الانتماء إلى المقاومة العراقية مفخرة وبطولة ونبل أخلاق لكن المشاركة في الانتخابات نذالة وعمالة

 

 

شبكة المنصور

كلشان البياتي / كاتبة وصحفية عراقية

آخر مرة زارني فيه ، دعاني لزيارة مقر الحزب أو الحركة بعد أن قدم لي تقريراً طويلاً عريضاً عن وطنية رئيس الحركة ، ورئيس الحركة رشح في الانتخابات ليس حباً في المناصب والغنائم بل لعدم إفساح المجال للعملاء بتولي المناصب والمقاعد في مجالس المحافظات ثم للسيطرة على مقاليد السلطة في العراق ..


قال لي أن كثير من رفيقات دربي ورفاقي ساروا في ركاب رئيس الحركة (الوطني) وأيدوه لوطنيته ولشهامته ولنبل أخلاقه ولسعيه الحثيث في تحقيق مصالح الوطن والشعب..


وقال أن رئيس الحركة الذي يفوح منه عبق الوطنية صرف من جيبه الخاص على الوطن وعلى الحركة ونشاطاتها وأعطى رواتب لعدد كبير من فقراء زمن الاحتلال.


وكلما رأني هذا الرفيق في الشارع ، يوقفني ليسرد لي وطنية رئيس الحركة وكيف انه انتسب مع مجموعة أخرى من رفاق الدرب إلى الحركة التي يعدونها حركة وطنية ورئيسها وطني بامتياز.


قال لي: زوري مقر الحركة والتقي برئيسه الوطني وتتنسمي رائحة الوطنية التي تفوح على بعد كيلومترات من مقر الحركة.
وقال لي أن رئيس الحركة بحاجة إلى دعمنا ووقوفنا معه للفوز في الانتخابات ، وقال أن رئيس الحركة رشحّ نفسه لكي يسد الطريق ويعرقل فوز العملاء ..


نظرت في وجه رفيقي الذي يكبرني بعشرين أو ثلاثين عاماً وتمعنت في ملامح وجهه وإنا مشفقة عليه لاتسأل هل أضاع هذا (الشايب) عقله لكي يخلط في مفاهيم الوطنية وهل التبست عليه الأمور؟؟؟.
للوطنية مفهوم ثابت واضح لا يقبل اللبس والخلط ولا يتغير بتغير الظروف .


فإذا كانت تعتني في زمن السلم الدفاع عن الوطن والوقوف بوجه التهديدات التي تواجه الوطن ، فإنها تعني في زمن الحرب الدفاع عن الوطن وتفسر في زمن الاحتلال العمل على تحريره من المحتل.


الوطنية تعني أن تحرر الوطن من الاحتلال لا أن تكون عوناً للمحتل في تكبيل الوطن بقيود واتفاقيات .. والوطنية تعني رفض كل ما يقدم من المحتل حتى وان كان قصور من الذهب وشوارع مبلطة بالذهب..


الانتخابات والعملية سياسية مشروعان من مشاريع الاحتلال ، تخدماني الاحتلال وتضمنانٍ له البقاء والاستقرار في العراق..
تحرير الوطن لن يتم بالترشيح للانتخابات أو المشاركة في العملية السياسية ولا بإطلاق التصريحات الإعلامية في الفضائيات ولن تتم بتشكيل حركات وأحزاب .. تحرير الوطن يتم بدعم المقاومة والانضمام إلى المقاومة .


وتحرير الوطن يتم بمقاطعة مشاريع الاحتلال وليس المساهمة فيها .. الوطن يحرر بمقاطعة الانتخابات وعدم تأييدها ..
إذا كان المشاركون في انتخابات أوجدها سلطة الاحتلال هم وطنيو الوطن فماذا نسمي المقاومون والمضحون بالدم والمال..؟؟؟


إذا كانت الوطنية تعني تلبية ندأ المحتل وأعوانه فبئس الوطنية هذه..
للوطنية تفسير واحد فقط هو العمل على تحرير العراق تحريراً شاملاً ..
والوطني هو من ينضم إلى المقاومة .. من يدعم المقاومة ..من ينادي بالمقاومة ويرفعها شعاراً لتحرير العراق.
الوطني يارفيقي العزيز أن تنضم إلى المقاومة وتدعمها لا أن تساهم في انتخاب من يسرق الوطن وبنهب ثرواته .. ويكون عوناُ وسنداً للمحتل في استمرار الاحتلال واهانة الشعب وسفك دمه وعرضه..


المقاومة العراقية هي الجهة الوطنية الحقيقية والوطنيون هم المقاومون والوطنيون هم المعتقلون في سجون الاحتلال والوطنيون هم قادة المقاومة العراقية ..
الانتماء إلى المقاومة مفخرة وشرف وبطولة ونبل أخلاق لكن المشاركة في الانتخابات نذالة وعمالة..
تحية إلى المقاومة العراقية الممثل الشرعي الوحيد للشعب العراقي.
وتحية إلى شهداء المقاومة الوطنيون الحقيقيون للعراق.

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة  / ٠٥ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٢ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م