إلى مصر وعاد بعد قيام ثورة 8 شباط 1963 .


3.انتفاضة البنزين التي قادها حزب البعث العربي الاشتراكي وراح فيها الرفيق المناضل الشهيد مؤيد الملاح في الأعظمية .
4.أن أهم ما زعزع عرش عبد الكريم قاسم وجلاوزته وأذنابه والحزب الشيوعي العميل هو الإضراب الطلابي الذي قاده حزب البعث العربي الاشتراكي بعد عام 1961 .


ولم ينتهي حتى قيام ثورة رمضان المباركة عروس الثورات ثورة 8 شباط 1963 الذي قادها ونفذها وأنجزها قادة ومناضلو وكوادر وأعضاء وأنصار ومؤيدي وأصدقاء حزب البعث العربي الاشتراكي والتي برزت فيها حسن التخطيط ودقته وبسالة التنفيذ كما برزت فيها التلاحم المصيري بين التنظيمات المدنية والعسكرية من جهة وبين الحزب والشعب من جهة أخرى فكان لطلائع الشعب كما لطلائع الجيش دور بارز في تنفيذ وإنجاح هذه الثورة .


أن أهم سمات هذه الثورة الفتية هو :


1.الدقة والكتمان والسرية في التخطيط .


2.البسالة والاندفاع في التنفيذ .


3.التلاحم العفوي بين الجيش والشعب في التنفيذ .


4.الاستبسال والتضحية من أجل القضاء على أوكار قاسم والشيوعيين والعملاء وتصفيتهم في وقت قياسي .


5.مساهمة كوادر ورفاق من محافظات أخرى ومنها مدينة الموصل في تنفيذ الواجبات


- 2 –
 

والقضاء على أوكار الشيوعيين خاصة في شارع الكفاح والصدرية وبقية مناطق بغداد المحيطة بوزارة الدفاع .


6.قومية ووطنية وثورية هذه الثورة الفتية والتي تجلت في بيانها الأول وما أعقبها من بيانات أخرى وإجراءات ثورية أخرى أهمها الانفتاح على الوطن العربي وإعادة اللحمة القومية العربية .


من هنا بدأ ناقوس الخطر يدق على هذه الثورة الشابة البعثية القومية العربية وتحركت القوى الاستعمارية ومعها الرجعية وإيران الصفوية آنذاك عن طريق الشاه العميل من أجل تحجيم هذه الثورة وخرقها من الداخل ومن ثم إجهاضها في مهدها .


لقد أفرزت هذه الثورة انجازات ومعطيات وطنية وقومية وثورية عظيمة رغم قصر عمرها الذي كان سببه ما يلي :


1.أن القيادة التي استلمت السلطة لم يكن لها تجربة سابقة في الحكم فهم مناضلون بعثيون عاشوا عمرهم يقارعون الاستعمار والدكتاتورية فكانت إحدى المثلمات على قيادة البلاد آنذاك


2.وجود عناصر سيئة في السلطة آنذاك ممن تحالف معهم الحزب أو جاء بهم إلى السلطة ومنهم المجرم عبد السلام عارف وطاهر يحيى وغيرهم من اللذين كانوا محسوبين على الحزب وهم ليسوا بعثيون حقيقيون .


3.تكالب الاستعمار البريطاني الأمريكي الصهيوني وإيران الصفوية وتحريك الأساطيل من أجل إسقاط هذه الثورة والتخلص من مخاطرها حتى لا تمتد على الساحة العربية وتضرب مصالحها .


4.تعاون الرجعية في العراق والوطن العربي والحكام المرتبطين بالاستعمار مثل السعودية والأردن والكويت وإيران من أجل إسقاط هذه الثورة .
أن معطيات الثورة وإنجازاتها القومية والستراتيجية رغم فترة الزمن القصير لعمر هذه الثورة كان عظيماً وكبيراً مما حدى بما ذكر أعلاه من أجل التأمر عليها وإسقاطها وقد تمكن الاستعمار من كسب ود السيئين والعملاء في داخل الحكم وإثارة مشاكل الحزب الداخلية في المؤتمر القطري والخلافات التي ظهرت جعلت القوى السيئة تنتفض وتسقط الثورة في ردة تشرين السوداء عام 1963 .


أن أهم المعطيات والإنجازات الستراتيجية لثورة 8 شباط عام 1963 هي :


- 3 -


1.لقد أعقب الثورة قيام ثورة الحزب في القطر السوري في 8 آذار 1963 وقد كانت هذهالثورة استجابة ملحة وحقيقية وتناغم بعثي أصيل مع ثورة 8 شباط في العراق وكانت صاعقة على الاستعمار ودول الجوار المرتبطين بالاستعمار فكانت هناك ثورتين للبعث في المنطقة وهذا يعني تجاوز كل الخطوط الحمراء مما حدى بالاستعمار والاسطول السادس أن يتحرك نحو البحر الأبيض ويصل إلى لبنان ويكون هناك تواجد في الأردن والكويت والسعودية وتركيا وإيران .


2.ميثاق العمل الوحدوي أي مشروع الوحدة الثلاثية في 17 نيسان 1963 بين العراق وسوريا ومصر وهذا يعني أن الأمة في طريق تحقيق أهدافها وعبور محنة وحدة 1958 بين سوريا ومصر مما دفع الاستعمار والقوى الرجعية للتأمر وبعنف لإجهاض الثورة وفعلاً تمكنوا من الضغط على عبد الناصر لتعطيل هذا المشروع الوحدوي القومي الذي هو حلم الجماهير العربية وأهم أهداف حزب البعث العربي الاشتراكي والمعبر عن رغبة الشعب العربي الحقيقية .


3.إضافة إلى انجازات وإجراءات اشتراكية وثورية على صعيد القطر العراقي .


أن الزمن القصير الذي لم يتجاوز تسع أشهر لهذه الثورة كان حافلاً بالمآثر والانجازات الثورية العظيمة التي هزت عروش الحكام العرب آنذاك الخونة والمرتبطين بالاستعمار مصيرياً كما أقلقت أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وإيران الشاه العميل فكان التأمر مكثفاً ومشتركاً لكل هؤلاء بالتعاون مع كل من ضربت مصالحه الثورة في الداخل أي في العراق وحتى على مستوى دول الجوار في الوطن العربي . فكان لهم ما أرادوا حيث وجدوا ضالتهم عند نفر ضال من العملاء ومحبي السلطة والجاه والنفوذ وحبهم إلى المال فكان يوم 18 تشرين الأسود قاتل مناضلو البعث الردة في الشوارع والأزقة والحواري والساحات والمناطق العامة وأوقعوا بهم الخسائر دفاعاً عن الثورة ومنجزاتها وأهدافها ودفاعاً عن العراق والحزب وسقط منهم الشهداء الأبطال مثل الشهيد البطل المرحوم ممتاز قصيرة الذي جرح وأعدم وهو جريح وكان رجلاً بعثياً شجاعاً فارساً رفض الاستسلام والخضوع ورفض الاعتراف على رفاقه وبصق بوجه الردة ومن قام بها ودافع عن الثورة ومنجزاتها .


لقد كانت هذه الكوكبة من الشهداء سراج مضيء لدرب المناضلين رغم ما عاناه مناضلو الحزب من قتل وتدمير وسجن ومطاردة وتعسف واجتثاث وطرد من الوظائف.


- 4 -


وتجويع فكانوا أصلب من كل هذا وكانت ثورة 17 – 30 تموز الرد الحاسم على مؤامرة الردة السوداء في تشرين .


أن الشواهد التاريخية تثبت أن هذه الثورة الفتية ثورة 8 شباط 1963 ثورة 14 رمضان المبارك استحقت فعلاً أن تكون عروس الثورات فهي ثورة قومية عربية بعثية شعبية تخطيط وقيادة وتنفيذ وأن الزمن القصير لعمر هذه الثورة كان حافلاً بالانعكاسات القومية على الواقع العربي بدليل قيام ثورة البعث في سوريا في 8 آذار وميثاق 17 نيسان 1963 وميثاق مشروع الوحدة الثلاثية بين العراق وسوريا ومصر .


تحية لعروس الثورات


تحية لكل من خطط لها وقادها ونفذها .


تحية للبعث العربي الاشتراكي صانع تاريخ الأمة العظيم .


تحية لشهداء البعث في كل مكان من الوطن العربي .


تحية لقائد البعث والقائد الأعلى للقيادة العليا للجهاد والتحريرالرفيق المناضل المجاهد المهيب الركن عزة إبراهيم الدوري .

 

المجاهد
اللواء الركن
القائد الميداني
جيش بلال الحبشي الجهادي

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد / ١٣ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٨ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م